80

91 10 2
                                    

صحيح أنه كان بالاجتماع الذي استمر لساعة واحدة و لكنه لم يكن معهم حقاً...كان دماغه يتحرك باستمرار ليعيد وجهها الأحمر...عيناها الدامعتان...شفتاها المرتجفتان...أجل!

جميع من في القاعة لاحظوا أنه...فقط يراقب...لم يتحدث...لم يصرخ...لم يتذمر...حتى أنه لم ينتقد...عندما اقترب الاجتماع من نهايته....قفز لهم بالجملة الصادمة"لنؤجل الاجتماع حتى الغد"

ماااذاااا!!!!!!!!

و خرج بعدها ...لم ينتظر...لا رد و لا شيء آخر...و كأنهم يتجرؤون أن يتلفظوا بشيء آخر من بعد قراره...

عاد مسرعاً باتجاه مكتبه و لكنه لم يرها...هل عادت إلى المنزل؟أجل ،ربما...بضع نقرات على الباب أزعجته...فتحدث بغضب واضح"من هناك؟"

دخلت و بين يديها مجموعة من الأوراق...وضعتها على المكتب أمامه...كان قد لاحظ...أن كل الفوضى التي كانت قد عمت المكتب قبل ساعة قد اختفت...و الملف و الأوراق ...رفع الأوراق ليجد...أنها قد أعادت كتابة ما كان يعمل عليه...
لمَ تجعله يشعر بالذنب بهذه الطريقة؟...استدارت لتخرج...ليستوقفها"ليال"توقف...لكنها لم تستدر...فقط انتظرت كلامه..."سنعود إلى المنزل"
خرجت من المكتب بعدأن أنهى كلامه...اعتصر شعره بيديه..."ما الذي أفعله ؟"

كان ينتظر في السيارة لعدة دقائق...مهلاً...جعلته ينتظر!!!كيف؟؟!!لم؟!

لمح تمايلها من بعيد...إنها قادمة...رغم أن كل ما تأخرته كان دقيقة واحدة فقط...لكنه فضل أن يعتبر أنها تأخرت...و جعلته ينتظر...
طوال الطريق...لم تنظر إليه ...لم تتحدث...كان يحمحم وحده كل بضع دقائق...

الصمت كان مخيماً...على رحلتهم ...خرجت من السيارة...لتدخل المنزل مسرعة...لم ترى أحداً...الحمدلله...على الأقل ليس الآن...دخل من الباب ليراها في أعلى الدرجات.....تنطلق عالأرنب!
لم يصعد خلفها...جلس على أريكة بجانب التلفاز في الصالون الفسيح...


استند بيديه على ركبتيه...و طمر وجهه داخل كفيه..."ما الذي أفعله أنا؟
كريس!
عد لرشدك!
أنت داومينغ كريس!
لا تنسى!
لا تسمح لنفسك بالتفكير بغير ذلك!
لا تسمح!
لا تفكر حتى!

داهمت مخيلته صورتها...الباكية...ياه مجدداً...توقف...

إنها كغيرها من الفتيات...الاختلافات بينهم ضئيلة لكنهن جميعاً يسعين إلى الأهداف عينها...أجل إنها كغيرها...لا شيء مميز يمكن أن يجعلها مختلفة عنهن...داهمت مخيلته الآن صورة تلك الفتاة التي أوقعته بحبها في الثانوية...
الكلام!
الدموع!
البراءة!
اللطف!
الرقة!
كل ، كل ذلك مجرد ترهات!
تمثيل...

عاد برأسه إلى الاريكة يستند عليها بتعب...لن أصعد الآن...على الأقل سأنتظر قليلاً...س...
اقتنصتها عيناه تنزل الدرج مسرعة...مهلاً!
لقد غيرت ثيابها!
ماذا؟
إنها تتحدث عبر الهاتف"أجل،لن أتأخر...سأخبر صاحب سيارة الأجرة عن العنوان بالتفصيل،و إن تهت سأكلمك مجدداً...كوني صبورة معي...فأنا حمقاء اتجاهات...هيهي...لا لا داعِ...دعيه يرتاح"

دعنا نعيشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن