البُعد الأخر - العودة الغير متوقعة

17 2 0
                                    

فبعد فترة وجيزة من دخلوهم الى الغابة.

امهلهم الساموراي مُهلة لا تزيد عن ٣ ايام حتى يُنفذ ما أتى لاجله .

وصلوا الى مسافة ليست ببعيدة عن مقر الفضائيين و التي تعني الوجهة النهائية ، عم الظلام و وَجُبَ الاحتماء و الاختفاء عن الفضائيين لأنهم نشطون ليلاً وحتى حواسهم تكون اكثر حداً و اكثر فتكاً .

وجدوا عن طريق الصُدفة وجود حفرة عميقة و كبيرة شبيهة بالحفرة التي تنتج عن ضرب نيزك ضخم .

استقروا فيها واحتموا تحت زوايا الُحُفرة ، تعجبوا من وجود بعض أنواع الحياة فيها مثل بعض الارانب و الطيور الصغيرة , فقاموا باصطياد البعض منها، ثم اضرموا بعض النار و شويّ اللحم و تناولها فور نضوجها من شدّة الجوع .

بعد تعب و ارهاق شديدين غطوا بالنوم في ثواني معدودة لستيقظت "ميّا" لاحقاً من كابوس مُرعب بهلع و خوف لم يسبق لهُما مثيل التفتت على الرجل الغريب فوجدته نائماً بعُمق ولم يستيقظ.

التقطت انفاسها تحاول استيعاب "أين هيّ" ! هدأت قليلاً بعد مُمارسة تمرين التنفس العميق , قررت ان تشُم بعض الهواء النقي البارد خارجاً .

مشَت نحوّ ذاك التلّ صغير فجلست عليه
رفعت رأسها إلى الأعلى و بدأ عليها الانكسار و الحزن الشديد و كأنها تريد ان تُفضفض لاحداً ما فالكلام مُعبئ و مُثقل داخل قلبها لا زال موجوداً و تلاها بُكاء شديد دون صوت لم تستطيع كبتهْ .

استيقظ الرجُل الغريب فجئة و التفت نحو المكان فلم يجدها فذهب للبحث عنها مُتجهّماً غاضباً لانها في العراء كاشفاً نفسها وغير مهتمة إذا لمحها الفضائيين.

عندما وجدها سار نحوها مُسرعاً ليصرُخ عليها
فرأى وجهها و دموعها , رأى انفها و عيناها المُحمريّن من شدة الُبكاء هدأ قليلاً ثم قال :
لماذا تبكين؟

ليس مهتم بهذا القدر لكنه تفاجئ من انتكاس حالها , ردت عليه بصوتٍ مختنق :
هل ايقظتك؟ انا اسفة حقاً

قال لها :
لم اعتاد على حالك هذه ، هل السبب هم الفضائيين؟

ردت عليه قائلة :
لا ، لقد تم اختطافي من بُعدٍ اخر و لقد اشتقت لعائلتي بالفعل اشتقت لحياتي المملة و الآمنة ,

مسالة رجوعي صعبة تعتمد على البوابة الذين يمتلكونها و هي وسيلتي الوحيدة لأستطيع الرجوع إلى عالمي ، حاولت ان ابقى قوية لكني لم استطع!

حاولت بناء بوابة مشابهة سراً لكني لم اتمكن من جعلها في نفس المستوى .

لديهم تقنية حديثة جداً ومعقدة للغاية ...." ثم اخفت وجهها بذراعيّها و انهمرت بالبكاء لم تستطع ان تكمل حديثها
تمسح دموعها بيديها لدرجة ان عيناها و خداها احمرتا و الرجُل الغريب ينظر لها بصمت لا يعلم و لم يتخيل كمية العبئ الذي تحمله بصدرها، لم يتوقع ايضاً انها من بُعدٍ اخر!

البُعد الأخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن