أحيانًا يفكر الإنسان في بعض الأمور الحمقاء التي يودُّ فعلها، ولكن ما فكَّر فيه زين هذه المرة يُعدُّ أحمق من الحماقة بذاتها، بعد زواجه الثاني دون عذرٍ مقبولٍ، وبعد تفضيله لزوجته الثانية على والدته، وبعد طلبه الآن أن يسافر ليقضي شهر عسلٍ جديدٍ مع زوجتيه، كان هذا كافيًا بالنسبة لآنچل لكي تفقد ذرة العقل التي تبقَّت لها؛ حينما صرخت في وجهه وصرخ هو في المقابل، ليبدأ شجارهما المعتاد والذي بدأته آنچل:
«تبًا زين هل فقدت عقلك؟ شهر عسل؟ أي شهر عسلٍ هذا الذي تودُّ قضاءه معي أنا وتلك البرتقالة؟»
«لماذا تضايقتِ؟ هل قلتُ شيئًا سيئًا أم ماذا؟ أجل شهر عسلٍ مع زوجتيّ، ألا يحق لي الاستمتاع معكما؟»
«سحقًا لك، أنت لا تفكر قبل أن تتحدث، وتجرؤ أيضًا على قولها أمامي بهذه السهولة؟»
صرخت بالمقابل تعنِّفُه بغضبٍ، فزمَّ شفتيه عاصرًا قبضة يده وكأنه يكبح غضبه عنها يجيبها بعتابٍ:
«آنچل أخبرتكِ آلاف المرات أن لا تلعني أمامي.»
«هل هذا يضايقك؟ أوه حسنًا، سحقًا لك، سحقًا لك، سحـ..»
لمْ يتحمَّل زين سباباتها المتتالية، فمدَّ يده ووضعها خلف رأسها يدفعها للأمام حتى ابتلع باقي كلماتها بين شفتيه، يُقبِّلها بشغفٍ كأنه لأول مرةٍ يُقبِّلها، حاولتْ دفع صدره الذي لا يتزحزح بقبضتها الصغيرة، ولكن مقاومتها تلاشت حينما شعرت بنعومة القبلة أكثر وأكثر، فارتخى جسدها تستسلم له وكأنها لم تجرِّب شعور لمساته لها من قبل.
أما في خارج غرفتهما، كانت صفاء شقيقة زين الوُسطى تجلس في الشُرفة الموجودة بنهاية الرُواق تنظر لتلك النجوم في السماء بشرودٍ وكأنها تعدُّها، حتى شعرت بحركةٍ خفيفةٍ خلفها.
فالتفتت بقلقٍ، ولكنها تنهدت وزفرت براحةٍ حينما رأت مَن يقف خلفها ويحمل كوبين لمْ تستطع رؤية ما بداخلهما، لتتمتم بعد أن عادت للنظر للسماء:
«مرحبًا لوي، كان بإمكانك أن تتحمحم على الأقل بدلًا من إفزاعي بهذا الشكل.»
رمش لوي بجفنيه عدة مراتٍ وحاول رسم ابتسامةٍ خفيفةٍ على شفتيه بدت بلهاءً، يتحمحم قائلًا:
«أنا آسفٌ حقًا لم أقصد إخافتكِ، أأ..أنا فقط رأيتُكِ جالسة بمفردكِ في الشرفة، فكرتُ أنكِ قد تودين بعض الرفقة مع كوب قهوة.»
«أوه لا بأس، أنا حقًا كنتُ أحتاج لكوب من القهوة فرأسي يؤلمني قليلًا، اجلس لمَ لا زلت واقفًا؟»
تحمحم ثانيةً وابتلع لُعابه بخفةٍ يبتسم بهدوءٍ، ثم جلس على الكرسي المجاور لها يمد لها كوب القهوة، فالتقطته ترتشف منه رشفةً باستمتاعٍ، ابتسمت بخفةٍ تنظر له:
أنت تقرأ
جحيمُ زوجتي. ✔️
Humorإن كان يعتقد أنه امتلكني، وأنني لعبةٌ بين يديه، يأخذني أو يتركني متى يشاء.. فإنه مخطئٌ تمامًا، أنا لستُ لعبةً بيد أحد سيد زين لعين مالك. سأريك كيف تخدعني! ستعرف مَن هي زوجتك المطيعة، ستعرف عواقب فعلتك، سأجعلك تفكّر ألف مرةٍ قبل أن تُقبل على عملٍ يضا...