البُعد الأخر - للقاء بعد أنتظار

14 2 4
                                    

بعد تلك القيادة الجنونية حتى وصولاً الى المقر اخيراً
خرج "ميسن" من الشاحنة و لازال يحمّل "ميّا" بين ذراعيه رافضاً وضعها بالسرير الطبي حتى تُنقل .
حملها بنفسه بخفّة و سُرعة عاليين حتى وصلّ الى غُرفة العمليات .

ما ان وضعها على السرير الطبي حتى باشر الطاقم الطبي للاستعداد لإجراء العملية , لمّح احدى الممرضين "ميسن" فقام بسؤاله للخروج حتى يستطيعوا التركيز و إنقاذ حياتها و انه يسبب عرقلّة العملية .

لم يحصل على الاجابة التي قد تُريح صدره فبعد إغلاق باب العمليات و بعدها خيّم الصمت عليه وهو بممر الانتظار .

"ميسن" في ذاك  الممر الذي يسوده الصمت و الكئآبة
تارّة يمشي ذهاباً و اياباً و تارّة يجلس على مقاعد الانتظار قد يبدوا مُسترخياً من الخارج لكنه يقاتل بين ثنايا قلبه و روحه من الداخل، ينتظر رد الطاقم الطبي عن حالتها بعد اجراء العملية بفارغ الصبر.

طالت المدة منذ دخول "ميّا" غرفة العمليات و " ميسن" لازال ينتظر.

يمرّ النقيب "ديفيد" بين حينٍ و اخر ليطمئن و يطلع على الأخبار الجديدة ، ظل النقيب يتسائل كيف انتهى امر "ميسن" من عدوٍ الى حليف و لماذا هو مُهتم بـ" ميّا" كل هذا الاهتمام .

ذهب اليه بينما كان جالساً على كُرسي الانتظار  مُتكتفاُ و مُغمض العينين , جلس بجانبه بكل هدوء و رويّة قائلاً :
هل انت مهتمُُ بها "ميسن" لا اعلم ما الذي دار بينكُما لكن هذا ما أستطيع رؤيته منك ام انك تريد رد جميلاً ما ؟ (يتكلم معه بصوت مُنخفض هادئ)

فَتح "ميسن" عينيه و التفت نحو النقيب بعينين مُنزعجتين هادئتين , قائلاً:
ماذا تُريد ان تعرف ؟ (ينظر اليه بجدّية)

رد عليه قائلاً :
اعلم انك مُقاتل شرس و دامي .."ميسن" كُنا نُقاتل بعضناً البعض منذ فترة .... يا الهي لا اذكر! (يلتفت عليه ) انظر الينا ! اصبحنا حلفاء .. بسببها و انظر الى نفسك! أصبحت نائبي و محّل ثقتي .
نحن رجال أشداء ان أصابتنا لعنة الحب اصبحنا تحت امره و هذا يا صديقي كوضوح الشمس عليك فَلماذا مُهتم بها ؟ هل هي مُميزة ؟ ام مجرد ردد الجميل؟ ولا اعتقد انه الخيار الثاني (يضحك) .

شعر "ميسن" انه في مكان المناسب و يستطيع التحدث الى شخصاً يمكنه الوثوق به لذا أرخى دفاعاته و اصبحت عيناه طبيعيتين  فقال له :
لا اعلم "ديفيد" , اشعر بشيء قد نسيته منذ زمن بعيد و اريد ان اعرف لماذا  اشعر به الآن فلا يذهب تفكيرك بعيداً يُمكنك القول رداً للجميل, لانها انقذتني من رصاصة قناص مُترصد لكُنت الأن في عداد الموتى بسببها قلبي لازال نابضاً .

النقيب "ديفيد" مُحدثاً نفسه :
لربما رد الجميل حالياً ...لكن لدي شعور بان هذة العلاقة قد تتطور ( يغمض عينه و يبتسم بنعومة) .

البُعد الأخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن