سُحبت "ميّا " من خلال تلك البوابة و بعد عبورها للجهة الأخرى تم رميها و قمعها في قفص تخللهُ رائحة الدم و بقايا الجثث .
ارتطم رأسها بقوة بأعمدة القفص الداخلية مسبباً دوار و تشويش بالرؤية فوضعت يدها فوراً على رأسها من شّدة الألم و بقيت جالسة على ارضية القفص حتى استعادت وعّيها و هُنا تكمُن الصدمة .
اتسعت عيناها خوفاً و صَدمةً مما رأته .
الأذرع ترجع لفضائين ضخام البُنية و عمالقة تُقدر بخمس أضعاف طول الإنسان , لديهم مجسمات شبيهه بالأخطبوط إلى حدٍ مُشابهة لديهم رأس كبير و أسنان تشبه أسنان الإنسان لكن من دون شفتين و أيضاً جلدهم يكتسحه اللون الأحمر , مُتعرج غليظ يفرز مُخاطاً ذو رائحة نفاثة طوال الوقت تقريباً .المكان و الزمن مجهولين بالنسبة لـ"ميّا" .
المكان الحالي الذي هُم فيه هو مكانٍ شبيهه بالمشرحة لكن بحجم كبير جداً ، كُل فضائي لديه مهمة واحدة و مُكرساً لها .
فضائي يختطف البشر من أبعاد مختلفة من خلال بوابات زمنية عديدة و طائرة و دون اجهزة! يمد ذراعاً و يسحب أنساناً ! ثم رميهم بالأقفاص المُعلقة بشكل مكرر و سريع .
يقومون بتشريح البشر على قيد الحياة و دراسة اعضائهم ! دون تخدير أو اقلها قتلهم قبل التشريح
يقومون بأختطاف جميع الأعراق من مختلف الأبعاد و سجنهم كما يُسجن الطير في القفص!.اُصيبت "ميّا" بالغثيان لما رأته من المنظر البشع و مُخيف و انتهى غثيانها باستفراغ قوي للغاية .
الدماء بكل مكان .. أعضاء بشرية بكُل مكان ! عينٌ هُناك.. ذراع فوق السلة .. راس مقطوع .. بَشر ممزقين الى اجزاء في كُل مكان ممزقين كما يُمزق الخُبز الطازج !
بعد ان قام الفضائي برمي "ميّا" بالقفص المُعلق، ذهب مباشرة بأخذ بشريٍ آخر و كبلهُ استعداداً للتشريح .
الصرخات اتخذت من الشبح الهائم شكلاً .
كابوس حيّ يتجول المكان ضاحكاً .
الموت يجلس على عرشه مُنتظراً .
"ميّا" مرعوبة حتى النخاع , ترتجف حتى دبت القشعريرة الباردة في كامل جسدها بالرغم من ان الجو حار جداً
فكُل شيء انقلب رأساً على عقب في لحظة واحدة و بجزء من الثانية .كل ثانية تمضي تقترب من الموت المحتوم ، كل ثانية تمضي تعني نهايتها ، قامت بالبكاء بذُعر تام و كأنها ستفقد عقلها بعد فترةٍ وجيزة, تمسك رأسها من بشاعة المنظر، عيناها اصبحتا جاحظتين من الرعب الا منتهي ! .
تمنت لو انها لم تلحق بالقطة ! تتمنت لو انها لم تجوع في جوف الليل ! تمنت ان تكون نائمة في غرفتها تبكي و تصرخ بصمت
تشُدّ شعرها لتوقظ نفسها لعلّهُ يكون حُلماً ، تمنت انهُ كابوس عابر مُخيف و لكنه ليس بكابوس قط .
اصابها الفتور و كأن مشاعرها قد اُمتصت منها فأصبحت جسداً شاحباً دون روح
ظلت تراقب بصمت بعد بكاء طويل ... تراقب ما يفعله الفضائيين بالبشر، اخذ بشري ، تشريح ، و رميه كما تُرمى القمامة ببُخس و تتكرر الدائرة .
أنت تقرأ
البُعد الأخر
Fantasyعندما يملئ الملل و الفراغ حياة" ميّا" ، تفتح لها بوابة العالم الموازي بشكل مفاجئ، فما سيحدث؟ هل ستعبُرها لتخوض مغامرة جديدة ؟ام ستتردد؟ أم ستخوض تلك التجربة و تُخاطر ؟ ــــــ البداية 26.2.2021 النهاية 5.5.2021 (1) البداية 7.9.2023 النهاية ؟