التقاء المستقبل بالماضي

6 0 0
                                    


بعد ان استجمعا قواهما , قفزا مُباشرة إلى البوابة الزرقاء اللامعة و " جوّ" يراقبهم من مسافة ..

قفزا نحو أنبوب الزمني الشبيه بالممرات المائية ذات اتجاه واحد و جدرانها يغلبها اللون الأزرق الساطع الذي يشبه السيالات الكهربائية الصغيرة ..

يسبحون في ممرات الزمنية لا يعلمون ماذا ينتظرهم في الجانب الآخر من البوابة و كيف سوف تسير الأمور ..

استغرق وصولهم حوالي ٧ دقائق و ٢٨ ثانية حتى ظهرت البوابة و فُتحت , استطاعوا ان يضعوا ارجلهم على الأرض بسلام و يصادف أسبوع الذي يلي المعركة بين البشر و الفضائيين ..

قام "كيّنت" بالتحدث مع "جوّ" عبر الاسلكي ليتأكد من عمل الجهاز و لحسن الحظ ان "جوّ" استطاع ان يلتقط الإشارة و اعتمادها و الرد عليه ثم الاطمئنان لنجاح السفر الزمني ..

هدوء غريب و مخيف , هواء يداعب أغصان الشجر دون صوت , كُل شيء حالك السواد بشكل مُرعب يشبه الصمت المُطبق بعد احتفالٍ صاخب , استطاع "ميسن" ان يلمح أثار الانفجار .. مشى ببطئ نحو فجوة الانفجار و لا تزال بقعة الدماء موجودة و تبدوا طازجة ..

عم الصمت حول "ميسن" يتذكر كيف نجا من الانفجار و كيف كانت "ميّا" غارقة ببركة دمائها و الأحداث التي تلتها من أنقاذ و السعي للحفاظ على حياتها ..

لاحظ "كيّنت" صمت "ميسن" الغريب ثم ذهب اليه ليتفقده ان ما كان بخير بعد السفر الزمني ثم قال : هل أنت بخير "ميسن"؟ تبدوا في حالة سرحان بالنسبة لي {يمسك كتفه} ,رد عليه بعين غاضبة حادة  : أنت تعلم أنني لا زلت أكرهك لكن احتاج ان أتحدث بعد تلك الصدمة التي لم اتعافى منها{يتنهد } ..هل ترى بقعة الدماء تلك .... {بقعة دماء كبيرة امامهما } إ نها تعود الى "مّيا" كادت ان تموت لو أنني لم ألاحظها و هي غارقة بدمائها .. لم نستطع ان نبتعد كثيراً فلحقنا الانفجار حيث كانت الصدمة قوية جداً حملتنا عالياً ثم ارتطمنا أرضاً , ارتطم راسي بتلك {أشار بيده نحو صخرة كبيرة عليها آثار دماء} كُنت سأفقد وعيي لكن عندما رايتها وهي جثة هامدة دوم حراك , قاومت و نهضت لكي اتفقدها و بسبب قُربنا من الانفجار فقدت توازني بسبب الصوت الانين القوي و تشويشاً في الرؤية لكن استطعت ان اقف على رجليّ وركضت فوراً لإنقاذها ثم تلقيت الرعاية الطبية بعدها .. لازلت خائفاً من هذا اليوم ..{بصوت هادئ منخفض}..

ثم أكمل سيّره نحو المقر المستهدف و لازالت تلك المشاهد تدور بذهني مراراً و تكراراً ..

ذُهل "كيّنت" من انه يمتلك مشاعر خوف لـ "ميا " فرجُل مثله قوي البُنية و قاسي يبدوا كالقاتل دون رحمه غالباً لا يكترث بأمور الحُب بشكل عام لكن قصته تبدوا مختلفة مما أثار فضوله يريد ان يعرف اكثرعن تفاصيل حياته مع "ميّا" ..

قال "ميسن " : لقد اقتربنا من النفق تحت الأرض استعد ..

وصلوا إلى البوابة التي تقود إلى تحت الأرض و بدت مختلفة عن الزمن الذي جاؤا منه , يبدوا شبه سليم حيث استطاعوا استخدام السلالم في بعض الغرف و بعض الالات قيد التشغيل و متوهجة جاهزة للعمل ! تعجب "كيّنت" بل ّ برقت عيناه طمعاً بما تحتويه تلك الآلات من اسرار و على عكس "ميسن" فكان يتحرك بكل ثقة و كأنه يعرف تخطيط مقّرهم الارضي فوصل أقصى مراحل الفضول ..

البُعد الأخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن