|١٧| أيها المخنث.

1.3K 102 102
                                    

أوقاتٌ كثيرةٌ لا تسير الأمور كما نرغب بها، فيرغب أحدنا بإظهار الفرح ليأتيه سريعًا ما يعكر مزاجه، وهكذا تتحكم الظروف بنا حتى باتت ردات الفعل متشتتةً بما يناسب هذه الظروف. تمامًا كما كان رد فعل زين في هذه اللحظة، صدْمَته بحمل آنچل المفاجئ في تلك الظروف العصيبة لم يستطع إظهارها بالشكل المطلوب، فباتت الصدمة فزعًا بظهور أورلاندو شقيق آنچل، أورلاندو باركر... ذلك الرجل الذي بمجرد أن يسمع زين اسمه يُصاب بالهلع.

كما كانت حالته الآن وهو يرمق أورلاندو هذا بنظراتٍ مفزوعةٍ جاحظ العينين على غير عادته تمامًا، مما جعل آنچل تناظر زين ثم تنقل نظرها لشقيقها بسرعةٍ، وهكذا استمرت في التجول بنظرها بينهما دقائق مرّت بذهولٍ على الباقين، لتستيعد تركيزها هاتفةً بابتسامةٍ شقت وجهها وهي تمد كفيها لشقيقها؛ في طلب لعناقه:

«أورلاندو حبيبي! اشتقت لك كثيرًا.»

«ليس هذا وقت الاشتياق آنچل، لن تشتاقي لي بعد الأن؛ لأنكِ ستعودين معي لإيطاليا.»

أجابها شقيقها بنبرة متزمتة صارمة، يُخفض نظره أرضًا يرمق زين بزرقاويه المشابهتين لعيني شقيقته بنظرات مميتة؛ مما جعل زاك يتراجع للخلف مع ساندي يطالعان هذا الوحش بخوف، فنظر لهما ليام متعجبًا؛ لا يعرف سر هذه النظرات الخائفة منذ ظهور هذا الرجل، إلا أن ابتسامة آنچل ماتت تحلُّ الصدمة محلها فور سماعها لجملة شقيقها، فنظرت لزين بقلقٍ تهتف بعدما رفعت جسدها عن السرير بضعف:

«ماذا تقول أخي؟ لمَ سأعود معك لإيطاليا؟»

«ماذا تقولين أنتِ؟ لا زلتِ تسألين بعدما سمعتِ ما قاله للتو؟ هذا الوغد ينكر أن مَن بأحشائكِ طفله، كنتُ سآتي مبكرًا عن اليوم بعدما علمتُ بزواج هذا الوغد من أخرى عليكِ، ولكن عملي منعني ولم أستطع القدوم سوى اليوم، ويبدو أنني جئت بالوقت المناسب؛ فبعد ما سمعته من فم هذا الوغد لن أسمح لكِ بالبقاء هنا دقيقة أخرى.. هيا انهضي!»

نظر لها شقيقها متسع الحدقتين بغضبٍ تجلّى على كل ملمح من ملامح وجهه، يهدر فيها بقوة مقتربًا منها حتى أمسك بكفها بغلظةٍ يجرها بحذرٍ قليلًا لتنهض عن السرير، فابتلعت لعابها بصعوبة تجذب كفها من قبضته بقوة، التفتت تنظر لزين الجالس أرضًا تسأله مقلصة عينيها الزرقاوين بملامح آملة:

«زين! أنت لم تعني ما قلتَه قبل قليل عن طفلنا.. صحيح؟»

عض زاك شفته السفلى يرمق زين بنظرات مترجية؛ فإن أخطأ بحرف في حق آنچل الآن سيقيم أورلاندو حفلة شواء بلحومهم الليلة. بينما رفعت چاسمين حاجبها تبتسم باتساعٍ مستمتعةً لما تشاهد عيناها وما تسمعه أذناها، في حين رفع زين نظره لأورلاندو بضيقٍ يلمع بعسليتيه، ليضغط بكفه على الأرض يعاون جسده على النهوض حتى وقف باستقامة أمامه، طالعه بنظرات غامضة يتمتم بدون ملامح تذكر:

جحيمُ زوجتي. ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن