117

76 7 13
                                    


وصلت إلى الشركة لترى أن سيارته كانت مسبقاً هناك ...
و هل هناك ما يستدعي تعريض نفسه للخطر !!
إنه مجنون حتماً...

دخل مسرعاً إلى مكتبه ...
وقف في وسط المكتب ينظر إلى النافذة التي أعيد تركيبها ...
هي النافذة عينها التي تهشمت عندما اخترقتها رصاصة لتتوضع في جسده ...
شعر بالباب يفتح من خلف ليحرك رأسه فيرى لو شيان "اخرجي ..."
ابتسمت و أخذت تقترب منه بدلال ... تقدم من مكتبه ليكمل"اخرجي"
و لكن يداها استوقفتاه في منتصف الطريق "لقد قلقت عليك"
نظر إلسه يديها ببرود"ألم تسمعي ما قلته لك ؟"
ثم استدار نحوها استدارة كاملة ليدفع يديها عنه ...

دخلت مبنى الشركة لتسمع الجميع يتحدث عن كريس ...و كم هم مبهورون به ...
مصاب و أتى إلى الشركة ...
السيد كريس هو الافضل ...
يا له من رجل رائع ...
كان يبدو بخير ...
إنه لرجل رائع...
آه أتمنى لو كنت زوجته ...
إنها محظوظة ...
هسسس اصمتي سيسمعك أحدهم ...

أخذت نظرات الموظفين و الموظفات تطالعها عند دخولها بينما يتهامسون فيما بينهم ...
كل زاوية في هذا المكان تذكرها بذلك اليوم الذي تتمنى لو باستطاعتها حذفه من ذاكرتها ...لو باستطاعتها تلقي تلك الرصاصات بالنسابة عن كريس ...
لا تهتم به ...و لكن ذلك أفضل...فهو حقاً  مزعج عندما يكون مصاب ...و يثير القلق ...و آلام في قلبي ...
على الأقل عندها لم أكن لأقلق عليه ...
ربما ...

وضع يده على صدره بينما يحاول أن يكبت ألمه ...تنبهت لو شيان له و قفزت نحوه تمسكه "هل أنت بخير ؟؟؟كريس ..."
دفعها بعيداً عنه لكنها عادت لتلتصق به من جديد ...فتلك الدماء التي على صدره ليست مزحة... أخذتتحاول سحبه كي يجلس على الأريكة...

التقت ليال بتاو في طريقها إلى مكتب كريس و القلق بادٍ على وجهها "كريس؟؟؟"
بينما تلهث ...
أجابها مطمئناً إياها ..."لا تقلقي هو في الشركة ...إنه بخير ...اسبقيني سألحق بك"
هزت رأسه براحة ...
بخير !!
أجل إنه بخير ...
هذا جيد ...

ابتسمت في خضم سيرها نحو المكتب ... لمَ يبدو دائماً كالطفل الصغير؟؟
اخذت تركض مسرعة نحو المكتب ...فتحت المكتب بسرعة دون سابق إنذار لتفاجأ بهما ...
وقفت بدون حؤاك من هول الصدمة ...
كانت لو شيان تضع يديها على أزرار القميص الخاص بكريس ...هزت رأسها و كأنها تنفي ما يحدث أمامها ...

لا تدري ما الذي حدث لها ...
تشعر و كأنها لا تسمع...
استيقظت في الصباح و القلق يعتصرها و لم تجده بجانبها ...
لتراه هنا ...
و قال أن ...
أن ...
لا شيء بينهما ...
حاولت ابتلاع دموعها ...و لكنها مسبقاً  أخذت تتجمع...
دفع لو شيان بعيداً و عيناه لا تفارقان عينا ليال ...و الدموع التي أخذت بالتجمع و حركاتها التي أخذت تدب القلق في قلبه ..."ليال"

من تخدع بأنها لن تبكي ؟؟
إن كانت قادرة على خداع نفسها فلن تكون قادؤة على خداع الآخرين ...
لم هذا الشعور يلتهمها بشدة من الداخل ...
ينهش بها ...
الدماء تملأ صدره ...
رغم الألم أتى إلى هنا ليراها ...
لم هذا مؤلم إلى هذه الدرجة ...
ما الذي كنت تتوقعين منه كل مرة ...
حمقاء ... ..
أجل ........
حمقاااااء....
ابتسمت عندما سقطت اول دمعتين من عينيها ...
هذه إهانة لي كامرأة ...
رقت ملامح وجهه قليلاً عندما تابع التغير الملحوظ فيها ..."ليال"

ابتسمت أكثر ...كانت تحاول أن تمنع فمها من التقوس ...و كل محاولاتها هذه كانت تدفع الدموع لتخرج بشكل أسرع ...

استقامت لو شيان بعد أن وقعت على الاريكة لتقترب منها و تقف أمامها بابتسامة نصر "ألا تعلمين كيف يقوم المرء بقرع الباب "

لا يمكنني التحمل أكثر من هذا ...
كانت تضم قبضتها بغضب ...نظرة خيبة الأمل التي على وجهها تحولت إلى غضب و برودة في وجه لو شيان لترفع يدها و تصفعها بقوة لتسقط تلك الأخرى أيضاً  ...و تضع يدها على وجهها ...أو على رأسها ...فهذه الصفعة أتت على حين غفلة منها...رفعت رأسها تنظر إليه "عالج جراحك ... إن ما زلت تتذكر فهناك ممرضة في المنزل ... أو يمكنك معالجتها في أي مكان آخر ...
لم سأهتم؟
لا أهتم ...
هذا حقاً غير مهم..."

ثم استدرات بسرعة لتخرج من الباب و تصفعه بقوة خلفها ...رآت تاو أمامها لتعود دموعها لتنهمر مجدداً و تركض نحوه لتعانقه و تبكي بحرقة ...
دب القلق ...الخوف ...الرعب ...
ماذا حدث ؟؟؟
"ليال ...ماذا حدث ؟؟
هل أنت بخير؟؟؟
ليال؟؟؟؟
انت ؟؟
أنت ؟؟؟؟
هل أنت بخير ؟؟؟"
أخذت تحرك رأسها بين أحضانه بسرعة و تتحدث باختناق"لا ... لا ...لست ...لست بخير...تاو ....خذني من هنا الآن ...أرجوك ...تاو ...أرجوك ...تاو ...أرجوك "

دعنا نعيشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن