|٢٢| وجدوا أمانهم - النهاية.

2.3K 156 317
                                    

مرور الثواني، الدقائق، الساعات، الأيام، الشهور وحتى السنوات لم يكن يومًا عائقًا أمام قلبَين عاشقين، قلبان ارتبطا منذ البداية برباطٍ وثيقٍ لم يستطع أحدٌ قطعه رغم المحاولات العديدة.

وكانت بداية تكوّن هذا الرباط بمكتبة جامعةٍ بالعاصمة الفرنسية باريس بتمام الحادية عشرة صباحًا، حينما وقفت آنچل طالبة الصف الأخير بالجامعة أمام باب المكتبة العريض تأخذ شهيقًا تزفره طويلًا وكأنها مُقبلةٌ على حربٍ وليست ذاهبةً لإتمام مشروعٍ دراسيٍ مع زميلٍ يُدعى زين تعرفت عليه فقط هذا الصباح.

«لمَ التوتر آنچل؟ إنه مجرد شخصٍ وقحٍ ستعملين معه في مشروعٍ غبي! أوه..تبًا ما أقوله يزيد توتري، يجب أن أعتذر عن هذا المشروع»

تمتمت بالأخيرة مجعدةً ملامحها بيأسٍ لتستدير منتويةً الرحيل ولكنها شهقت حينما وجدت لويس خلفها مشبكًا ذراعيه على صدره وينظر لها بصرامةٍ ليقول:

«لن تعتذري عن هذا المشروع وستعملين مع ذلك البارد به، أنتِ هي آنچل باركر، أنتِ آنچل القوية التي تتحدى كل الذكور.»

نطق بالأخيرة هازًا إياها من كتفيها لتزم شفتيها بعبوسٍ قائلةً باستياءٍ:

«ولكنه وقح لوي!»

«هه! لن يتجرأ على أذيتكِ صدقيني، فقط تجاهلي ما سيقوله خارجًا عن المشروع بينكما ولا تتناقشي معه في شئٍ آخر..حسنًا!»

«حسنًا شكرًا لو، أنت الأفضل.»

قالتها بامتنانٍ واقتربت لتطبع قبلةً سريعةً على وجنته، ثم لوحت له مودعةً لتدخل المكتبة تاركةً إياه يحمرّ خجلًا مع ابتسامةٍ وصلت لأذنيه وقد اضطرب قلبه يخفق وكأنه كان يركض لأميالٍ، تأكد بعد هذا أن فرصته معها أصبحت أقوى وأقوى.

ولكنه كان مخطئًا؛ فلا أحد يعلم ما يُخبئه القدر لنا، وبالأخص لآنچل.. التي ما إن دخلت المكتبة حتى تجولت بعينيها على الطلبة الجالسين بهدوءٍ يقرأون ويبحثون بمقاعد وطاولاتٍ متفرقةٍ في هذه المكتبة الضخمة، حتى وقعت عيناها على زين جالسًا خلف طاولةٍ بنهاية الممر المقابل للباب، يجلس بهدوءٍ ينظر لساعة الحائط المقابلة له وبين إصبعيه السبابة والإبهام قلمٌ يحركه في الهواء.

فتحمحمت وشدت طرف فستانها للأسفل لتأخذ نفسًا طويلًا متجهةً له، وقفت أمام الطاولة الفاصلة بينهما لتسمعه يتحدث بصوته العميق ولم يُكلف نفسه بالنظر لها حتى:

«لستِ ملتزمةً بمواعيدكِ، إنها الحادية عشرة وأربع دقائق.»

رفعت حاجبها لتجلس على مقعدٍ أمامها، أفرغت حقيبة يدها من أدوات ستستخدمها لتتنهد مجيبةً:

«معذرةً كنتُ مشغولةً بأمرٍ ما.»

نظر لها فجأةً معتدلًا بجلسته يقول ببرودٍ:

جحيمُ زوجتي. ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن