جحيمُ زوجتي. ✔️

|١٥| أصبحنا متعادلين.

بعض الأخطاء تصلنا لنهاية موجعة، ربما لا تكون أخطاءً قوية وبالإمكان غفرها أو إصلاحها، ولكن نتائجها تكون قوية ومرهقة ومؤلمة.

لم يكن واعيًا لنفسه قريبًا من چاسمين حتى جعلها حاملًا بطفله بهذه الطريقة الرخيصة، آلمه قلبه لرؤية ملامح آنچل تتقلص متوجعة من اعترافه المفاجئ، أرهقته دموع ذرفتها عيناها بتلك الطريقة المتتالية، وكأنها استباحت وجنتيها لا تجد سدًا يمنعها، وكانت شهقاتها المصدومة والمتألمة كخناجر تطعن قلبه بقسوة تمزقه لمئات القطع، لم يكن يريد الاعتراف بالحقيقة، أراد الظهور أمامها بصورة وغد خائن تزوج من أخرى على من يحب ويهوى لدرجة الفداء، أراد أن تنزعج منه آنچل لزواجه من أخرى، لكن لا تكرهه لخيانته، أضحى هو الآن المُلام بخيانة فادحة، فوجد نفسه يلِين صوته؛ بعد أن شعر بانجراح حلقه من الصراخ المتتالي بتلك الحقيقة، يُخفض رأسه بخزيٍ متمتمًا بنبرة حزينة:

«حينما سافرتُ لمدينة (نيس) لشهر لإتمام صفقة ثياب هناك، قابلتُ چاسمين وكانت مساعدة للرجل الذي كنت سأقيم الصفقة معه، كذكر حقير انجذبت لها ولحركاتها نحوي، ولكنني تراجعتُ مرات عدة بعدما كانت صورتكِ الجميلة تظهر بمخيلتي تغنيني عن أي امرأة أخرى، حتى إذا انتهت الصفقة بالأسبوع الأول من سفري، كنتُ سأعود مبكرًا لأفاجئكِ مشتاقًا لكِ ولصغيرتنا، ولكن شريكي بالصفقة أصرّ أن أبقى ليوم آخر من أجل احتفال صغير بإتمام الصفقة، واضطررتُ للبقاء، بالاحتفال تجرعتُ الكثير من المشروبات وأنا أريد التخفيف من لهب اشتياقي لكِ، واستيقظتُ بعدها بغرفة بفندق لأجد چاسمين بجانبي.»

صمت يلتقط أنفاسًا رغب أن يفقدها وشهقاتها تتغلغل لأذنيه وكأنها الحمم تصهر روحه، لم يشأ رفع رأسه ليلمح ملامحها المتوجعة، فشهقاتها وصمتها الباكي كان كافيًا ليوضّح صورتها المتألمة لمخيلته، حينها بلل طرف لسانه يكمل بخفوت:

«كنتُ مصدومًا لا أعرف كيف فعلت ذلك، وبعد عناء اتفقتُ معها أن تكتم الأمر وكأنه لم يكن، وقررتُ البقاء بنيس لفترة أطول لأسترجع فيها كينونتي حتى أستطيع النظر بعينيكِ عندما أعود، ولكنها جاءتني بعد أسبوع تخبرني بحملها مني، وكم كنت متقززًا من روحي حينها، كنتُ مضطرًا للزواج منها، لم أستطع تركها تحمل طفلي بخطيئة مني تتخبط به وحدها، عاقبتُ نفسي بالزواج منها وإبقاءها بجانبي، كنتُ مضطرًا آنچل، أقسم لكِ كنت مضطرًا لفعل ذلك، لم ولن أحب امرأة غيركِ.»