|٦| زوجة مَن هذه الچاسمين؟

2K 148 151
                                    

أخبرته آنچل أنها ستدخل دورة المياه لتبدِّل ثيابها، ولكنها ربما قصدت بقولها الاستحمام، وحتى إن كانت تستحم فلن تستغرق ساعة ونصف الساعة.

هذا ما جعل زين يشعر بالملل مع القليل من الغضب، فوقف أمام الباب يطرق عليه بمللٍ قائلًا:

«آنچل، يا امرأة ماذا تفعلين بالداخل؟ أتغيرين ثيابكِ في ساعة ونصف؟»

لمْ يتلقَّ الرد منها وكأنه لم يقل شيئًا، فقد كان الهدوء يعمُّ المكان سوى من صوت سقوط المياه بالداخل، فتنهد بمللٍ وخرج صوته حادًا أكثر:

«آنچل لمَ لا تجيبين؟ ماذا تفعلين بالداخل؟»

«أستحم.»

أتاه صوتها من الداخل أخيرًا تجيب ببساطةٍ وهي نائمةٌ بحوض الاستحمام الممتلئ وتستمتع بالفقاعات حولها، فصرَّ أسنانه بغضبٍ يطرق الباب بقدمه متسائلًا بانفعالٍ:

«لقد مرت ساعة ونصف على استحمامكِ، ما كل هذه النظافة؟»

«لمَ أنت متضايق الآن؟»

«متضايق لأنني أيضًا أحتاج لآخذ حمامًا دافئًا، فعندما استيقظتُ لم آخذ حمامي بسببكِ.»

أجابها بيأسٍ ومسح على وجهه، فنفخت الفقاعات بيديها لتطير بالهواء حولها مجيبةً بعدم اكتراثٍ:

«اذهب وخذ حمامك في مكان آخر، أنا سأتأخر قليلًا.»

«ستتأخرين أكثر من هذا؟ ماذا ستعتقد أمي إن رأتني آخذ حمامي بغرفةٍ أخرى؟»

سألها متسع الحدقتين بضيقٍ وطرق الباب مجددًا، فتأففت بانزعاجٍ منه تصرخ مجيبةً:

«وما شأني أنا باعتقادها؟ هذه غرفتي وهذه دورة مياهي وسأتأخر فيها كيفما أشاء.»

«ما هذا الهراء؟ هذه أيضًا غرفتي ودورة مياهي.»

هتف بسخطٍ وشد شعره للخلف بغيظٍ، فابتسمت بانتصارٍ في الداخل وكأنها تراه تجيبه ببرودٍ:

«كان هذا في الماضي عزيزي، إن كنت قرأت بقية الشروط ستعرف أن هناك شرطًا يذكر انفرادي بدورة المياه وعدم إزعاجك لي وأنا بها.»

«سحقًا لهذه الشروط الغبية، فلتضعيها في مؤ..»

«أأأأ انتبه لما تقوله سيد مالك، فهناك شرط آخر يمنع تلفظك بالألفاظ البذيئة أمامي، وشرط آخر يمنع سبك لي أو غضبك عليّ.»

ونقطة لصالح آنچل؛ فقد استطاعت الانتصار في هذه الجولة واستطاعت استفزازه حينما ضرب وجهه بالباب وأطلق صيحةً عاليةً تدل على نفاذ صبره، أخذ ثيابه وخرج ليستحم بدورة مياه أخرى، بينما ابتسمت هي بانتصارٍ وهي نائمةٌ في حوض الاستحمام تمضغ العلكة وبيدها هاتفها تراسل والدته نصيًا تخبرها بما تقوله لزين.

جحيمُ زوجتي. ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن