البُعد الأخر

قلب غير مُطمئن

{خلال تلك ٤٠ دقيق }

في سيارة النائب و المُهندسين , قال "ميسن" : اسمع يا "جو" و صديقه ذي العيون الاربعة {ينظر الى مراه السيارة الداخلية ليتحدث معهم بينما يقود السيارة و ميا بجانبه } المكان الذي سنذهب اليه قد يكون خطراً و مثيراً للاهتمام بالنسبه اليكم , توخوا الحذر فأنا لن استطيع حماية الجميع , فالحذر نصف العلاج و الخوف يبقيكم مُتيقظين لذا لا اريد اي اخفاق و اذا اصبتم بإصابة اخبرونا بها {يتحدث معهم نظرة حادة و جادة جداً خلف القناع} ..

فور وصولهم بعد ذاك الخطاب المُحفز جداً , شَعر "جو" بالخوف و الحماس في آن واحد اما "كيّنت " فكان يُفكر ماذا حدث ليكونوا بهذا الحذر الدقيق لدرجة مُخيفة ..

ترجلوا جميعهم من السيارة من مسافة ليست ببعيدة لكنها آمنة ان حدث شيئاً ما , قام "ميسن" بمناداه "ميّا" و طلبها على انفراد بعيداً عن البقية و قبل بداية المهمة مباشرهً , حيث قال : "ميّا" ابقي بجانبي طول الوقت و ان اردت شيئاً اخبريني فانتي مسؤّليتي الان , كوني بخير ..{ اصبح خائفاً عليها ثم لاحظ خجلها } ..

ثم رجعا الى البقية و أمر الكتيبة بان تجتمع لوضع خطة الدخول , قام "ميسن " بأخذ غصن خشبي و قام برسم الخريطة على الارض منحني الوضعية {مّيا تراقبه يعمل لأول مرة , سعيده لوجودها } , تقسيم الكتيبة الى ثلاث فِرق مكونه من ٨ افراد , فريق الاستطلاع الرئيسي و الفريق المُصاحب للفريق الاساسي و فريق في المؤخرة لتوفير الحماية , فباشروا بالخُطة ..

توجهوا بانتظام كما المُخطط له، كتيبة الاستطلاع ثم الفريق الداعم للفريق الاساسي ثم فريق الحماية في المؤخرة , "ميسن" اختار سلاح AK-47 ; ممسكاً به بين ذراعيه الكبيرين المفتولة بالعضلات و العروق البارزة مستعداً لأي طارئ { تسير ميا بجانبه و قد اعجبها ما تنظر اليه } ..

امرهم "ميسن" بالدخول الى تلك البوابة المتحطمة التي تقود الى اسفل سطح الارض , دخلوا مستعدين بما سيواجهونه , دخلوا مُنظمين حيث ان المكان يغلبهُ السواد الحالك لكن بسبب التنظيم المُسبق اصبح المكان مرئياً بسبب الاضاءات القوية التي على خوذاتهم ..

"ميّا " تنظر بتمعن في الركام الذي اعتاد ان يكون ممراً طويلاً , بسبب تلك الذكريات اقتربت من "ميسن" بشكل مفاجئ حتى اصبحت كظلّه , رمقها بنظرة جانبية سفلية و كانه يقول فيها هل انتي بخير ؟ فقامت بطمأنته..

رسموا خريطة للمكان قبل المهمة و على ما تذكرهُ "ميّا " فكانوا يشطبون جزئاً من الخريطة بعد الفحص الشامل بالاشعة فوق البنفسجية و تحديد الاماكن بالصدى بسبب حجم الغرف الكبيرة جداً ..

انتهوا من الممر الطويل و بعض الغرف التي تتشعب من ذاك الممر, في نهايته توجد غرفةُ التشريح الكبيرة التي كانت ذا منظر بشع جداً لجثث و دماء و بقايا بشرية في جميع انحائه , الذي كان يغلبه اللون الاحمر الطازج الدافئ و الرائحة النتنة حيث بقت الهياكل العظمية كما تُركت بعد عملية الإنقاذ , شعرت "ميّا " بقشعريره الارواح الباقية التي تجول المكان , تتجول دون هدف يُسمى .. تتجول بصمت بعد الم و صمت بعد صّراخ ، لا زالت تلك الاقفاص مُعلقة تحتويها كما فعلت دوماً..