168

79 8 14
                                    

صعدت مسرعة نحو الغرفة لتفتح الباب و تمسك كريس من يده بينما صوتها يرتجف "كريس ...
كريس ....
دعنا نذهب ... "
و لكن كريس كان يبدو و كأنه في عالم آخر ...
لم يتحدث ...
لم ينطق و لا كلمة واحدة ...
حتى أنه لم يفتح عيناه ...
اقتربت منه أكثر لتضع يدها على جبينه ....
حرارته ارتفعت أكثر ....
إن جبينه يشتعل .....

ركضت مسرعة نحو الهاتف الذي كانت تضعه على الطاولة بجانب السرير ...
و أسرعت تبحث عن جهة اتصال تاو ...
مرة ...
مرتين ...
و ثلاثة ...
و تاو لا يرد ...
تاو ...
أرجوك ...
أجب تاو ...
أجب ...
أجب ...
أخذت تدور في الغرفة بخوف لياتيها صوت ....
عزيزي المتصل ...
الرقم الذي تتصل به لا يجيب حالياً ....
يرجى ترك رسالة ....
او معاودة الاتصال لاحقاً ....
تباً ....
اغلقت الهاتف لتركض نحو كريس ...
و تحاول هزه ..."كريس ....
أرجوك ....
استفق ....

كان تاو يجلس أمام شياو يو ،يراقبها بينما تستوحش الطعام "كلي على مهل ..."
أكملت تناول الطعام لتهمس " لا شأن لك "
ابتسم بهدوء ...ليستند على الأريكة و يفتح كلتا ذراعيه ...

أنزلت الهاتف عن أذنها لتغمض عيناها بأسى ...
دققت بهاتفها جيداً ...
ياو !!!
مكالمات فائتة من ياو !!!
اربع كلمات في رسالة ^احذر ....
و اخرج من البيت حالاً ...."
هذا مخيف ...
تركت الهاتف لتمسك كريس من يده و تحاول إيقاظه و لكنه لا يتجاوب معها و لا حتى قليلاً ...
"كريس ...
أرجوك ..."
بدأت تتخيل انها تسمع أصواتاً من كل مكان ...
صوت سيارة ....
أو ربما صوت رصاص ....
ركضت نحو باب الشرفة لتنظر ....
الجو هادئ بشكل مخيف ....

توجهت نحو كريس مجدداً ...
وقامت برفع جسده الثقيل لتجلس بينما تحاول تثبيته على ظهرها ...
إنه ثقيل جداً ...
توجهت به بينما تجره على كتفها نحو الخزانة ...
انحنت لتجعله يتكئ عليها بينما أفسحت مكاناً له في الداخل ...
وضعت غطاءً و وسادة و من ثم أخذت تجره نحو الداخل ...
كان يبدو خائر القوى ...
هادئاً بشكل مخيف ...
كريس ...
أمسكت يده بين يديها تشد عليها ...
لتهمس "لا تكن هكذا ،أرجوك ...
لا تكن هكذا ..."
رفعت يدها تتحسس وجهه ...
و تمسح عليه بهدوء ...
أخذت تنظر إلى هاتفها مجدداً...
تاو ...
لمَ لا ترد !!
تاو ...
و من ثم أخذت تنهمر دموعها بلا وعي ...
ميزو !!
ميزو ...
أجل ميزو ...
امسكت هاتفها ...
ميزو ...
ميزو ...
اين ...
ميزو ....
أخذت أصابعها تتوجه إلى أماكن أخرى ...
و جهات اتصال أخرى ...
صرخت بهاتفها "توقف ...
عن هذاااا ...
توقف ..."
ركضت تنظر من خلف باب الشرفة ...
لا أحد ...
لم يأتي أحد ...
ضغطت على جهة اتصال ميزو ...
أخذت تدور بخوف في الغرفة ...
ميزو ...
ارجوك أجب ...
و ما هي إلا ثوان و قد أتاها صوت ميزو "سيدي ..."
انفرج فمها عن ابتسامة متوترة لتتحدث بارتجاف"ميزو ... ميزو "
توقف قليلاً ليبعد الهاتف عن أذنه و ينظر إليه ليهمس بتوتر "أنسة ليال ... و لكن ..."
كانت تسترق النظر لترى عدة سيارات كانت قد تجمعت على زاوية الطريق من بعيد ...
أخذ صوتها المرتجف الباكي يخرج بتقطع "ميزو ...
م ي ز و .
ميزو ..
ك
ك
كريس ..
ميزو "
و لكنها أجهشت بالبكاء ليأتيها صوت ميزو القلق "أنسة ليال ..."

دعنا نعيشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن