{ الخاتمة }

140 8 10
                                    

"فؤادي بين أضلاعي غريب يُنادي مَن يُحبُّ فلا يُجيبُ..أحاط به البلاء فكل يوم تقارعه الصّبابة والنّحيب..لقد جَلبَ البَلاءَ عليّ قلبي فقلبي مذ علمت له جلوب..فإنْ تَكنِ القُلوبُ مثالَ قلبي فلا كانَتْ إذاً تِلكَ القُلوبُ."

بعد اسبوع..

يجلس ادم امام سريرها في المشفى..ينظر بهدوء الى ملامحها المتعبه..
يتنفس بعمق ثم يقول مقبلا يداها بدموع:
_لو انتي روحتي مين هيبقالي يا تشرين؟
ارجوكي افضلي هنا..ارجوكي متسيبينيش..
ارجوكي..انا لسه فاكر كل حاجه..وعمري ما هنسى اي شيء لسه بحبك وبعشقك وحتى لو مش هتبقي جنبي مستحيل احب غيرك..
ياريتك عارفة..ياريتك كنتي عرفتي قد ايه تعبت عشان مقدرتش اسعدك كفاية..
ياريتك عارفة انا ازاي كنت عايش من غيرك..دا لو انا كنت عايش ساعتها اصلا..
بحبك لو هقولهالك مليون مرة عمري ما هكفيكي حب وعشق وشكر على كل حاجه حلوة حصلتلي عشان انتي موجودة..
انتي كنتي سبب سعادتي من 23 سنة..لحد اللحظة دي..
وفنفس الوقت كنت مش قادر اتغاضى عن حزنك اللي ممكن تخبيه عن اي حد لكن عني انا لأ..مش بتقدري.
خفي وطمنيني..انك هنا انك معايا انك جنبي انك لسه بتحبيني..
انك لسه سبب عيشي..اللي لو انتي مش هتبقي موجودة انا مش هبقى موجود..
اوعي تسيبيني انا مقدرش اعيش من غيرك..
ارجوكي يا تشرين..متسيبينيش زي ما عملوا كتير قبلك..واولهم ندى.

نظرت له تشرين بدموع وقالت بصوت متقطع:
_بحبك..
بس انت عارف ان اجل الواحد لما يجي هو مش بيقدر يغير قدره دا.

ادم بدموع حارة:
_وانا بعشقك..
وعارف انك متقدريش انك تقاومي كتير..بس..حاولي ارجوكي يا تشرين.

حاولت تشرين ان تنهض فساعدها هو وانكبت على صدره معانقةً اياه بعشق جارف وقبلت رأسه..
ثم عادت لتنام بينما يمسك بيدها مشدداً عليها بابتسامة متألمه، ولما رأت تلك النظرة المنكسرة داخل مقلتيه قالت برجاء والدموع تنهمر بوفرةٍ فوق خديها الشاحبان على غير عادتهما:
_ادم..عايزة اطلب منك طلب..
متنسانيش وافتكرني وادعيلي دايماً، قول لحمزة اني بحبه وافتكر  في كل مرة بتبصله فيها اني حبيتك اكتر من نفسي..بحبك يا ادم..اوعى تنسى ايامنا لكن، عندي طلب تاني، ارجوك عيش حياتك.
ثم شَدت ببكائها انيناً لا يصم اصوات الرياح العاتية فقط، بل يمزق نياط القلوب ايضاً، ثم اكملت:
_عشقتك بكل ما فيا..بس الحياة فترة وبتنتهي..الحياة الحقيقية بتكون بين ايدين ربنا..لما يختارلنا الجنة على اثر اخلاصنا ليه في دنيانا الزائلة دي.

ثم قالت في ترجي:
_هاتلي حمزة..عايزة اشيله شوية.

نفذ ادم مطلبها واتى لها بحمزة النائم في سلام..حملته بين يديها وتأملت وجهه في حنين مبكر..ثم سقطت منها دمعة هوت فوق خده الابيض الصغير..فمسحها ادم في حنان..ورفع نظره اليها واحتضنهما وبكى بكاءً شديداً، إلى ان استسلمت هي لأمرها الواقع..واعطته حمزة كي يعيده الى سريره.
ومن ثم عاد ادم اليها..

{ذكرى تشرين}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن