بدت الأيام كالسنين

5 0 0
                                    


تلك اليلة..

ضلّت تحدق بالسقف بعد أغلاق تلك البوابة ببطئ..

ضلّت تُفكّر حتى أصبح لديها فرطُ التفكير ..

ضاعت في خُلدها ..

منتظراً لطوق النجاة ..

ظلّت تتجه نحو القاع ..

حتى استقرّت فيه ..

ادركت بالطريقة الصعبة انه لا توجد وسيلة أخرى ..

هل تبدأ بالبكاء ؟ هل تواصل البحث ؟ هل تستسلم ؟..

هل تعيد بناء تلك البوابة المُحترقة ..؟

الكثير من الطرق لكنها ذو نهاية مسدودة و دون شُعلة أمل ..

اصبحت اسيرة نفسها ..مُنعزلة .. مُنكسرة ..

تبحث عن وسيلةٍ واحدة ، واحدة لا أكثر ..

تريد من تلك الشُعلة البعيدة .. ان تُضيء..

دارت الأيام و الحلّ بات مجهولاً مُستحيلاً فلا تريد لتلك الأيام السوداء ان تعود و خصوصاً المؤلمة منها..

متيقنة انه لا يوجد شخصاً مثله ..

بعد قرابة ست اسابيع دخلت في مرحلة اكتئاب حاد جداً حيث تطَلّب تدخُل والداها في هذه المرحلة الخطيرة و الاخيرة..

ادرك اخيها انها فقدت جزء مهم من حياتها .. من شخصيتها .. و بالذات قلبها..

لم يتحمّل اخيها المنظر فغادر المنزل ..

اختلفت .. شكلاً و مضموناً ..

اما والداها توقفا عن كل ما قد يشغلهُما خارج المنزل ..

صُدما بما رأوه خلف ذاك الباب من منظر ..

غرفة حالكة الظلام ..فوضى عارمة ، أوراق و أقلام ملقاة بشكل جنوني على الأرض و اخيراً لوح كتابة كبير عليها كتابات رياضية مكتوبة بشكل جنوني ..

وجدوها مستلقية على السرير بلا حرّاك ..

ظنوا انها قد غادرت الحياة ..

نادوا بإسمها لعلها تُجيب ..

صرخوا باسمها حتى تقطعت الأعناق من الآلم ..

و اخيراً..

استيقظت ..

بالكاد ..

من حسن حظهم انهم وصلوا في الوقت المناسب و قبل فوات الأوان ..

حتى يصبّوا كامل إهتمامهم بها ..

اصبحت هزيلة .. لا ترغب بهذه الحياة ..مستلقية بسريرها طول اليوم ..

اصبح لأخيها رأي اخر لربما يستطيع انقاذها من نفسها ..

لم تتحسن صحتها ولو بشيء بسيط في ذاك المستوصف القريب من المنزل ..

لذا انتقلوا الى دكتور نفسيّ معروف بمهارته في العلاج ، المتواجد في شمال المدينة لذا تطلب الأمر سفراً بالسيارة ..

البُعد الأخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن