85

84 10 0
                                    

و لكن ...كيف ...كيف سأخرج من هنا...."أنا هناااا"

رفع رأسه عن الملف الذي بين يديه..."لم تأخرت؟"نظر إلى ساعة يده ليرى أنها قد تعدت السادسة...ربع ساعة و لم تعد بعد...خرج من مكتبه ليدخل مكتب ميزو...لا أحد!

توجه نحو المصعد...ليتوجه نحو الكافيتريا ...مغلقة!
ماذا؟
إنها تتعدى السادسة...حتماً سيغلقون...دار بين الممرات أين يعقل أن تكون؟
هل تجرأت و خالفت أوامري و ذهبت ؟
رفع هاتفه ليتصل بها....هاتفها مغلق...تسلل القلق إلى قلبه بسرعة....
هل من الممكن أنها أغلقته كي لا أصرخ بها؟
كيف فعلت هذا؟ليال!
أنت دائماً ما تتعدين الحدود....

كانت تضرب المصعد بقدميها و يديها "ليساعدني أحدكم...كريس....أناااا هنااااا....كريس"
ثم جلست في منتصف المصعد لتغطي وجهها بيديها...ماذا سأفعل هنا؟
كيف سأخرج؟
كريس...أرجوك انتبه....أنني اختفيت....

مر بجانب مكتب ميزو ...ليتوجه نحو مكتبه...لا أحد لا شيء...على الأقل عليها أن تخبرني باختفائها...لا أن تختفي هكذا...ألا تعلم أن الأمور خطيرة...أخذ سترته المعلقة على كرسيه خلف طاولة المكتب...و دلف خارج مكتبه...سأجعلك تندمين...الأمر ليس مجرد لعبة ليال...

قاد نحو المنزل بسرعة جنونية و شرر الغضب يتطاير من عينيه....دخل من باب المنزل ليصرخ"ليال..."استقبله والده..."لم تصرخ كريس؟ألم تكن معك؟"

كريس:لا...لقد خرجت من دون أن تعلمني...

الأب:هذا ليس من عادتها...انتظر قد تأتي في أي لحظة...
صعد نحو غرفته ...لا شيء يدل على وجودها...دخل الحمام ...كان يفكر تحت المياه المنهمرة عليه...كيف يمكنها أن تفعل ذلك؟
ألا تفكر أنني قد أقلق؟
لم خرجت هكذا بدون أن تعلمني؟
لم تستمر في تسببيب الأرق و القلق لي طوال الوقت؟
هل هي حقاً امرأة ناضجة أم طفلة؟

جلست في زواية المصعد...بهدوء...حتى أنها غير قادرة على البكاء...تشعر بالفراغ...تشعر بالخوف و البرودة...تشعر بالوحدة...
دائماً ما كانت تغلف الوحدة حياتها و لكنها الآن حقاً تشعر بالوحدة المادية....محتجزة داخل مصعد...أخذ جسدها بالتعرق ...حتى أنها بدأت تلتقط أنفاسها بصعوبة..."افتحوا لي الباب....أنا هنا....النجدة....تاوووو... كريس أنا هنا"

وضعت يدها على وجهها ..."لا لن أبكي...إن البكاء لن يجلب نتيجة...لن يحل المشكلة...لا تبكي....لا تبكي..."بكت و هي تردد هذه الكلمة...ثم أسندت رأسها إلى يديها المستندتان على قدميها..."لم يجعلني أحدهم أشعر بهذه الوحدة مسبقاً....لطالما كنت محاطة بالناس و أشعر بالوحدة...لكن الآن...أنا أشعر بالوحدة أكثر من السابق...أنا لست محاطة بأي شخص...لم يشعر أحد بغيابي...هل أنا وحيدة إلى هذه الدرجة؟...لم يشعر أحد بغيابي!
لا أحد!
لن يجدني أحد على هذه الحال"

ثم أخذت تبكي أكثر...."أريد العودة إلى المنزل....أريد أمي...أريد أمي....أمي أين أنتِ؟أمي...."أريد العودة....

دعنا نعيشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن