{ الفصل الأربعون-عيناك كنهري أحزان..}

147 7 5
                                    

خدعتني فتاة الزمرد - 2..

"عيناكِ كنهري أحـزانِ، نهري موسيقا..حملاني لوراءِ، وراءِ الأزمـانِ، نهرَي موسيقا قد ضاعا سيّدتي.. ثمَّ أضاعـاني، الدمعُ الأسودُ فوقهما يتساقطُ أنغامَ بيـانِ، عيناكِ وتبغي وكحولي والقدحُ العاشرُ أعماني.. وأنا في المقعدِ محتـرقٌ نيراني تأكـلُ نيـراني، أأقول أحبّكِ يا قمري؟ آهٍ لـو كانَ بإمكـاني فأنا لا أملكُ في الدنيـا إلا عينيـكِ وأحـزاني، سُفُني في المرفأ باكيـةٌ تتمزّقُ فوقَ الخلجـان،ِ ومصيري الأصفرُ حطّمني حطّـمَ في صدري إيماني."

- نزار قباني.

******************
في المشفى - شرم الشيخ.

رمقت تشرين ادم بنظرات مشككة في ما قاله للتو..ثم وبعد ثوان بادلها فيها ادم نظراتها تلك قال هو:
_مالك في ايه؟
زي ما قولتلك انا وانتي راجعين اسكندرية النهاردة..

نهضت هي وقالت بجمود بينما تساعده على ان يعتدل في جلسته فوق سريره الابيض الباهت:
_مش هسيبك تسوق عربيتك في وضع زي دا..

ادم باندفاع:
_هتسوقي انتي يعني يا ندى؟!

نظرت له تشرين مطولا عن قرب بنظرات لم يستطع تفسيرها..ولكنه كان مدركا لحجم ذلك الخطأ الذي اصبح يرتكبه كثيرا في الاونة الاخيرة دون قصد.

دنت منه هي اكثر وواجهت عيناه مباشرة قائلة بقوة وقسوة لم يراها بمثلها من قبل:
_عارف ايه اسوأ خطأ ممكن يرتكبه شخص..؟

صمت ادم..

فاستأنفت حديثها قائلة:
_خطؤه فحق نفسه وعدم تقديره لروحه ومشاعره عشان ناس تانية..مهما كانت قريبة منه.

نكس ادم رأسه ولم يجبها لفترة ثم قال رافعا وجهه مقابل وجهها الذي لازال ساكنا ينظر له عن قرب ببرود خالص:
_بس هو دا كان اختيارك يا تشرين.

امسكت تشرين بفكه ورفعته اليها قليلا ثم طبعت قبلة صغيرة فوق شفتيه وقالت بعدها بهدوء تام مريب حتى:
_صح..
عارف ليه يا ادم؟

حاول ادم التخلص من تلك المشاعر التي انتابته ازاء قبلتها الرقيقة بينما اكملت هي:
_عشان حبك كان هو طوق النجاة اللي لو كنت مش هلاقيه واتمسك بيه كنت هغرق في بحر عيلتي وانتهي..
وانا بقولك اهو بكل انانية وجحود لعيلتي لو عايز..انا مكنتش عايزة انتهي.

انهت جملتها بقبلة اخرى اشعلت فتيل التعاطف الشديد في قلبه..ولكنها كانت قبلة اقوى..شغوفة اكثر..جريئة اكثر..عاشقة اكثر..وحتى انها كانت..مليئة بالامل اكثر..!

غاص كلاهما في بحور العشق وحينها..لم يفكر هو سوى في كيفية جعلها جسده يرتعش لقبلاتها الهادئة الانثوية تلك..ولم تفكر هي سوى في شيء واحد يشغل تفكيرها من فترة..من تلك التي ستقبله من بعد ذهابي بهذه الطريقة ولربما باحسن منها يا ترى؟
فهو فالنهاية رجل يستصعب التغلب على رغباته..وهي من يشبعها له..ولكن من تلك التي ستحل مكانها في ذلك بعد ذهابها؟
بالتأكيد سيشتهي ادم ان يكون بين يدا امرأة في تلك السنوات التي لن تكون هي بها برفقته والى جانبه..ومهما كان ادم متحكما في ذلك..او وفيا لزوجته اي لها..بل وحتى ان انتهت رغبته في اي شيء بعد ذهابها..فلن يستمر ذلك طوال عمره..وهو فالنهاية رجل يستحق فعل ذلك له كما يستحق اقرانه ذلك ايضا..انه رجل..والرجال قليل..ولكنهم ليسوا قليلون في شهوتهم بل بشجاعتهم..وقد كان زوجها من اقلية الشجعان في الحياة..ومن غالبية الشهوانيين تجاه النساء..فهل ستتمتع به امرأة اخرى من بعدها ام انه سيسعى ليحافظ على جسده محتفظا باخر لمساتها؟..

{ذكرى تشرين}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن