|٢٠| اختفتْ طفلتنا.

1.2K 109 99
                                    

الشعور بالغضب، هذا الشعور من أسوأ المشاعر، لا إراديًا يُجبر الجسد على التصُرف بالسوء مؤديًا لنتائج تثير الغضب أكثر، فكان هذا الشعور مصاحبٌ لآنچل بعدما استطاعت إزالة القيود عن جسدها وصعدت ذلك الدَرج الصغير المؤدي لباب القبو، حاولت فتح الباب ولكن وجدته مغلقٌ من الخارح بقُفلٍ.

سبت زين تحت أنفاسها بأسوأ الألفاظ التي تعرفها واستمرت بطرق الباب بيديها وقدميها بغضبٍ متجهمة الملامح حتى اصطبغ وجهها بأكمله بالأحمر.

ولسوء حظها كان زين قد منح الخادمة والطباخ إجازةً حتى يتسنى له الدخول بآنچل بعدما اختطفها دون أن يشعر به أحدٌ، أما عن شقيقته صفاء فقد كانت جالسةً على الأريكة بغرفة الصغيرة ناردين تلهو بهاتفها وسماعات الأذن بأذنيها تسمع الموسيقى بأعلى صوتٍ مما منع صوت صراخ آنچل وطرقاتها بالأسفل بالوصول لها، والصغيرة ناردين نائمةً بسريرها أمام عمتها تسبح بأحلامها مع دمية دب الباندا الصغيرة بعناقها.

إلا أن من سوء حظ زين دخول أورلاندو مع هاري للمنزل أثناء صراخ آنچل، حيث كان أورلاندو يدفع ظهر هاري ليجبره على الدخول بملامح ساخطةٍ قائلًا:

«هيا للداخل أيها الوغد! ولا تفكر حتى في الهرب مني لـ..»

قاطع حديثه سماعه لصراخ آنچل من أسفل الدَرج، فاتسعت حدقتاه بهلعٍ يترك هاري راكضًا تجاه مصدر الصراخ، ومن خلفه هاري مفزوعًا ولم يحاول الهرب حتى.

وصل أورلاندو للقبو ليسمع صراخ آنچل من خلف بابه وطرقاتها العنيفة:

«أخرجوني من هذا المكان! زين وغد مالك سأقتلك ما إن أخرج أيها الغبي البغيض.»

«آنچل! ما الذي يحدث هنا؟ ولمَ أنتِ بالداخل بدلًا من منزل المحامي الأحمق؟»

تساءل أورلاندو بصدمةٍ وحاول دفع الباب بكتفه بعدما رأى القُفل، فتوقفت الأخرى عن الصراخ بالداخل وابتسمت بتوسعٍ تهتف بعدما وضعت كفيها على الباب:

«أورلاندو هل هذا أنت؟ ساعدني في الخروج من هذا المكان!»

«حسنًا ابتعدي عن الباب!»

أمرها بسرعةٍ فتراجعت للخلف حتى نزلت الدَرج لمنتصفه بتوترٍ، وتراجع هاري بالخارج للخلف هو الآخر حينما رأى أورلاندو يخرج مسدسًا طويل الفوهة من خلف ظهره، فجفل كلاهما حينما أطلق أورلاندو رصاصةً في القفل لينكسر مصدرًا دويًا قويًا كاد يصُم آذانهم.

فدفع أورلاندو الباب بقوةٍ بقدمه لتتراجع آنچل جافلةً حتى كادت تسقط ولكن هاري دخل سريعًا يمسك بيدها جاذبًا جسدها نحوه حتى استقرت بعناقه ترتجف.

شعر هاري بجسده يُجذَب للخلف بعنفٍ مبتعدًا عن آنچل، فكان أورلاندو قد سحبه بعيدًا عن شقيقته يعانقها هو، فاستسلمت على صدره العريض المُعضل تبكي بشهقاتٍ مسموعةٍ.

جحيمُ زوجتي. ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن