الجزء السادس

361 10 1
                                    

اقترب منهم مراد دون أدنى تفكير منه كان ينظر لايديهم ثم رفع عيناه لينظر فى سماء عيناها لقد رأى هذا التوتر جلى مجدداً لما يراه دوما بأعيننا
ثم عاد لينظر لايديهم مجدداً
وبمجرد اقترابه وقوفه أمامهم ودون كلام وعينيه على أيديهم مد يده لتترك سما يد امجد وتمد يدها للسلام عليه
سلم عليها ثم نقل يدها ليده اليسرى وهز رأسه لامجد بتحيه متكلفه ثم اخذها معه دون كلام
شعر امجد للحظات ان هذا هو الوضع كما يجب أن يكون فرغم كل شئ يعلم أن قلوبهم خلقت للقاء وان ما حدث لربما أن اعترفت سما لمراد بالحقيقة كامله لتتحسن إلا اوضاع و يكون كل شئ على خير ما يرام
ابتسم ابتسامه حزينه ومن ثم تحرك ليذهب ويقف مع إحدى معارفه فى الحفل
اما هى فكانت مشاعرها مضطربه للغايه ما هذا الذى يحدث بداخلها الان لما كل هذا الاضطراب لما قلبها ينبض وبقوه لما قلبها يقول لها الان أنها حقا تحبه وأنها لاتريد شيئا سوا أن تبقى يدها فى يده كهذا إلى الأبد
هل كان امجد محق وهى تحبه لذا قلبها ينبض بهذا الشكل الجنونى هل حقا هى تقنع ذاتها أنها تريد أن تكمل انتقادها منه فقط لأنها تريد سببا لقربه .
ولكن الم يكن من الغريب أن تحب اخر شخصا فى هذا العالم من المفترض ضأن تحبه لقد أسمته ملك الجحيم فى واول وهله
فكيف يكون ملك قلبها الان وكيف سيكون ملك لقلبا كان ملئ بنيران الانتقام ام لانه ملك الجحيم سيستطيع أن يطفئ نيران الانتقام ويبدلها بنيران الحب
انقطع حبل افكارها بصوته وهو يقف أمامها
مراد.شكلك حلو اوى ياسما
نظرت له بعيون متسعه هل يغازلها
ابتسم لخجلها وصدمتها من كلماته وقال
مراد .على فكره مش بعاكسك انا بتكلم بجد وتعالى اعرفك على العميل اللى عاملين الحفله دى علشانه
تحرك معها ممسكا بيدها إلى أن وصل لهذا العميل الأجنبى الذى بمجرد رؤيته لهم نظر لسما وعينيه لم تبتعد عنها حتى عندما بدء مراد بالكلام معه ليعرفه على سما.
ابتسمت سما وحررت يدها من يد مراد لتسلم على هذا العميل الأجنبى الذى مد يده بالسلام لها
ثم تكلم بالعربيه الفصحى
جون.مرحبا سما من المؤكد انى ساتعاون معكم ومن المؤكد أيضا انى ساتعرف عليكى أكثر
لقد شعرت أن هذا العميل على مايبدو أنه يغازلها لم تعرف فى بادئ الأمر ما يجب عليها أن تفعل ولكن من الواضح انها لن تفعل شيئا فمراد موجود الان
نظر له مراد وفهم ما يرمى له جون ليقول له بتلقائية وانفعال لربما لانه تأكد الان أنه يغار حد الجنون الان وبكلمات يبدو أنها مدروسه ولكن فى حقيقة الأمر هى ناتجه عن انفعاله لفهم ما يرمى إليه العميل جون
مراد.تتعرف عليها ازاى
جون.التعارف ليس فقط ان اعرف اسمها سيد مراد
ليتكلم مراد بصوت جاد يشوبه بعض الغضب
مراد. طيب احب اعرفك انا بيها اكتر سما الحسين إن شاء الله عن قريب هتكون حرم مراد نصار.
رجعت خطوه للخلف وبلعت غصه فى حلقها اى حماقه يقولها هذا لقد قالها امجد أنه يحبها والان يفرض وسيطرته وملكيته لها بطريقه استفزتها أو بمعنى أدق فاجئتهت
كادت أن تتأكد أن نبضها سيقف من التوتر التى هى فيه الآن ،نظرت للعميل الذى تلون وجهه بلون لا تستطيع تميزه وغادرت بهدوء ثم بدءت تسرع فى خطواتها وكأنها تهرب مجدداً هل كتب عليها دوما الهروب ومن هذا الشخص بالتحديد لما لما كان حظها عسر لما لا يوجد أى وظيفه فى العالم سوى تلك التى الوظيفه التى تجعلها أمام عين ملك الجحيم التفتت تنظر له فى حقيقة الأمر لا يبدو كملك للجحيم أنه يبدو الان كملك لقلبها
لعنتا عليك ايها القلب الاحمق كيف لك أن تحب تجعله ملكا لك
قررت ان تبحث بعيناها عن امجد ارادته أن يأخذها من هنا ويغادرون باقصى سرعه لما لا تراه ،اخيرا لمحت عيناها عين امجد التى تراقبها من بعيد فهم من نظراتها أنها تستنجد به فتحرك لها وهى الأخرى تحركت له بخطوات حاولت أن تجعلها ثابته بهذا الحذاء الذى يجعلها غير متزنه وقبل أن تصل له وجدت مراد يقف أمامها وكأنه يقطع الطريق بينهم وكان يبدو عليه التوتر الشديد
مراد. انا اضطريت اقول كدا حسيت أنه بيحاول يتقرب منك ....خفت ...خفت يضايقك .
كان التوتر جلى على ملامح وجهه هل حقا هذا هو نفس الشخص الذى كان يريد حرقها حيه
هل هذا التوتر الجلى الان على وجهه لانه يحبها ،هل يغار حقا.....
لم تتكلم ولكنها نظرت لامجد الذى يقف على بعد مسافه صغيره منهم ليلتفت مراد وينظر لما ترمى لها عيناها ليجد امجد ، تنهد وكأنه يحاول استجماع قوته ثم امسكها من يدها مجددا وتحرك بها خارج هذا الاحتفال لقد شعرت أنها مسيره لاقىض الحدود وان أخذها الان خارج نطاق الكون ستمون معه دون أدنى تفكير وقف بها فى تلك الحديقه وتكلم متسائلا
دون تفكير
مراد.انتى بتحبى امجد ياسما
نظرت له غير مصدقه ما يسألها الان أنها تحب امجد ولكن كاخ ليس الا
سما. انا ....انا وأمجد أصدقاء وزملاء وانا بعزه جدا ...بس ....انت اصلا بتسال ليه
مراد. سما أنا ....مش عارف حاسس انى مش عايز حد يقرب منك
نظرت له غير مستوعبه ما يقول ولكنها أبدت اعتراض من داخلها لا تريد أن تبديه
سما. ليه حضرتك ...امجد ..
تكلم مراد مقاطعا لها بغضب يحاول كتمانه
مراد. لا امجد ولا غيره انا مش عايز كدا
هز رأسه وتكلم بهدوء
مراد.بصى..... تعالى ننسى الكلام دا دلوقتى لانى ببساطه مش عايز اقول اى حاجه اخليكى تختفى وتبعدى عنى اقولك تعالى نتمشي سوا ممكن
أرادت من أعماقها أن تقول لها انها حقا تخاف قربه للغايه فهو من اراد يوما أن يحرقها حيه
نظرت لعيناه أنها ترى عاشق لما الان لما لم تقابله قبل فوات الأوان لما لم تقابله قبل أن تذهب له فى منزله لربما وقتها عشقته ولاول مره تشعر بخوف فى عيناه وعلى ما تعتقد أنها رأت تلك النظره فى عيناها سابقا لا تعلم متى ولاول مره تشعر أن عيناه مألوفة لها تلك النظره أنها تعرفه قبلا قبل أن تقابله ومن قبل أن تذهب له منزله
هناك صله بينهم قبل كل شئ
تحركت بجانبه بهدوء إلى أن وصلوا لممر به زهور فوق بحيره اصطناعيه
كانت منبهره من جمال المشهد
مراد .ممكن تردى عليا
سما.ارد على ايه
مراد.انتى بتحبى امجد
سما.انا قلت لا احنا زملا واصدقاء
مراد .طيب فى حد فى حياتك
سما.لا بس هو حضرتك ..
قاطعها
مراد .ردى عليا وانا هفهمك كل حاجه
مراد .حبيبتى قبل كدا
هزت راسها بالنفي ودون تفكير أو لربما بتلقائية
سما.وانت
مراد. جلس ببساطه لا تليق به على تلك الارض ،لتنظر له وتشعر أنه رغم كل شئ إلا أنه يبدو أن بداخله طفل
كان ينظر لها واشار لها أن تجلس بجانبه ،جلست بفستانها هى الأخرى ،فى حقيقة الأمر من يراهم يعتقد أنهم عشاق منفصلين عن ما حولهم أو عن وضعهم وغير منتبهين لتلك الملابس الذين يرتدونها
تكلم
مراد.زمان مكنتش عايش هنا ،كنت عايش فى قريه أبويا عمدتها ،المره الوحيده اللى قلبى دق فيها قبل ما اسيب القريه بكم يوم وأجى القاهره مع امى
كان تقريبا عمرى اربعتاشر سنه كنت واقف عند مجرى النيل فى غرب القريه ولقيت بنت تقريبا بتغرق نزلت بجلابيتى وانقذتها ولما طلعت بيها كانت فاقده الوعى دوست على بطنها وصدرها مكنتش عارف اسعفها ازاى يعنى ممكن تقولى حاولت اعمل اللى عليا وفعلا ابتدت تكح وفتحت عنيها ومن ساعتها وانا عمرى ما نسيت شكل ولا لون عينيها معرفش اللى حصل فيا لما شفت شكل عينيها ،كنت فاكر نفسي مراهق وشويه وهنسي احساسى لما شفت عينيها أو شفتها هى نفسها أو لما سمعت صوتها لكن للاسف فضلت متعلقه فى دماغى بشكل عنيها اللى لون الزرع اللى شبه عنيكى اوى لحد لما شفتك انتى شبها اوى ، حسيت انى لقيتك أو لقيتها مش عارف بس انا حاسس انى بحبك وبحبك من زمان
نظر لها ليجد عيناها دامعه لم يفسر تلك النظره التى فى عيناها
أما هى فتذكرت كل ما يقوله وكأنه أمس أنها هى من أنقذها قديما أرادت أن تقول له أنها هى من أنقذها قديما ولكنه من المؤكد أنه سيتعرف عليها وقتها ويعرف أنها هى من أحرقت محصوله ولربما يحرقها كما هدد سابقا ولكنها تشعر لا لا تتأكد الان أنه لن يأذيها أن عرف الحقيقه الان ،ولكن لم تكن تلك هى المشكله الوحيده فالمشكلة الحقيقيه أنها متاكده أنها تحبه هى الأخرى نظرت له بعيون دامعه ما هذا الحظ العسر لما تشعر أنها فى حلقه مغلقه بينهم منذ القديم من الزمن
قامت من مكانها وخلعت حذائها ثم أمسكت بحذائها وفرت من أمامه ،عادت للحفله تبحث بعيناها عن امجد والذى بدوره رآها فجاء خلفها لتخرج لسيارته وتركب معاه وتغادر
أرادت أن تهرب منه ومن حظها العسر ومن تلك الدائره المغلقه التى تجمعهم سويا منذ زمن وخاصتا أنه من المحال أن يكونوا سويا يوماً
أما عند مراد فوضع رأسه بين يديه لما جرت من أمامه ،كان بإمكانه أن يلحق بها ولكنه لم يفعل حبذ يتركها أن تفكر فى حبه لها.
تكلم امجد.بتبكى ليه ياسما
سما.انا بحبه ياامجد
انقبض قلبه و بقوه فعلى الرغم من أنه يعلم أنها تحبه إلا أنه هو الآخر يحبها بالاضافه الى انه يعلم حقيقة أمرها
امجد.ادخلى قولى له الحقيقه كامله ياسما
سما.مش هقدر
امجد.يبقى تبعدى عنه بلاش تبتدى علاقه بخداع أو كذب وخصوصا انى مضمنش رد فعله لو عرف فى يوم الحقيقه بس مش منك
نظرت له بعيون دامعه وقالت
سما.انا قررت انا هختفى من حياته
نظر لها وهو يعلم أن قراراها غير مدروس وقاد سيارته بهدوء....
أما عند فريده فكانت قلقه بشأن ماحدث فى غرب القريه ،انتبهت لتلك الاصوات التى تأتى من بهو منزلها لتخرج من حجرتها وتجد عم سعد الذى يعمل منذ القدم فى أرض ابيها فى بهو المنزل يرحب بأحدهم لتنتبه لهذا الذى يقف ويوليها ظهره أنه هو ....سراج الم يمت التفت لينظر أعلى السلم لها عندما وجد سعد يشاور فى اتجاهها
سعد.اهيه ست فريده اهيه ، تعالى سلمى على ابن عمك يابنيتى
لف لها سراج وهو ينظر لها نظره لم تفهمها نظرت لراسه والتى بها ضماده كانت نظرته مخيفه وبها الكثير مما لا تستطيع تفسيره نزلت من الدرج بهدوء إلى أن سمعت قول عم سعد
سعد.هسيبكم انى تؤمرينى بحاجه يابنيتى
فريده.لا متشكره جوى ياعم سعد
وقف سراج ينظر لها فى حقيقة الأمر لا تعلم لما أرجلها تمنع أن تكمل نزول على هذا الدرج وخصوصا أنه يقف ينظر لها تلك النظره المخيفه ويضع يديه أمام صدره العريض.
سراج.واجفه اجده ليه يابنت عمى
لم ترد عليه ليقترب هو بهدوء وهى بتلقائية تصعد الدرج بالخلف وهى تنظر له
سراج.اجفى عندك خايفه ليه
فريده. وانا هخاف من ايه ياابن عمى
سراج.تخافى مثلا لانك بطحتينى بحاجه فوج نفوخى وانا اللى كنت بداويلك الجرح الوعر اللى فى نفوخك.
ابتسمت بتلقائية على طريقته
فريده .ماانى مكنتش اعرف انك انت اللى ...
كنت فكراك واحد تانى
سراج.واحد مين ده
بلعت غصه
فريده .مفيش حجك على مكنتش اجصد
ضحك سراج
سراج.لا يابت عمى مش بسهوله ديه.....
تتبع

نيران سماWhere stories live. Discover now