|٨| شهرُ عسلٍ جديدٌ.

1.9K 139 83
                                    

اطمأنتْ آنچل اطمئنانًا مبالغًا فيه قليلًا؛ وهذا ما جعلها تدير مقبض باب دورة المياه تفتحه ببطءٍ، فتحةً ضيّقةً أخرجت رأسها فقط منها، ولكنها وجدتْ مَن يضع كفه على رأسها يقبض عليه يشدُّها من رأسها لخارج دورة المياه بقوةٍ، فصرخت جافلةً من هذه الصدمة تحاول الإفلات من قبضته على رأسها هاتفةً بصراخٍ:

«زين لاااا.. لقد وعدتني، اتركني لن أعيدها!»

«تعيدين ماذا يا امرأة؟ إنها صفعة! لقد صفعتِني آنچل.»

بادلها زين الصراخ بأعلى، حتى أغمضتْ عينيها وجعدتْ ملامح وجهها بخوفٍ، فخفَّف من ضغطه على رأسها، مهما كان قاسيًا معها فملامحها المُتألمة تؤلمه دائمًا، بينما استمرت هي بالنظر له بحذرٍ، تراقب عسليتيه بترقبٍ لخطوته القادمة لتقول بخفوتٍ:

«أنت من صفعتني أولًا، هل أتغاضى عن حقي في صفعك؟ أين هي حقوق الإنسان أيها المُتعلم؟»

«ماذا؟ حقوق إنسان؟ وأين هي حقوق احترام الزوج؟ تصفعينني آنچل؟»

جزَّ على أسنانه بضيقٍ يبادلها الخفوت بالصراخ، ثم أشاح بوجهه للجهة الأخرى موجهًا ظهره لها؛ يكره رؤية البراءة في عينيها، يكره نظراتها البريئة التي تُضعفه، فعضَّت هي على لسانها بسعادةٍ داخليةٍ، لا زالت براءتها تؤثر فيه، أدت رقصة نصرٍ سريعةً من خلفه، ثم تحمحمت لتعدل من ثيابها متسائلة بتوددٍ:

«هل آلمتك صفعتي؟»

«لا، لم تؤلمني.»

«ماذا؟ لم تؤلمك؟ إذًا.. لمَ تتذمر وتتشاجر معي يا هذا؟»

ضيقت عينيها وطالعت ظهره بغضبٍ، فاستدار يواجهها فجأةً لتتبدل ملامحها للتوتر مع ابتسامة بلهاء غزت ثغرها، رمشت بجفنيها أمام نظراته المُريبة، ظلَّ يرمقها بغموضٍ قابضًا على يده حتى كادت الدماء تختفي منها، ازداد توترها، فازدردت لعابها تسأله بقلقٍ:

«ماذا زين؟ هل ستقتلني الآن؟ هل سـ..آآ»

قوطع تساؤلها بشفتيه تُطبقان على شفتيها، قبلةٌ مفاجئةٌ منه جعلتها تفتح عينيها بصدمةٍ بينما الآخر مستمر بتقبيلها بتعمقٍ، كادت تفقد أنفاسها؛ فدفعته بقوةٍ ليتراجع للخلف، نظر لها بحدةٍ قليلًا، بينما عضَّت هي شفتها السُفلى بغضبٍ تهتف فيه:

«لا تفعل هذا مجددًا.»

«لمَ عزيزتي؟ لقد أعجبتكِ وبادلتِني بشغف.»

بقيت صامتةً تطالعه بغضبٍ، ماذا ستقول؟ زين محقٌ فيما يقوله؛ فقد بادلته بطواعيةٍ ولمْ تبعده إلا حينما كادت تفقد أنفاسها، اعتلت ابتسامةٌ جانبيةٌ شفتيه، ليقترب منها خطوةً، كانت ستتراجع تلك الخطوة ولكنه قبض على ذراعها بقوةٍ آلمتها، اقترب ليدفن وجهه في رقبتها هامسًا بجانب أذنها -بصوت أصابها بالقشعريرة-:

جحيمُ زوجتي. ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن