|٥| مائتان وتسعة وتسعون شرطًا.

2.2K 171 83
                                    

تلك الشرارات المتبادلة بين عسليتيّ زين وزمرديتيّ هاري كانت كافيةً لإحراق الشركة بأكملها وليس الغرفة التي يقفان بها فقط، فتقدم زين من هاري صارخًا بملامح ساخطةٍ:

«هاري أيها الحقير! أنزل زوجتي، لمَ تحملها هكذا؟»

قاطعته آنچل وهي تتمسك أكثر بقميص هاري وبصوتها الذي خرج مدللًا:

«لا هاري عزيزي، لا تنزلني! كاحلي لا زال يؤلمني.»

«عزيزكِ؟ كيف عزيزكِ يا امرأة؟ أنا عزيزكِ لا هو.»

صرخ فيها زين بحدةٍ اشتعلت بعينيه واقترب يدفع هاري ويحملها هو بين يديه بسرعةٍ، فنظر له هاري بغضبٍ بعدما استعاد توازنه لكي لا يقع من أثر الدفعة، يقول من بين أسنانه:

«اترك الفتاة زين! هي لا تريدك، بل تريدني أنا.»

نظر له زين بحدةٍ، لقد تعدّى هاري حدوده الآن، الجميع يعلم مدى التحدي بين هاري وزين منذ أيام الجامعة، كلاهما يريد أن يكون أفضل من الآخر، فإن كان زين قد تزوج من آنچل فهاري يرغب بآنچل أيضًا ولأسبابٍ أخرى نتجت من عداوةٍ قديمةٍ؛ لذلك كان الغضب هو الشعور الوحيد الواضح على ملامح زين في هذه اللحظة، حينما أنزل آنچل من بين ذراعيه يوقفها حتى يستطيع الشجار مع هاري، ولكن آنچل صرخت حينما لامست قدمها الملتوية الأرض:

«زين لا تنزلني الآن! كاحلي يؤلمني.»

زمّ زين شفتيه بضيقٍ وعاد يحملها، ثم تركها على أريكة جلدية مقابلة لمكتب هاري، ثم عاد ينظر للآخر بحدةٍ وهو يرفع إصبعه السبابة في وجهه محذرًا:

«ماذا كنت تقول يا هذا؟ كيف تريدك آنچل وهي زوجتي؟»

شبّك هاري ذراعيه على صدره يبتسم باستفزازٍ يجيبه:

«نعم تريدني أنا، ألم ترَ كيف كانت تريدني أن أحملها ولا أدعها لك؟ ثم إنك قد خنتها وتزوجت من أخرى، ماذا تريد الآن منها؟ اتركها مع من سيقدرها يا رجل!»

«سحقًا لك هاري، ماذا تقول؟ كيف سأترك زوجتي لتكون مع رجل آخر؟ أنا أحذرك ستايلز، فلتبقَ بعيدًا عن آنچل فهي ستستقيل من عملها لديك ولن تعمل بعد اليوم.»

لا زالت سبابته مرتفعةً بتحذيرٍ وملامحه متجهمةً بغضبٍ ازداد؛ حينما صرخت آنچل تقاطعه:

«هاي أنت! كيف تتحدث بلساني؟ أنا لن أستقيل وسأعمل كيفما أشاء.»

نظر لها زين بحدةٍ وترتها قليلًا، ليصرخ فيها قبل أن يعاود النظر لهاري المستمر بتلك الابتسامة المستفزة:

«اصمتي! لا تتوقعي أنني سأصمت بعد ذهابنا من هنا.. وأنت يا وغد ستايلز ابقَ بعيدًا عن زوجتي ولا تفكر حتى في ذكر اسمها على لسانك!»

بالنسبة لهاري، فلم يُرِد أن يتسرّع في الحديث أو الغضب من سبّ زين له، بل استمر في النظر له بهدوءٍ وابتسامته المستفزة تغزو شفتيه وهو يرى زين يعود ويحمل آنچل حتى خرج بها من الغرفة ليجد ساندي تقف أمام الباب وتتنصت على حديثهم بالداخل، وما إن لمحتهما حتى ابتعدت وادّعت أنها لا تفعل شيئًا تقول بارتباكٍ:

جحيمُ زوجتي. ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن