{الفصل الخامس عشر-مرض عتيق..}

237 7 8
                                    

"اتكلم ولا لا ياقلبي ولا اعمل ايه ايييه مش واخد باله ليه ياقلبي وبيفكر ليييه دا عنيا وكل حاجه فيا بتنادي عليه.."

في البيت كانت ندى تجلس فوق الاريكة تبكي بصمت ناظرة الى الفراغ امامها...لما لا تقدر على نساينه..لما لايذهب ويتركها وحدها..لما لا يقطع علاقته بها وينفصل عنها..ايعتبر ان هناك بينهم علاقة اصلا..هي لاتدري ايحبها ام يكرهها..ايتمنى ان يكون بقربها او هو معها فقط لحاجته بوجود فتاة بجانبه..لماذا يقطع كل حبال الود والمحبة بينهم..لما لا يعترف لها ويقول انه يحبها..لما لا تجرأ على الاعتراف امامه بحبها له..لما ليسا كأي زوجان يعيشان حياتهما الطبيعية دون اي شيء..لما لا تعيش هي اجمل لحظاتها بجانبه لان..والاهم من ذلك لما كان متعبا ومرهقا اليوم بشكل واضح..ايعقل ان اصابه مكروه ما؟..

اثارت الاسئلة والشكوك في قلبها نارا لم تقدر على اطفائها..فمن فرط قلقلها نهضت ثم صعدت الى غرفتها بالاعلى وارتدت اسدالها ثم بدات تدعو الله ان يحميه ويحفظه وتردد..:‏
_اللهم اجبر خاطره جبراً أنت وليّه..فإنه لايعجزك شيئً في الأرض ولا في السماء ، ربي أشرح صدره وأرح قلبي وأزح من قلبه كل خوف يسكنه وكل ضعف يكسره وكل أمر يبكيه، ربي ازرع حبي في قلبه وحبه في قلبي..واجمعني به دائما..ولا تفجعني في مستقبلي بصحبته ولا فيه ولا في باقيّ أهلي ولا تُعسر أمره وأفتح له أبوابه المغلقه..يارب احميه يارب..
كانت تدعو الله وقد شقت الدموع طريقها الى وجنتيها..ثم نهضت واستلقت فوق سريرها تبكي بهدوء وهي تفكر به وتدعو له مرارا من ان يصيبه مكروه فهي لن تقوى على فراقه ابدا..الى ان غلبها النعاس وغطت في عالم لا مسحيل فيه..عالم الاحلام

*******************************

من غير ما احكيلك عن بكرا..ولا اجبلك سيرة عن الماضي..

عند ادم..كان يجلس في غرفته ينظر من النافذة كعادته كل فجر بعدما ادى فرضه..يفكر بها..لما هي ليست بجانبه الان لما لا تعلم ما يجول في قلبه الذي يعتصر الما وحزنا على فراقها..هو يجاهد على اظهار قوته..ولكن عبراته تخونه دوما فتسقظ عبرة ما من مقلته لتظهر له ضعفه في بعدها..والان هو يريدها..بعد ماذا ايها الادم لقد فات الاوان ولكن لايمكن ان لا تسامحك ندى لانها مازالت لا تعلم..لا تعلم الحقيقة المرة لا تعلم اي شيء مما تعلمه انت فاعذرها رجاء..
نهض ادم من الكرسي وتوجه الى خارج الغرفة وهبط سلالم الفيلا ثم خرج منها بالكامل وارتجل سيارته متوجها بها الى مكان ما..كان دوما يشفي جراحه..

*******************************
"انا مش ممكن اتخيل حياتي وانت مش موجود اكيد مش هقدر اتحمل فراقك عني ممكن اموت..هتفضل دنيتي واقفة عليك والوقت مش هيفوت..صعبان عليا من الفراق..فكر شوية فحالي لما اشتاق..صعبان عليا ايام زمان فيوم وليلة ننساها هي كماااان.."

{ذكرى تشرين}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن