{ الفصل السابع والثلاثون _ ج١- طفل..}

195 8 12
                                    

● هذه ليست حياتي _#8 ●
********
{ الفتاة تصبح أما عندما تعشق للمرة الاولى وليس عندما تنجب.. }

في الصباح..
كان ادم يجلس في الأسفل محتسيا كوب قهوته الساخن..ويقرأ كتابا ما لم تنتبه ندى لشرائه له المرة الفائتة.
اما عندها في الأعلى كانت لا تزال نائمة فالساعة لم تتعدى السابعة صباحا..وملّ هو من جلسته تلك فنهض من مكانه متجها الى الأعلى وطرق باب الغرفة ثم دخل عندما ادرك استمرار نومها..
رأى ادم وجهها المتعب ذلك والذي كانت تغطيه بعضٌ من خصلات شعرها المتناثرة..ابتسم ادم بخفة واتجه اليها ثم جلس على مقربة منها فوق السرير ومسح على وجنتها بلطف..واختفت ابتسامته الصافية لتتحول ملامح وجهه للحزن الشديد عندما ادرك معنى الفراغ من دون وجودها حتى وان كانت نائمة امامه..وهو يعلم..بل هو متيقن من وجودها معه اذا ان غابت الى الابد مع اقراره في نفسه بعدم وجودها معه هل سيستطيع العيش من دونها ياترى؟ّ
وهل سيستطيع تحمل فكرة غيابها الابدي..تلك الفكرة السامة والتي تذهب تفائله في أي شيء اذ تذكرها..
هل سيتحمل هو مسؤولية كتلك التي سيتحملها في بعدها..هل سيدرك معنى الحياة من غيرها..او لنقُل بكل بساطة وسلاسة..هل سيستمر قلبه مقيدا بتلك الخيوط التي ترغمه على الاستمرار في هذه الحياة ام..سيترك اطراف الخيوط البالية الممزقة ويلحق بها حيث ذهبت ليسألها لما لم تصطحبه معها وعن سبب تكرارها لما فعلت امه ذات يوم..ام لن يفعل؟!

نظر لها لاخر مرة وصمت..حسنا سيجيب نفسه الان...
هو لن يفعل..

ابتسم ادم بسخرية على ضعفه ولم يفعل شيئا ثم هم بالنهوض كي لا يعكر عليها تلك الأوقات التي تريح بالها بها.
ولكنه وجدها تمسك بيده وتفتح عيناها لينظر هو لها بصمت ولم يتكلم غارقا بتلك الأفكار التي تأكل رأسه..ابتسمت ندى بحب وقالت:
_بتبص كدا ليه؟

ادم ولا زالت ملامحه صامته كعادتها:
_بفكر فحياتي لو انتي قررتي تسبيني..ياترى هتكون معتمة ازاي؟ّ

اختفت ابتسامتها وقالت بينما تترك يده وتنهض بملامح هادئة:
_كويس..فكر اكتر يمكن تتعود عالفكرة ومتتصدمش لما تبقى حقيقة.

لا زال ادم صامتا ولم يعقب على ما قالته..ونظر لها بهدوء وقال وهو ينهض:
_حلو..بس يا ترى يا ندى..هتسيبي ابنك؟

ندى بتعجب:
_وانت ليه متأكد من اني هسيبك للدرجادي؟!

لم يقل ادم شيئا فقط اتجه الى حيث تنام هي بالقرب من وسادتها وفتح ذلك الكتاب الذي وضعته هي على الكومود والتقط تلك الشريحة التي من المفترض ان ندى تتناول احدى اقراصها في كل مرة يقترب ادم منها فيها والتي اعطتها إياها الطبيبة..وكما توقع لا زالت ممتلئة ولا ينقص منها قرص واحد حتى ولم تتغير ملامح وجهه الباردة ورفع يده الممسكة بتلك الشريحة ولوح لندى بها بخفة وابتسم ثم اتجه اليها وقال بصوت رخيم:
_لما كنت اقولك كل مرة زي امبارح خدتي الدوا يا ندى وتقوليلي اه كان لازم تتأكدي من ان نظراتك مبقتش مرتبكة وان جسمك مش بيترعش..

{ذكرى تشرين}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن