|٢| سيد متزوّج اثنتين مالك.

2.8K 201 90
                                    

وضعت المفتاح بفتحته في الباب تديره ببطءٍ متعمدةً فتح الباب بشكلٍ بطئٍ وهادئٍ؛ حتى لا يسمعها أحد من الداخل، فتسللت تسير بهدوءٍ في ظلام القصر سوى من بعض المصابيح الخفيفة الضوء لتغلق الباب خلفها، وما إن استدارت حتى وجدته أمامها يقف مثل الصنم مشبكًا ذراعيه على صدره يسألها بصوتٍ هادئٍ ذلك الهدوء ما قبل العاصفة:

«أين كنتِ حتى هذه الساعة المتأخرة؟»

«وما شأنك؟»

نظر لها بعدم تصديقٍ؛ فكيف تجيبه بهذه الطريقة الباردة؟ أنزل ذراعيه بجانب جسده، ثم اقترب منها خطوتين وارتفع صوته بحدةٍ قليلًا:

«بالطبع لي شأن في هذا؛ فأنا زوجكِ.»

«لا يهم، أنا متعبة وأريد النوم قليلًا، كما أنني جائعة ولم أتناول شيئًا منذ خروجي.»

أجابته بمللٍ وتحركت تنسحب من أمامه بهدوءٍ، ولكنه أمسك ذراعها حينما مرت من جانبه يشدها لتقف أمامه، ثم تحدث من بين أسنانه بغضبٍ:

«لن تذهبي لأي مكان إلا بعد أن تخبريني أين كنتِ! أتعلمين كم هي الساعة؟ إنها الواحدة بعد منتصف الليل سيدة مالك.»

قلبت عينيها بمللٍ فتضايق من هذه الحركة ونظر لها بغضبٍ، ولكنها تنهدت بقلة حيلةٍ تجيبه حتى يتركها:

«لقد كنتُ في منزل ساندي، ذهبتُ لزيارتها قليلًا، هل هذا جيد؟ والآن دعني فأنا أريد تناول العشاء.»

ترك ذراعها وتنهد بعمقٍ قائلًا:

«حسنًا، ولكن.. فلتكن هذه هي المرة الأخيرة التي تتأخرين بها في العودة.. هل فهمتِ؟»

قلبت عينيها مرةً أخرى وهزت رأسها بمللٍ تنسحب من أمامه متجهةً للأعلى ولم تجِبه بحرفٍ واحدٍ، فتنهد هو بحدةٍ يضرب الأرض بقدمه، ثم صعد الدَرج خلفها مباشرةً.

فتحت باب غرفتها ودخلت، ولكنها قبل أن تغلق الباب رأته يدخل الغرفة المجاورة، فشعرت بالألم لمجرد التفكير أن زوجته الأخرى توجد في هذه الغرفة وقد ذهب لها وتركها هي بالغرفة التي اعتادا أن يناما بها معًا.

في العادة عندما تضع رأسها على الوسادة فإنها تنام مباشرةً، ولكن هذه الليلة كانت مختلفةً، فرغم محاولاتها الكثيرة لم تستطع إغماض عينيها حتى رأت ضوء الشمس يتسلل من فتحات النافذة الصغيرة المقابلة لسريرهما معلنًا قدوم الصباح وهي مستيقظة.

نظرت للسقف بشرودٍ لدقيقةٍ، ثم تنهدت بعمقٍ تنهض من السرير حتى ذهبت لدورة المياه، فخرجت منها بعد مدةٍ وارتدت ثياب عملها الرسمية، المكونة من سروالٍ ضيقٍ من القماش الأسود وقميصٍ أبيض بأكمام قصيرة مع ربطة العنق السوداء.

انتهت من تمشيط شعرها الأحمر حيث تركته مسدولًا على طول ظهرها وصولًا لما بعد خصرها بشكلٍ ساحرٍ، ثم التقطت حقيبتها واتجهت لباب الغرفة.

جحيمُ زوجتي. ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن