|١٦| هذا ليس طفلي.

1.2K 109 144
                                    

أحيانًا يكون الابتعاد حلًا لأصعب المشاكل وأخطرها نتائجًا، فترة منعزلة عن العالم أجمع يستعيد فيها المرء حياته وتفكيره السليم على الأقل، تضطره اضطرابات تفكيره للانعزال. وهذا تمامًا ما كانت آنچل تنوي فعله، قررت الانعزال عن عالمها المتمثِّل في زين وثمرة حبهما ناردين الصغيرة، قررت الانفراد بنفسها في مكان خالٍ من العقبات والمشاكل؛ لتعيد تنظيم أفكارها من جديد، لتحاول على الأقل استيعاب ما سمعته أذناها من حقيقة مؤلمة كانت سببًا لجُرحٍ غائر بقلبها بات من الصعب إلتئامه أو مداواته.

إلا أنها كانت مخطئة في هذا القرار، فباختيارها لمنزل صديقتها ساندي أضحت تمتلك أغبى العقول وتتخذ أغبى القرارات. ففور وصولها لمنزل ساندي، والذي لا يبعد كثيرًا عن منزلها سوى ببعض الكيلومترات المعدودة، ترجّلت من سيارتها الحمراء كشعرها، تصفها على جانب الطريق المرصوف أمام منزل صديقتها، بحي منظم وهادئ ميسور الحال.

تقدمت تجاه صندوق سيارتها الخلفي تفتحه على نية لحمل حقيبة ثيابها وحاجياتها، إلا أنها تنهدت بقوة تترك ذراع الحقيبة، ثم استدارت وتحركت بخطوات واثقة تتأفف بانزعاج تجاه سيارة سوداء كانت مصفوفة على جانب الطريق الآخر بالقُرب منها، ففتحت بابها الأمامي دون مقدمات تنظر لزاك الجالس بداخلها مخفضًا رأسه يراقبها كما أمره زين.

تنهدت بحنقٍ مشبكةً ذراعيها على صدرها، ترمقه بنظرة ضائقة، ابتسم لها بالمقابل ببلاهة ملوحًا بكفه، فبدا كالأحمق وهو يقول:

«مرحبًا آنچل، اشتقت لكِ كثيرًا.»

«إن كنت تريد مراقبة أحدهم فلا تقف قريبًا منه لهذه الدرجة أيها الغبي. كما أنني أعرف سيارتك من بين آلاف السيارات مثلها؛ فملصق حمالة الصدر المعلق عليها من الخلف يميزها أيها المقرف!»

تمتمت بنبرة حادة تضغط على أسنانها مع كل كلمة، فجعد الآخر ملامحه بعبوس ليفرِج شفتيه على استعداد للحديث، ولكنها قاطعته رافعة سبابتها بحنق تتحدث بهدوء:

«أأأأ..لا تفتح فمك، حرك مؤخرتك الكبيرة هذه واحمل حقيبتي لداخل منزل ساندي!»

استدرات توجه ظهرها له وتسير مبتعدةً عنه باتجاه سيارتها لتغلقها تاركةً صندوقها فقط مفتوح، ثم أكملت طريقها باللامبالاة لداخل الباحة الأمامية الصغيرة لمنزل صديقتها، فتنهد زاك بحنق يزمُّ شفتيه بضيق، خرج من سيارته يغلقها متمتمًا بسخط:

«هل اتخذني زين وزوجته المثيرة خادمًا لهما؟ أنا زاك إيڤرون أشهر عارض أزياء أمريكي تقول لي فتاة حرك مؤخرتك الكبيرة؟ كيف لها أن تعلم أنها كبيرة؟ هل سراويلي ضيقة لهذه الدرجة؟ رائع.»

ابتسم حتى شقّت الابتسامة وجهه، يدير وجهه محاولًا النظر لمؤخرته متراقصًا بحاجبيه، إلا أنه قفز عن مكانه منتفضًا حينما صرخت آنچل باسمه، أسرع تجاه سيارتها بعدما أغلق سيارته، حمل حقيبة ثيابها بضيق يُغلق صندوق سيارتها بقوة، ثم تبعها لداخل حديقة منزل ساندي يتمتم بسخط:

جحيمُ زوجتي. ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن