بالعادة يستيقظ الناس العاديين على شروق الشمس وأصوات زقزقة العصافير أو حتى صوت رنين المنبه، ولكن زين استيقظ مفزوعًا بالسابعة صباح يومٍ صيفيٍ مشمسٍ على صوت تلك الموسيقى الصاخبة التي تشبه قرع الطبول عند الهنود الحُمر يفتح عينيه بصدمةٍ صارخًا:
«ماذا؟ ماذا يحدث؟ أين الحريق؟»
«أي حريق هذا عزيزي؟ لا يوجد حريق هنا، هذا فقط صوت الموسيقى التي تسمعها زوجتك المصون في الصباح وبهذا الصوت العالي.»
أجابته چاسمين بانزعاجٍ وهي تنهض من الفراش بتنهيدة نفاذ صبرٍ، ثم دخلت لدورة المياه تاركةً زين بالخارج في صدمته، فرمش هو بجفنيه عدة مراتٍ يستوعب ما يحدث، وما إن استعاد تركيزه حتى تجهمت ملامح وجهه بغضبٍ، فنهض من الفراش يفتح باب غرفته متوجهًا للخارج، ولكن قبل أن تخطو قدماه للخارج داس على ذلك السائل اللزج لتنزلق قدماه واقعًا على ظهره للخلف بقوةٍ.
صرخ متألمًا وحاول النهوض من الأرض يستند على الحائط، ثم فرك مؤخرة رأسه بألمٍ ينظر للأرض فوجدها مغطاةً بالسائل الأبيض اللزج الموجود في البيض.
اقشعرت ملامح وجهه تقززًا وتفقّد ظهره العاري من الخلف ليجده مليئًا بالبيض، فكاد يبكي من القرف، ولكنه جمع يده في قبضةٍ وجز على أسنانه غضبًا يسير باتجاه غرفتها، ثم فتح الباب بعنفٍ ونظر في أرجاء الغرفة ليجدها فارغةً تمامًا ومشغّل الموسيقى مفتوحٌ على تلك الموسيقى الصاخبة التي أيقظته من نومه.
فذهب ليغلقه ثم توجه للأسفل يبحث عنها، ولكنه لم يجدها بأي مكانٍ، فوقف في منتصف غرفة المعيشة واضعًا يديه على جانبي خصره بانزعاجٍ يتساءل بغضبٍ:
«أين أنتِ آنچل؟»
وكأنه عثر على إجابةٍ لسؤاله؛ حينما سمع صوت احتكاك عجلات السيارة بالطريق ليخرج من المنزل بسرعةٍ، فوجدها تركب سيارتها وبجانبها ابنتهما الصغيرة وتنطلق بها بأقصى سرعةٍ.
ركض خلف السيارة يصرخ فيها قبل أن تخرج من البوابة:
«آنچل توقفي الآن، إلى أين أنتِ ذاهبة؟»
بينما آنچل في السيارة حينما رأته ابتسمت تلك الابتسامة الخبيثة وقهقهت بسخريةٍ على ملامحه الغاضبة، ثم تجاهلته لتخرج من البوابة، فوقف مكانه باستسلامٍ حينما اختفت هي بالسيارة في الطريق.
ضرب الأرض العشبية بقدمه بغيظٍ ولعن تحت أنفاسه، ولكنه هدأ حينما سمع صوت شهقةٍ قادمةٍ من خلفه، فنظر ليجد جارته العجوز زوجة السيد ريتشارد تقف خلفه وتضع يدها على فمها بينما تنظر له بصدمةٍ.
تعجب من نظراتها المصدومة، فنظر لحيث تنظر هي ليتفاجأ من رؤية نفسه عاريًا أمامها ولا يرتدي سوى سرواله الداخلي المرسوم عليه شخصية سبايدر مان الكارتونية، فرفع نظره لها ورسم تلك الابتسامة البلهاء يقول بتوترٍ:
أنت تقرأ
جحيمُ زوجتي. ✔️
Humorإن كان يعتقد أنه امتلكني، وأنني لعبةٌ بين يديه، يأخذني أو يتركني متى يشاء.. فإنه مخطئٌ تمامًا، أنا لستُ لعبةً بيد أحد سيد زين لعين مالك. سأريك كيف تخدعني! ستعرف مَن هي زوجتك المطيعة، ستعرف عواقب فعلتك، سأجعلك تفكّر ألف مرةٍ قبل أن تُقبل على عملٍ يضا...