|١٨| سفاحُ الأزواج الجُدد.

1.7K 104 98
                                    

الخوف ردة فعلٍ طبيعيةٍ قد تُجبر صاحبها على فعل أشياء غريبة، وقد تصل درجة غرابة هذه الأشياء إلى ما قد يثير ذهول وصدمة الآخرين. تمامًا كما أثار اختباء هاري ومن بعده زاك ذهول من كانوا حاضرين باجتماع هاري.

ليزيد فزعهم عند دخول من سبّب هذا الخوف في هيئة رجل إيطالي ضخم الجسد أحمر الشعر كـشقيقته، يشارك آنچل أيضًا نفس زُرقة العينين وصفائهما، بملامح صلبة أقل ما يُقال عنها أنها غاضبة، متجولًا بعينيه الحادتيْن كـصقرٍ وجد فريستَه- بين الموجودين يصيح فيهم بصوته الخَشن الذي يُناسِب عميلًا كَفءً مثله:

«أين ذلك المُخنث المَدعو هاري ستايلـز؟»

انتفض جسَد هاري من أسفل الطاولة فزعًا مع بِدء أعضائه الداخلية في الارتجاف ذُعرًا أمام نظرات زاك التي لمْ تكُن أقل ذُعرًا منه؛ فبواقع مُعايشة هاري لأورلاندو شقيق آنچل في إيطاليا كونهم جيرانًا منذ الصغر يعرف جيدًا من هو أورلاندو باركر، وكيف يُصبِح حينما يغضب.

التزم الموجودون بالاجتماع الصّمت المُطبِق يناظرون أورلاندو بفزعٍ، حتى صرخ فيهم بنفاذ صبرٍ بينما يقترب منهم أكثر:

«لمَ الصمت أيها الأوغاد؟ أين هو؟»

«أأ..أسفل الطاولة.»

أجابه أحدهم بشفتين ترتجفان مشيرًا بسبّابته المرتعشة لأسفل الطاولة، فعضّ هاري على شفته السُفلى بغيظٍ مُتمتمًا ونهايته تُعرَض أمام عينيه في مشهدٍ دموي:

«ذلك الموظفُ الأحمق، أقسم أنني سأطرده إن بقيتُ حيًا.»

ارتسَمتْ ابتسامةٌ بلهاءٌ على شفتي زاك لمْ تطُل كثيرًا لتتحول للذُعر؛ حينما شعر بيدين قويتين تقبضان على قدميه تسحبان جسده بأكمله من أسفل الطاولة، فصرخ مُستنجدًا يتمسَك بأرض الغرفة السيراميكية بأظافره كـقطة يتمُ جرها للموت.

«لااا..لا أريد الموت الآن، لم أُجرِب الفتيات اليونانيات بعد!»

ترك أورلاندو قدميه وأمسك بسترته الزرقاء من الخلف يرفعها ليرفع جسده عن الأرض معها بقسوةٍ، وزاك مستمرٌ في الصراخ هازًا رأسه للجانبين بهلعٍ، حتى أدراه أورلاندو ليُصبح مقابلًا له، فرمقه بنظرةٍ جعلته يريد دخول دورة المياه يهتف فيه بحدةٍ:

«ماذا تفعلُ هنا أيها المُنحرف؟ أين المنحرف الآخر؟»

«إنه أسفل الطاولة من الجهة الأخرى، أُقسم لك أنني أتيتُ هنا فقط لفعلِ ما بصالح آنچل.»

تمتم زاك مُجعًدًا ملامحه الشقراء بخوفٍ، فتركه أورلاندو ودفعه بعنفٍ للخلف حتى سقط على مُوظفٍ كان جالسًا على كُرسي على يمين الطاولة ليقع الكُرسي بكليهما للخلف منكسرًا، فزمجر أورلاندو بسُخط وهو يلتف حول الطاولة ليُمسك بهاري:

جحيمُ زوجتي. ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن