|١١| لقد خُنتُه.

1.4K 113 109
                                    

كان قرصُ الشمس قد اصطبغ بالأحمر على وشك الغروب، رغم عدم غروب الشمس بعد ولكن الجو كان باردًا؛ وهذا ربما بسبب اقتراب شتاء باريس البارد، فكان لوي يجلس على مقدمة سيارة زاك المتوقفة على جانب الطريق المُرصَّف المؤدي لمنزل هاري ستايلز، يضع وجهه بين قبضتيّ يديه وينفخ بضيقٍ بين الحين والآخر، بينما زاك يقف أمام السيارة يرمقه بنظراتٍ غاضبةٍ وهاتفه على أذنه؛ يحاول الاتصال بأحد ليصرخ فائضًا بانزعاج:

«تبًا، الهاتف لا يلتقط شبكة من هذا المكان. أكان يجب أن يسكن الوغد ستايلز بمكان قريب من الغابة؟ تبًا.»

رفع الآخر وجهه ونظر لزاك جازًا على أسنانه يهتف بسخطٍ:

«ما كان عليّ الاستماع لمتخلفٍ عقلي مثلك، لمْ تتأكد من امتلاء سيارتك بالبنزين الكافي، وها نحن الآن نقف في منتصف الطريق ولا سيارة حتى تمر من هنا، بجانب الغابة، والشبكة بالهواتف ضعيفة وآنچل لا زالت بقصر هاري، زين ربما أبلغ الشرطة الآن عن اختفائها، ينقصنا ظهور حيوان مفترس من الغابة ويكتمل فيلم الرعب.. هه»

يقولون إن جئت بسيرة القط يأتيك ينط، ولكن في هذه الحالة نطق لوي بسيرة حيوان مفترس، فلمْ يلبث يقهقه ساخرًا حتى سمع كلاهما صوت عواء ذئب بالقرب منهما، فتجمّد زاك بمكانه والهاتف على أذنه جاحظ العينين، بينما شعر لوي بتجلُّط الدماء في عروقه ليقفز عن السيارة ككنغر متمرس صارخًا بفزع بصوتٍ حادٍ كالنساء وهو يحرك ذراعيه بعشوائية في الهواء:

«إنه ذئب.. تبًا»

وكأنما صراخه أعاد الحياة لزاك الذي قفز بهلعٍ وسقط الهاتف منه، فركض يركب سيارته خلف مقعد القيادة مغلقًا الباب بعنفٍ، وكان لوي قد سبقه بالركوب بالمقعد المجاور له مغلقًا الباب بالقفل ورابطًا حزام الأمان حول خصره، يمروِح بكفه أمام وجهه وصدره يعلو ويهبط بقوةٍ بالكاد يلتقط أنفاسه.

ظلَّ زاك يشهق ويزفر، يشهق ويزفر، يشهق ويزفر بقوةٍ يعيد تنظيم أنفاسه، وفجأة جعّد ملامح وجهه بيأسٍ يضرب جبينه بالمقود بقوةٍ هاتفًا بقلة حيلةٍ:

«هذا ما كان ينقصنا حقًا، هل توجد ذئاب بفرنسا حتى؟»

«لا أعرف، كنت أرسب بالجغرافيا بالثانوية دائمًا، ماذا سنفعل الآن؟»

تساءل بالأخيرة بملامح مذعورةٍ وعيناه تتجولان على ما خارج السيارة من النافذة؛ مترقبًا ظهور الذئب في لحظة، فتنهد زاك بعمقٍ، وحكَّ جبينه بكف يده وكأنه يفكر ليقول باستياء:

«كل ما يحدث ليس سوى بُشرى سيئة للقادم، أنا غبي.. لمَ تركتُ كل النعيم في الصين والفتيات الصينيات ضيقات الأعين بيضاوات البشرة المثيرات وجئتُ إلى هنا؟ كنت أستمتع مع فتاة جديدة كل ليلة ومن التشابه بينهن شككتُ أنني أحصل على نفس الفتاة كل ليلة.»

جحيمُ زوجتي. ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن