فتاة جميلة..

5.4K 171 10
                                    


انها الساعه الحادية عشرة الان لم يشعر بالوقت يمضي بهذه السرعه من قبل..سوف يعود الى منزله لينام قليلاً عله يخرج هذا اليوم من رأسه،مشى بعد ان وضع يديه في جيب معطفه و شد عليهما بقوه كان المكان كله يبدو مظلماً وموحشاً..ام هو فقط من يشعر بذلك؟ نظر الى سيارته وبدت بعيده حقاً حينها ادرك كم مشى من دون اي وعي حتى وصل هنا،



نظرت جودي حولها على ما يبدو لا يوجد اي احد هنا هذا يشعرها بالحزن حقاً لن يعلم احد مالذي حصل لها ولن يهتم احدهم و لسوف تختفي ولن يبحث عنها احدهم

حتى عائلتها المزعومه،تراهن بأنهم سوف يفرحون لإختفائها اكثر من ان يفزعوا..

هذا مؤسف لها حقاً..

لقد خرجت على عجل حتى انها لم تحظى بالوقت الكافي لتبدل ملابسها،على الاقل سوف ترحل في كامل اناقتها اليس هذا مثيراً للسخريه بعض الشيئ؟

حتى في اخر لحظاتها لا يمكنها انكار حسها بالكوميديا السوداء،لا يمكنها ايضاً انكار كم تشعر بالخوف وكم يرتجف جسدها،مع هذه الرطوبه البارده ورائحة المطر ورائحة البحر جسدها يرتجف حقاً..

هل سوف تندم؟

هل سوف تبكي؟؟

هل سوف تصرخ؟

و الاهم من ذلك كله..

هل سوف تتألم؟

وضعت يدها على خدها الايسر تتحسس ضربة عمها القويه التي خلفت لوناً احمراً لم يختفي بل كان يتزايد وضوحه في كل دقيقه تمضي..

نظرت الى معصمها وفركته بلطف وتذكرت ذلك الرجل المتحرش حين حاول مسكها بقوه..

كل هذه الاحداث تجعلها تود حقاً ان تختفي..حتى الشخص الذي كانت تعتبره مصدر صبرها الوحيد قام بخيانتها وهو ينظر الى داخل عينيها بلا اي تردد..

انها تفكر الان والامر المؤسف انها تفكر بأي سبب حتى لو كان تافهاً ليجعلها تعدل عن رأيها ولكن..لا يوجد اي سبب،

انها تتوصل في النهايه لنتيجه واحده وهي ان وجودها اكبر غلطه

ليتها رحلت مع والديها ولم تبقى هنا تصارع هذا وذاك،كانت الدموع تحتشر في عينيها،نظرت الى الاسفل وكانت لا ترى شيئاً سوا الظلام الحالك..هناك قد تختفي،وضعت قدمها على اول عتبة من هذا السور المهيب ووضعت الاخرى حتى اصبحت اطول من السور،لم تتسارع نبضات قلبها من قبل كما هي الان.

هل يمكن لأحدهم ان يسمعها؟

لا يمكنها الانكار انها متردده حقاً..لا تود الرحيل،ليس الان،ولكن لم يعد لديها اي مكان تعود اليه..

"لِماذا كل هذا التردد؟"

شعرت بالهلع للصوت الذي تكلم ونظرت الى جانبها الى هذا الرجل الذي كان يقف واضعاً يديه في جيب معطفه الاسود وكان رافعاً رأسه ينظر اليها من فوق،متى وصل هنا؟ هل كانت غارقه بالتفكير للحد الذي جعلها لم تنتبه لوجوده؟

"م..ماذا تقول!؟" و نظرت اليه بتشكك وتمسكت جيداً بالمقبض الحديدي

"اقصد لماذا كل هذه الحيره؟ هل سوف تقفزين ام ماذا؟!" وكم بدا لا مبالياً ونظرته بارده ابرد من هذه الليله،مشى بهدوء وتوقف بجانبها واخرج علبة سجائره واتكأ وهو يشعلها ونظر اليها مرةً اخرى و كان يبدو عليه التساؤل.

بشكلٍ ما هذا التصرف اللامبالي يجعلها تشعر بالحنق هل يريد منها ان تقفز حقاً؟

"م..مالذي تقوله!" وبدت غاضبه

"مالذي تريدين مني ان افعله؟ هل تتوقعين مني أن اسحبكِ واساعدكِ و اخبركِ بأن الحياه تستحق؟افضل ان اكون منطقياً صادقاً على ان اكون ايجابياً كاذباً."

و عاد يسحب الدخان من سيجاره..بشكلٍ ما انه على حق ولكن هذا يحزنها حقاً فحتى هذا الرجل الغريب لا يهتم لأمرها..نظرت الى الاسفل وبدت متحيره حقاً هل تقفز الان؟

"او ربما يمكننا التوصل الى حلٍ ما.."

ورمى سيجاره الى الهاويه وهي تراقبه بكثب ولوهله شعرت وكأنها ذلك العقب المنطفئ الذي اختفى وسط الظلام وهذا جعل البرودة تسري في ظهرها..حولت نظرها اليه ولم تعلم مالذي يقصده..هل يعرض عليها امراً ما؟ نظر اليها بهدوء وتابع:

"ولكن اولاً يجبُ عليكِ الان ان تقرري هل تريدين القفز ام النزول والتحدث كالاشخاص الطبيعيين؟"

ربما الليله وبشكل ما هناك سبب يدفعها للنزول..

ربما سوف يساعدها؟

وربما لا!!

ربما يكون شخصاً كاذباً مخادعاً!

ويفعل بها شيئاً اسوأ من القفز!

هذه الافكار جعلتها تتشبث بالمقبض بقوة اكبر وتنظر اليه بحده!

"مالذي سوف تجنيه من ذلك! انا حتى لا اعرفك! انت لا تعرفني!"

نظر ماركوس الى ثوبها المزين الذي يتحرك بخفه مع نسمات الهواء البارده والى شعرها المبعثر..

هل يعتبر هذا اللقاء بهذه الفتاة شيئاً سيئاً ام جيداً؟

حين لمحها من البعيدّ اقترب ولا يمكنه انكار نبضات قلبه حين تأكد من تصرفات الشخص اللذي امامه..ولكن المؤسف بشكل اكثر انها ما تزال صغيره حمقاء تظن ان النجاه هي بالرحيل هكذا..كم يود الان لو يسحبها بقوه ويصفعها لعل هذه الصفعه تعدل تفكيرها قليلاً..ولكنه يشعر بالكثير من التردد الان..مشى بهدوء حتى اقترب منها على ما يبدو انها عنيده ويائسه لذا سوف يتعامل معها بشكل او بآخر..

"هل سوف تقومين بالنزول او اقوم بسحبكِ الان؟" ونظر اليها بغضب

"كيف يمكنك مساعدتي!!" و امتلأت عينيها بالدموع ونظرت اليه ولم تستطع ايقاف نفسها عن البكاء،انها متعبه حقاً كل ذلك الجري وكل ذلك الخوف..لم يعد بإمكانها ان تتحمل خيبةً اخرى..كان هذا اخر ما تتذكره قبل ان تغيب عن الوعي..وكل شيئ بعدها اصبح مظلماً..

(أنتِ شيئ يخُصني.) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن