{الفصل الرابع عشر-عاد عذابي الذي احبه..}

214 8 0
                                    

"نحتاج من الحياة شخص واحد نتحدث إليه دون حواجز، شخص مهما حكيت له عن أشيائك السيئة إلا أنك تعلم بأن نظرتهُ لك لن تتغير لأنه يعرفك جيداً."

فتحت ندى الباب لتجده امامها...
نظر لها بعينان حادتان كالصقر بينما نظرت هي له بدهشه لم تقدر على اخفائها فما الذي عاد به بعد سنه كامله..طوال ذلك الوقت لم يكن يهتم لامرها او يهاتفها او يتواصل معها حتى..ولكنها تيقنت الان بانها تزوجت رجلا لم تقابل مثله في حياتها..لماذا؟ لانها لم تكن تتوقع حتى بان تلتقي بشخص كهذا البارد الهادئ القوي الوسيم..كانت تظن بان هذه الصفات هي صفات روائيه وخيالية بحته ولا يوجد مثلها في الواقع ولكنها الان زوجه احد يمتلك تلك الصفات الغريبة وقد ذاقت معه الامر.. وعلمت انه لا يوجد احد مثالي..او كما اعتقدت هي..

قاطع هو دهشتها وذهولها بقوله:ايه مفيش ادخل اهلا ازيك يا ادم..؟ها؟

ندى بارتباك:انت ايه الي جابك الوقتي اقصد...اااااا..اهلا اهلا يا ادم..اتفضل ادخل..

دخل ادم الى الداخل وجلس بينما اغلقت ندى الباب ثم توجهت له وهي تقول بنبرة متوترة:انت يعني..انت..ايه في حاجه يعني في ايه يا ادم؟

ادم بهدوء:لا ولا حاجه متقلقيش بس احنا محتاجين نتكلم يا ندى..

وما ان سمعت ندى اسمها بصوته ونبرته التي لطالما افتقدتها حتى نظرت له بحزن وهي تقول :من زمان مسمعتش اسمي منك يا ادم..ثم ابتسمت واردفت:عارف احنا بجد محتاجين نتكلم..بس عن اذنك انا هروح اغير هدومي وارجع ثواني وراجعة..

اوما ادم متفهما لها لتذهب هي بسرعه نحو غرفتها بالاعلى ثم تغلق خلفها بقلق وهي تقول في نفسها:ياربي هعمل ايه الوقتي احم لا متتوتريش يا ندى هتنزلي الوقتي وتستقبليه عادي جدا ولا كان في حاجه..بس هلبس ايه اكيد مش هطلع قدامه بالبيجامة..لتتوجه الى خزانتها وتحاول اختيار شيئا ما لترتديه الى ان اخذت طقما مكونا من جيبه طويلة واسعة زرقاء صيفيه مزينة بورود الاقحوان البيضاء الناعمة..وتوب ابيض ضيق باكمام طويلة واسعه فبدت رائعة بحق..

اما عند ادم فالاسفل فكان ينتظرها بملل الى ان وقع نظره على شيء ما موضوع فوق المنضدة لتتسع حدقتيه بدهشة..التقط ادم كراستها التي توضع فوق المنضدة وبدأ في التقليب بين رسوماتها الرائعة مندهشا بجمال موهبتها الى ان وصل الى صورة نظر لها هو بتمعن شديد وقال باعجاب:ازاي؟!والتي كانت صورة ليمنى وبهاء ويوسف تشبههم بشكل مدهش ثم قلب الصفحة لتظهر له صورة مرسومة ايضا لابيها وامها وصورة لابيه ثم صور لاناس لم يعرفهم ولكنه خمن بانهم قد يكونوا اصدقائها القدامى ومن بينهم صورة جيلان ثم راى صورة لنفسه..صورة لم يرها من قبل..لينظر لها بدهشة ثم يقول باعجاب:واو ده احلا مني والله..ولكن ما ان سمع صوت خطاها وهي تخرج من غرفتها حتى اغلق الكراس ووضعه حيثما كان ثم نظر الى الدرج...كانت تنزل بهدوء وخجل وابتسامه جميلة تزين ثغرها لينظر لها هو بانبهار فهو لم يرها بهذا الجمال من قبل..فقد كانت ندى آية فالجمال والحسن بجمالها الطبيعي وجسمها المتناسق الممتلئ الذي يكاد يجن هو من فرط جماله ووجهها الطفولي وشعرها الطويل..

{ذكرى تشرين}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن