تعلمنا في صِغرنا ضرورة احترام كبار السن، بعضنا طبّق ما تعلّمه والبعض الآخر لم يطبّق، ولكن في حالة زاك وليام.. كانا مضطرَّين لاحترام كبار السن، أو بالأحرى الخوف منهم، كخوفهما من تريشا والدة زين، تلك السيدة القوية التي يهابُها كل مَن يعرفها أو يتعامل معها؛ لذلك فور خروجهما من غرفة هاري بنفس المشفى -الذي تتواجد فيه آنچل والبقية-، كانا يسيران باتجاه غرفة آنچل بخطواتٍ مرتبكَةٍ، يتشاجران من يزفُّ ما قاله هاري لآنچل، فبدأ ليام الشِجار هاتفًا بتوتر وهو يشيح بكفه في الهواء:
«لن أخبر آنچل بما قاله هاري في وجود العمة تريشا؛ زفافي من ساندي الأسبوع القادم ولا زلتُ أريد حضور الزفاف بجسد سليم.»
«يا رجل! أنت المناسب لإخبار آنچل بهذا؛ فالعمة تريشا ستكسر عظامك وتُسدي لك خدمةً بعدم حضور الزفاف والزواج، الزواج شيء سيء صدقني، ستضطر للتعامل مع امرأة تسمى زوجتك وتبرر لها كل ما تفعله، ربما تضطر لإخبارها بسبب دخولك للحمام.»
رده زاك متنهدًا يرسم ابتسامةً جانبيةً على شفتيه، مستمرًا في السير بذلك الرواق الطويل بالطابق الثالث للمشفى، باتجاه غرفة آنچل، فقلب الآخر عينيه يجيبه باللامبالاة بينما يسير بجانبه:
«لا شأن لك بزواجي. أنا أحب ساندي وهذا يكفيني، ثم لماذا لا تخبرها أنت؟»
«أنا عارض أزياء مشهور، أحتاج لجسدي ووجهي سليمين؛ لأؤدي عملي وأحصل على الفتيات كذلك.»
أجابه زاك رافعًا كتفيه والابتسامة الجانبية تحوّلت للعوبة ماكرة، فجعًد ليام ملامح وجهه باشمئزاز هاتفًا:
«أنت مقرف يا هذا. توقف عن ذكر الفتيات على لسانك القذر هذا، حسنًا.. سأخبر آنچل، ولكن كن بجانبي وأنقذني من اعتداء العمة تريشا علي!»
«لا تقلق، أنا بجانبك.»
ابتسم زاك بخفةٍ يربِّت على كتف ليام، فدخلا الغرفة بخطواتٍ ثقيلةٍ وبضربات قلبٍ مضطربة. نظر لهما الجميع بالداخل بترقبٍ، حتى تحدثتْ والدة زين متسائلةً بعدما نهضت عن الفراش بجانب آنچل بلهفة:
«ماذا فعلتما؟ هل سيخرج زين من السجن؟»
ابتلع ليام لعابه ببطءٍ وتراجع للخلف ثانيةً، فابتسم زاك بتوتر يدفع ليام من ظهره للأمام قائلًا بهمس:
«هيا أخبرها، وأنا سأهرب بسرعة.»
«هل هكذا ستكون بجانبي أيها الوغد؟»
همس بها ليام عاضًا شفته السلفى بغيظٍ، فتحمحمتْ والدة زين رافعةً حاجبها بانتظار رد من أحدهما. تنهد ليام بقلة حيلةٍ، رفع رأسه يطالع والدة زين بنظراتٍ مضطربة قائلًا بنبرة مرتجفة:
«ععـ..عمتي تريشا! زاك يريد إخباركِ بشيء ما.»
ثم تحرك بسرعةٍ يدفع زاك من ظهره للأمام حتى انزاح الآخر مسافةً طويلةً قرَّبته من والدة زين، كاد زاك يقع متعرقلًا ولكنه تمالك نفسه حتى وقف بثباتٍ أمامها، التفت برأسه ينظر لليام -الذي اختبأ خلف ساندي- نظرةً مميتةً يهتف من بين أسنانه:
أنت تقرأ
جحيمُ زوجتي. ✔️
Humorإن كان يعتقد أنه امتلكني، وأنني لعبةٌ بين يديه، يأخذني أو يتركني متى يشاء.. فإنه مخطئٌ تمامًا، أنا لستُ لعبةً بيد أحد سيد زين لعين مالك. سأريك كيف تخدعني! ستعرف مَن هي زوجتك المطيعة، ستعرف عواقب فعلتك، سأجعلك تفكّر ألف مرةٍ قبل أن تُقبل على عملٍ يضا...