البُعد الأخر - اعترافات طويلة !

14 1 3
                                    


سارت بهدوء نحوه بخجل و حياء مُتمايلة حتى شَعر بها من اندفاع رائحة عبقها المُحملة مع نسيم الهواء الباردة , التفت الى الخلف فوجدها و تلاقت أعينهما و كُلٍ منهما مُشتاقُُ للاخر .

وقف "ميسن" لينبهر بجمالها الذي استطاع رؤيته رغم مرات العديدة السابقة , فكانت تلك المرة الأولى التي يشعر بان جمالها اخترق قلبه .

جلسا على كرسي الحديقة بجانب بعضهما , بدا على "ميسن" التوتر و " ميّا" ظهرت بوجنتين حمراوين .

تأكد "ميسن" ان الحديقة تخلوا من الناس تماماً فخلع قِناعه و "ميّا" تنظُر اليه بشغف كبير ، ثم سألها :
هل تناولتي طعام العشاء؟

قالت :
أجل.... و ماذا عنك ؟

رد عليها :
اجل لقد اكلت كثيراً ... حسنا ًاذاً لديّ بعض الأسئلة .. هل يمكنني سؤالك بعضا منها ؟

ضحكت "ميّا" ضحكة ناعمة أسرت بها قلبه , فقالت :
اجل و اسأل لكل ما تريد مَعرفته ..

ينظُر اليها نظره طويلة يتأمل بها دفئ نظراتها له و ابتسامتها الى خطفت انفاسه للحظات بعد ان أجابت ضاحِكة ..

قام بإصدار صوت حتى يعيد السيطرة على نفسه , فقال :
بما انك اعترفتي بمشاعرك لي ... متى أدركتي ذلك ؟

قالت "ميّا" :
بعد ان عَلِمت انك أنقذتني بحَملك لي الى المشفى بنفسك .. أعجبت بهذا حقاً ( تجيب وعيناها بالسماء)..

قال :
ما السبب الذي جعلك تقعين بحُبي؟

ردت "ميّا" :
هممم( تفكر و يدها تحت ذقنها ) اعتقد منذ ان هددتني بالخنجر (تضحك)

شعر "ميسن" بالأحراج لما بدر منه في ذاك اليوم ثم قال :
انا اسف حقاً (يعتذر مُغطياً وجهه )

أجابته :
لا عليك من الجيد انك هددتني بتلك الخنجر فأنا شاكرة لها (تضحك لتلطف الجوّ)

قال :
لماذا، ما السبب الذي جعلك تُعجبين بي؟ من المفترض اني عدوّك ... ( ينظر لها باهتمام للإجابة )

ردت :
لا اعلم حقاً" ميسن" لربما أُعجبت بقوتك الجسدية الهائلة , فعندما رفعتني بيد واحدة لم استطع التصديق الامر ، لانه من صعب نسبياً  إتمام الامر بذراع واحدة ..

كان الأمر مُذهلاً بالنسبة لي , تحول الأعجاب لاحقاً الى حُب من طرف واحد بعد إنقاذك لي.

رد "ميسن" :
ألم تخافيّ منيّ بالبداية عندما اسقطتكِ ارضاً ؟ الم أكُن مُخيفاً و مرعباً لكِ؟

البُعد الأخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن