{ الفصل الثامن والثلاثون - ج٢-شوقي لك..}

163 10 12
                                    

#الفصل الاخير من (هذه ليست حياتي..)..

********
{هل تسمعين اشواقي عندما اكون صامتا؟..ان الصمت يا سيدتي، هو اقوى اسلحتي، وهل شعرتي بروعة الاشياء التي اقولها عندما لا اقول شيئا؟...}

ومرت الأيام..
شهران كاملان ونصف مرّا..من تنطيش ادم لندى..لم يكلمها لمدة طويلة.. .. اكتئبت هي وواجهت موجة من الاحزان اللامتناهية التي ازهقت روحها بسببها..

عانت من قسوته الشديدة من كبرياءه الشرقي..من حزنه الغريب جدا والذي يتسم بالقوة لا بالضعف هذه المرة..
عانت في كل مرة لم تستطع بها ان تحضنه وتقبله وتشعر باحزانه وتخفف عنه..عانت من كل مرة رفض فيها قربها.
من كل مرة جرحها ببعده..يالقسوة هذا الرجل..فكبرياءه لا يقهر..

كانت تجلس في غرفتها بحزن شديد..ضامة رجليها الى صدرها وتنتحب بشجن..وبقلب محترق..وتبكي كل ما حصل وتستجدي عطف الله في داخلها لان يرحمها من حزنها هذا..
فمالذي تبقى لها؟!
مالذي سيخفف عنها بُعد شريك روحها يا الله؟..مالذي سيحفظ لها حياتها بعد ولادة ابنها سوى رحمتك يالله؟..
ساعدها يالله فليس لها احد غيرك انت وحبيبها..وحبيبها تركها..لذا فلم يتبقى غيرك يا رحيم يا رؤوف..فارءف بها وارحم خافقها المسكين الذي اسقمه حب هذا الرجل الذي طغى على قلبها دون ادنى رحمة من قلبه الذي كان يدّعي العطف والشفقة عليها وعلى حالها.

خطر في بالها ان تصلي لعلها تهدأ فنهضت من السرير وذهبت لتتوضأ وعندما انتهت خرجت وارتدت اسدالها ثم شرعت في صلاتها..بكت كثيرا اصناء صلاتها ودعت الله ان يلين قلبه عليها قائلة:
_يارب..انت اعلم حد باللي فقلبي وبنيتي..وعارف اني لما عملت كدا كان قصدي اني احمي الراجل اللي عشقته..وانك رزقتني حبه دي اكبر نعمة بعد نعمة الحب الكبير اللي فقلبي ليك يارب..
يارب انا عندي طلب وحيد مش عايزة غيره فدنيتي..يارب حنن قلبه عليا وخليه يسامحني..انا تعبت فبعده ومبقاش قادرة استحمل..كفاية عليا كده عشان انا هروح بنفسي اطلب منه السماح واترجاه يريحني من ندمي الكبير دا..يارب انا عارفة اني عصيتك لما كدبت عليه بس دا كان لمصلحته استغفرك ياربي واتوب اليك..انا طمعانة بعطفك ورحمتك..حنن قلبه عليا يارب انا تعبت اوي فبعده..يارب لو مش عايز تستجيب لدعائي دا ارحم الروح اللي انت امنتني عليها وارزقني حياة مستقرة لحد ما امن عليه فحضن ابوه وساعتها هكون بستنى قربك..يارب...يارب.

لم تعد تحتمل ندى اكثر من هذا فبكت بصوت عالي وصل له بينما هو يجلس في الغرفة التي بجانب غرفتها بعدما افاق من نومه قبل قليل وكان سارحا يتذكر رؤياه تلك التي رآها منذ دقائق "والتي كان قد رأى بها انه يرى ندى تتعمق في مشيها من الشط الى داخل البحر وهو ينادي عليها ولكن صوته لا يصل لها ولا تراه او تسمعه فلقد كانت تعطيه ظهرها ثم تختفي نهائيا بين الامواج وفجأة يتحول لون مياه البحر الى الاحمر القاني وتشرق شمس حمراء شديدة الحرارة فيتصبب عرقه فوق جبينه من انحاء جسده المختلفة وقد استسلم لبعدها باكيا فاختلطت دموعه بقطرات عرقه وفجأة سمع صوت بكاء طفل ما وعندما التف له وجده طفل صغير عمره وكلما رمش ادم يكبر الطفل واصبح في شهوره الاولى ثم غمضة عين اخرى فاصبح في سنواته الاولى ثم فالعاشرة وفي الخامسة عشر ثم في العشرين من عمره ثم السابعة والعشرين وعندها اضيئت السماء بضوء الشمس الطبيعي وعاد البحر كما كان بزرقته الساحرة وقال الطفل الذي غدا شابا في رمشات سريعة من عينا ادم بابتسامة جميلة:
_قول لماما انها هتوحشني حتى لو مش هشوفها واني بحبها...واختفى الشاب..ثم تحول كل شيء حوله الى خضار ساحر مذهل وكأنه في الجنة ووجد ندى تقبل عليه مشرقة بثوب ابيض مشرق كمثلها وهي تقول:
_وحشتني يا حبيبي..
وعانقته باشتياق.."وعندها افاق ادم من نومه مستغربا من هذا الحلم..

{ذكرى تشرين}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن