|١٠| سأستعيد ما هو ملكي.

1.6K 131 94
                                    

بعض الأمور تدفعنا نحن -البشر- للنفور من الحياة، ومنها الخيانة، خيانة الزوج لزوجته من أبشع ما قد يحدث، الخيانة بحد ذاتها لعنة متّقدة كالنار نتيجتها الكراهية المُطلقة من الطرف المتضرِّر للطرف المضِر، وهذا بالطبع ما اجتاح آنچل بكل جوارحها، اعتبرت زواج زين من أخرى وتفضيله تلك الأخرى عليها وعلى والدته خيانة، حتى وإن لم تكن خيانة واقعية؛ فزين متزوج من چاسمين قانونًا وشرعًا، لمْ تكن آنچل تعرف أن چاسمين اعتنقت دين زين -الإسلام- عند زواجها منه، ظنّت أنها بمفردها فعلت ذلك في بداية زواجها من زين.

قصة الحب الملحمية بينها وبين زين، والتي دامت سنة واحدة بالجامعة؛ كانت كافيةً لجعل آنچل تعتنق دينه حبًا بمشاركته كل شيء، وكذلك فعلت چاسمين، ولكن ربما الفرق بين چاسمين وآنچل أن الأولى فعلت ذلك طمعًا به، والثانية فعلت ذلك عشقًا له.

ربما كانت صفة الغضب هي أقل الصفات تعبيرًا عما يجتاح مشاعر زين الآن، هربت منه؟ فضّلت الهرب وتركه هو وصغيرتها على قضاء شهر عسل ثانٍ معه؟ آصبحت تكرهه؟ هل عنت تلك المشاعر والنظرات الكارهة التي كانت ترمقه بها حقًا؟

مجرد تخيُّله لكلمة نعم إجابةً لتلك الأسئلة كان يقتله حرفيًا، يحبها.. يحبها بكل ذرة بقلبه، ولكن لمَ تزوج من غيرها؟ هذا السؤال لم يكن له تفسير إلا لدى زين بمفرده.

في لحظةٍ كان كل ما على طاولة الزينة على الأرض مهشَّمًا متناثرًا بالغرفة؛ بعد أن ضرب زين ما على الطاولة بذراعيه بعنفٍ منفِّسًا بتلك الطريقة عن القليل من الغضب المُشتعل بداخله، أعماه غضبه.. فلمْ يلمح طفلته التي وقفت متخشِّبةً مكانها ترمقه بنظراتٍ مذعورة في حالته هذه، لمْ يلمحها إلا بعدما سمع صوت شهقاتها المرتعبة تزامنًا مع تلك الدموع التي انهمرت من عينيها.

فصرَّ أسنانه بضيقٍ من تصرفه هذا أمامها، مسح على وجهه وتقدَّم مقتربًا منها، ولكنها بلحظةٍ كانت تركض خارج الغرفة بأقصى سرعة تملكها وصوت بكائها لا زال يرنُّ بأذنيه، فلعن راكلًا حافة الفراش بعنفٌ ليتوقف؛ حينما شعر بيد ناعمة تضغط على كتفه بمواساةٍ.

فالتفت يواجه چاسمين التي استمرت بالنظر له بنظرات مواسيةٍ حزينةٍ أتقنت رسمها على ملامحها، تنهّدت بعمقٍ تضغط على كتفه أكثر تقول بنبرة تعمَّدت جعلها هادئة حزينة-:

«أرأيت؟ أرأيت كيف نفّذت ما قالته وتخلت عنك هاربة؟ لقد كنت واثقًا بها لدرجة أنك لمْ تتوقع أن تنفذ ما قالته عن الهرب، ولكن ها هي الآن تخذل ثقتك بها.»

وكأنها شيطانة اتخذت من الموقف مستغلًا لتوسوس بأذن زين، ما جعله يغمض جفنيه بمشاعر مختلطة بالألم والغضب والخذلان، ولكنه عاد يفتحهما مجددًا ناظرًا للفراغ أمامه، والكلمات تخرج من فمه كأنها الحمم:

«لن تستطيع الابتعاد عني، آنچل لا تستطيع تركي والابتعاد، لا بدَّ أنها ذهبت لأحد أصدقائنا فقط وستعود، أعلم أنها فعلت ذلك؛ لأنها رفضت السفر معنا لجزر هاواي وأنا أجبرتها على ذلك.»

جحيمُ زوجتي. ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن