{الفصل السادس عشر-حدس المحب..}

212 8 0
                                    

في شركة الشافعي..

وصلت ندى الى الشركة..ثم ما ان ركنت سيارتها حتى خرجت منها بسرعة متجهة الى المدخل بقلبٍ خائف مرتعد تزداد ضرباتُه بشكل جنوني وما ان دخلت الى الشركة حتى صعدت بسرعة الى مكتبه كي تطمئن عليه وتقطع شكوكها بيقين سلامته من كل شر بمشيئة الله..ولكنها لم تجده بحثت في مكتبه الكبير فلم تلمحه حتى فلذلك خرجت بسرعة من مكتبه وتوجهت الى سكرتيرته تسألها عنه بلهفة عاشق يود الاطمئنان على حبيبه فإما يكون بخير او سيتضرر هو حينها..فقالت لها السكرتيرة بأنه خرج للتو من مكتبه ولا تعلم هي ما وجهته..

همت ندى بالمغادرة وأمارات القلق والريبة تعتلي وجهها الطفولي البريء والشكوك تجاح عقلها المليء بتساؤلات لم ولن تجد اي اجابة او تفسير لها..

ولكن قبل ان تخرج من الشركة وجدت من يركض خلفها وينادي باسمها بصوت لاهث..فالتفتت له لترى شابا وسيما عيناه ملونة جذابة وله جسد رياضي ولكن لا أحد يلفتها ويثير انتباهها سواه هو وحده من احتل قلبها واستوطن به جميع الاماكن فلا يوجد مكان لاحد آخر فيه ولن يوجد..طالما هي تحبه فلن تحبَّ رجلاً غيره مهما حصل وسيحصل..او حتى لن يحصل..

فسمعت هي كلمات متفرقة من هذا الشاب الثلاثيني الذي جاهد على نطق لما قاله..

يحيى وهو يلهث:

- لو بتدوري على آدم فهو راح مكان انتي عارفاه كويس وليكي ذكريات كتير معاه فيه..

ثم ذهب قبل ان تنبس ندى ببنت شفة حتى..وتركها حائرة تفكرفيما كانت ظنونها في محلها ام لا؟

ولكنها قالت محدثةً نفسها بصوت خافت متعجب:شط النيل!..ثم انطلقت باتجاهه للقاء حبيبها..

*****************************
"يا سنين وخداني وكمان وخداه من بعده بعيش اكبر معاناه..حكياته معايا انا منستهاش والشوق جوايا ناره مبتهداش.. :'("

في شقة عز في الاسكندرية..

كانت جيلان قد تفوهت بكلمة استغربها عز بشدة:

- القصة كلها بدات من لما ابويا غصبني اني اتجوز واحد اسمه اسماعيل المنشاوي..

نظر لها عز باستنكار لتقول هي بحزن جلي في تقاسيم وجهها الكئيبة بفعل عداد القهر والزمن المؤلم الذي عاصرته هي لتعيش احداثه بغصة مريرة في حلقها..

- ايوة دا اللي حصل وكريم دا ابني..عز ارجوك اسمعني كويس انا اسفة اني خبيت عليك بس دا مش بايدي عشان انا عايزة انسى مش اكتر..

فاشار لها عز بان تكمل حديثها بوجهٍ ظهرت عليه امارات الغضب والعتاب.

فاستطردت قائلة:

- انا كنت لسه صغيرة يجي اتنين وعشرين سنة بس ومكنتش قد المسؤلية..بس حكم القوي على الضعيف خلاني اتجوز اسماعيل طليقي تحت ضغط واصرار ابويا اللي كان مستعد يقتلني لو مش هوافق.. اما بالنسبة لامي فمفيش حاجة تقدر تعملها لانها ببساطة كانت متجوزة راجل عنيف حقير مستبد مينفعش يتقله راجل حتى..المهم اني اتجوزته وانتقلنا لشقتنا البسيطة العادية من غير ما يظهرلي الجانب الوحش من شخصيته..وبعد شهر من حياة روتينية مملة كئيبة بدأت تصرفاته تتغير واهماله ليا يزيد لدرجة اني كنت مبشوفهوش الا اما يرجع نص الليل للبيت.

{ذكرى تشرين}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن