122

74 7 15
                                    

وقفت تنظر إليه و هي ليس باستطاعتها فعل أي شيء ...
تذكرت عندما دفعته عدة مرات...
لا بد و أن هذا كان مؤلماً...
لقد ...
لقد ...
شاركت في ذلك ...
لقد دفعته و هي تعلم أكثر من الجميع أن جراحه ليست هينة ...
مدت يدها لتضعها على ذراعه "كريس "
نفض يدها عنه بغضب لترتد قليلاً..."أنت ... إلى متى ستتصرفين هكذا ؟؟"

مالت برأسها للجهة الأخرى ليلاحظ دموعها التي جفت و حزنها الواضح "لا أقول حمقاء عن عبث "
مالت بفمها  "من بدأ ؟؟"
نظرت إليه بنظرة شقية غاضبة "أتريد أن أعيد لك ما قلت لي ؟ ام تريد أن تقول المزيد ؟؟"
وضع يده على جبينه مرة أخرى ليزفر بحنق ...
كانت تنقل أنظارها بينه و بين زوايا المكتب ...لتقترب منه بدون سابق إنذار و تحاول أن تسنده عليها "تعال "
حاول إبعادها عنه لتمسك به بشدة"هذا يكفي ...اهدأ "
ساعدته في الجلوس على الأريكة لتجلس بجانبه و تعاين قميصه المضجر بالدماء...

لم تتحدث و لم يتحدث هو ...
اكتفى بالنظر إليها ...عندما تقدمت منه تحاول خلع بدلته عنه ...

كان يتحرك وفقاً لتحركاتها و يراقب نظراتها التي تتغير مع كل حركة بينما يتأوه بين الحين و الآخر ...
نظرت إلى الخزانة الجانبية لتستقيم و تجلب قميصاً آخر ...و بيدها صندوق الإسعافات الأولية ...

وضعت يدها على زر القميص الأعلى ،راقب كريس تحول نظراتها الملحوظ " إذاً حبيبة القلب كانت تحاول خلع هذا القميص الأحمق ؟؟"

فتح عيناه بدهشة ...
ماذا ؟؟؟!!
حبيبة ماذا !!!
نظرت إليه لتكمل ما كانت تفعله "أتقولين ان قميصي أحمق ؟؟"

تحدثت بدون أن تنظر إليه "أجل زفني ببعض الكلمات سيد كريس بسبب قميصك هيا ...هيا "

زفر بحنق لتكمل هي الأخرى"إن كنت أنت رجلاً بلا مشاعر ... فأنا أمتلك  لساناً لاذعاً "

هز رأسه بعدم تصديق "أجل اجل ...
أعلم ... زوجة من أنتي ؟؟"

فتحت قميصه لتكمل "عذراً  يا سيد انا لست متزوجة "

رفع حاجباه باستنكار "إذاً بصفتك ماذا أنت هنا في مكتبي ؟؟
إن لم تكوني زوجة !!"

خلعت قميصه عنه لترفع صندوق الإسعافات في وجهه بدون أن تنظر إليه "ما هذا ؟؟"

هز رأسه بتسلية "ستقتليني على هذه الحال...لقد دفعتني عدة مرات "
قست ملامحها قليلاً  "من قال لي كلمات سيئة لا أستطيع احتمالها ؟؟"
مال براسه "من يقفز إلى الاستنتاجات وحده !!"

توقفت عما كانت تفعله لتميل برأسها بعيداً عنه "من يدعم هذه الاستنتاجات كل مرة ؟"


اقترب منها ليهمس "متى وافقت على ذلك ؟؟"

ترددت قليلاً بسبب قربه الشديد لتعيده إلى جلسته و تكمل تضميد جراحه "كلامك في كل مشكلة "
أغمض عيناه بعدم تصديق "أرأيت ؟؟!"
رفعت أنظارها لتقابل عيناه "ماذا ؟"

ابتسم بألم و قطب حاجباه ليكمل بعدها "دائما تقفزين إلى الاستنتاجات وحدك ... لهذا أنت حمقاء ...
كلامي في كل مشكلة ليس تأكيداً على استنتاجاتك الغبية "

لفت الضماد حول جسده و في كل مرة تلفه من خلف ظهره تقترب منه لتقفز إلى أنفها رائحة عطره الطاغية و تقع خصلات شعرها على وجهه "استنتاجاتي غبية !!!"

التفتت لتقابل وجهه "مرة كانت تعانقك و بعدها كانت تحاول خلع قميصك الأحمق ...و الله أعلم ماذا ستفعل أيضا؟ً "

رفع حاجبه بتسلية "إذاً كل المشاكل التي افتعلتها هي بسبب تلك المرأة ؟؟"

استقامت لتنتقل للجهة اليمنى و تمسك يده "لما ضربت يدك بهذه الطريقة ؟؟"

قرّب رأسه منها "لم تجيببني بعد "

بسطت يده على قدمها لتقوم بتعقيمها "إذاً تتعمد عدم الإجابة "

عاد برأسه للوراء و وضع يده على جبينه "أااااااه  ...

توقفي عن هذه الاستنتاجات المزعجة "




أخفضت رأسها بخيبة أمل "هل يؤلمك؟"
أبعد يده لينظر إليها "ماذا؟؟"
استرسلت بقلقة حيلة "لقد دفعتك عدة مرات ..."

صمت قليلاً ليقول "اليوم ذكرى وفاة أمي"

دعنا نعيشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن