البُعد الأخر - الرجُل الغريب

19 1 1
                                    

شعرت من عينيه وجود ابتسامة خبيثة حيث ان ليس لديها أي فكرة عما يدور برأسه لكن بالتأكيد شيئاً سيئاً .

قام باخذها الى داخل الكوخ القديم و تكبيلها بعُنف و بتصّرف مُجرّد من الإنسانية , لرُبما تعامله مع الحيوان كان افضل منها .

كان الرجُل الغريب ينتظر داخل كوخ المهجور صغير بوسط الغابة و كان مُموهاً بأوراق الشجر الطويلة بمثالية .

حتى وصلت مجموعته لإكمال تخطيط شَنّ الهجوم على مقر "ان-17" .

احداً من الرجال لَمّح "ميّا" فقال :
من هذة ؟ تبدوا لي فتاة شابة من المقر نظراً للملابس التي ترتديها .. هل فقدت عقلك بإحضارها ؟ لقد كشفت موقعنا لها ! (مؤشراً نحوها غاضباً صارخاً )

قال الرجل الغريب :
لا تقلق إنها ورقتنا الرابحة سنستخدمها جيداً , ان اعتبرنا معلومات جاسوستنا صحيحة فأنها قيّمة جداً للمقر باعتبارها مُهندسة ( ينظُر اليها بعينين يكسوها الظلام من شرّه وخُبثة )

بعد نصف ساعة من عقد الاجتماع في ذلك الكوخ و مُناقشة الخُطة فيما بينهم .. سمعوا صوت زحف ثقيل و صوت هش لأوراق الشجر الميت و في لحظتها علموا انه فضائي قد لحق بأحدٍ منهم فقاموا بإطفاء الإنارة و الاختباء بجانبي النوافذ و التزام الصمت حتى مغادرته للمكان .

بينما كانوا منشغلين بالفضائي استطاعت "ميّا" فَكّ وثاقها بنفسها بينما كانت جالسةً على الكُرسي , قامت بخلع حذائها بهدوء و دون صوت مُستغِلة انشغال البقية عنها مُتلصصة نحو الباب حتى تَهرُب .

شَعر الرجل الغريب بنسمة هواءٍ بارد لشخص قريب يتحرك و عندما التفت رأها تَعبُر الباب الخلفي هاربة لتُنقذ نفسها فلحق بها مما أزال غطاء التخفيّ عن الفضائي فتم جذب انتباهه نحوهم و تفرقوا عن بعضهم البعض حتى ينقذوا حياتهم .

الرجل الغريب توقف في مُنتصف المُطاردة بين "ميّا" و الكوخ .. يرى اصدقائه يُلتهمون واحداً تلو الآخر بمجساته المُتعددة .

اشتعل نار الانتقام بقلبه حتى اصبحت عيناه اكثر رُعباً و شراً مما كانتا عليه , فار الدم في عروقه فاتخذت شكلا واضحاً في عروق يدّه و ذراعه .

اثناء تلك الأحداث هربت "ميّا" غير مُبالية بما حدثّ لهم ولا تعلم ان الرجُل الغريب يلحقُ بها نحو الغابة بغضبٍ عارم .

استطاع ان يلحق بها و إمساك ملابسها و شدِها بعُنف كبير بيدٍ واحدة مما أدى الى سقوطها أرضاً فقامت تصرخ و هي تمسكُ يده ... حتى سمعوا صوت الفضائي من بعيد بخطوات زحف ثقيلة باتجاههم .

البُعد الأخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن