الجزء السادس عشر

344 9 1
                                    

حاولت فريده منعه ولكنه انتهرها بشده مما جعلها تنصاع له وتغلق حجرتها وتتركهم لحالهم
ياالله هى لا تريد أن ترى سما كوالدتها فى يوم وعلى الرغم من حبها لمراد إلا أنها تراه قاسي للغايه كيف يستطيع أن يكون بمثل القسوه وهو تربى على يد امها احن قلب فى العالم
تذكرت أمها هل كانت ستوافق بما يفعله مراد الان
لربما
سحبها خلفه ليدخل بها حجرته اخيرا
كانت تشعر انها ستموت الان
فمن المؤكد لن تحتمل أن تصفع كما فعل بها
هل أخطأت عندما قالت ما قالته لربما ولكنه أيضا أخطأ فى معاملتها بمثل تلك القسوه
كانت تشعر ان المسافه بين الحجرتين لا تنتهى على الرغم من كون الحجرتين بجانب بعضهم لا يفصلهم إلا بضعة أمتار
انتبهت لكونه قد يكمل ما بدأه فى قبة قصره وقد هددها به منذ قليل
لتحاول أن تقف مجددا وتسحب يدها من بين أصابعه الفولاذيه ولكن دون جدوى
تمنت من الله أن ينقذها فهى لن تحتمل المزيد

فتح باب حجرته ودفعها للداخل بغضب والتف ليغلق باب حجرته بالمفتاح
لقدكانت تشعر بالهلع هل سيعنفها مجددا ،تعلم جيدا أنها استفزته ولكن رد فعله كان مبالغ به،
كانت تمسك يدها مكان أصابعه وتحاول أن تنظر إلى ما فعلت يداه
وبكت بشده عندما انتبهت لكون بابه أغلق بمفتاح وضعه فى جيب بنطاله
لا تستطيع أن تمنع تلك الدموع من النزول الان وخاصتا أنها لا تعلم ماذا سيفعل بها ردا على تطاولها لفظيا وما قالته له
كما أن الالم ازداد فى رأسها لربما لتلك الصفعات المهلكه التى هوت على وجنتيها أو لربما اطمئن اذنها أو لخوفها الذى لم تشعر به يوما
التف لها وعيناه غاضبه
وعلى الرغم من غضبه الناتج عن كونه يغار عليها والذى يشعل بداخله النيران
إلا أنه رأى عيناها الباكيه وامساكها ليدها ونظرنا لمكان أصابعه جعل قلبه يعتصر الما
نظر لوجهها الذى تلونت وجنتاه ببقع زرقاء اثر صفعاته
شفتاها التى بها جرح طولى
ماذا صنعت يداه فى تلك الرائعه ولكنها متامره حمقاء تلاعبت به وكانت تنوى المزيد من التلاعب به
وتلك النيران التى تشتعل فى قلبه تجعله يريد أن يقتلها والان ولكن تلك الدموع من هاتان العينين الذى عشقهم تجعله يتالم رغم كل شئ
وقف عند الباب قليلا وهو ينظر لها كيف تبدو الان كالضحيه هل لانه قسي قليلا عليها ولكن تلك القسوه لا تقارن بقسوة قلبها فكيف تبدو الان هاشه وجميله
حقا لا يستطيع التمييز الآن فأمامه امراءه ضعيفه متالمه فقط من ما فعله من قليل تختلف كل الاختلاف عن تلك التى أحرقت له كل شئ.
تلك التى لم تكتفى بحرق محاصيله لتاتى له القاهره لتتلاعب بمشاعره ،يريد من أعماقه أن يعرف لأى مدى كانت تخطط لانتقامها منه لما أتت له فى شركته
تلك النيران التى اشعلتها فى قلبه ولم تنطفئ حتى الآن .
هذا الجرح الذى يشعر به فى اعماق روحه لا تداويه دموعها وانما تزيد من عمقه
اى احمق هذا الذى يحبها رغم كل شئ
تحرك لها اخيرا وبالطبع كانت ترجع للخلف مع كل خطوه منه
كانت تشعر أن ملك الجحيم يقترب منها
هل سيشعلها الان بنيرانه
فعيناه غير مقروءه مخيفه للغايه
هل هذان هم العينان التى كانت تشعر أنها تحب صاحبهم
ظلت ترجع للخلف إلى أن التصقت فى الحائط ليمسكها من كتفها اخيرا ويسحبها له ثم يقترب برأسه من رأسها وقال وهو ينظر بعينها بعينين باردتين وتكلم بصوت لم تستطيع أن تميز حالة صاحبه ولكنه خافت وهادئ بعض الشئ يتنافى مع موقفه منذ لحظات
مراد.كنتى بتقولى انى حيوان ومفترى ...مش كدا
كان صوت أنفاسها عاليه لا تعلم ماذا سيفعل ولكنها قلقه بشأن هذا الهدوء لانه لربما يليه تلك العاصفه التى لم تحتملها مجددا،تكلمت من وسط بكائها الذى لم يتوقف منذ أن لف ذراعها خلف ظهرها
سما.انا اسفه ...انت ...انت ضربتنى و
ليقاطعها بغضب ولكن بدون أن يرتفع صوته
مراد.انا ضربتك وانتى اسأتى ليا يوم ما جيتى بيتى وقلتى عليا حرامى وانتى اذيتى اهل القريه كلهم اللى بيستنوا فلوس المحصول السنوى واذيتنينى لانى اضطريت اعوضهم وانتى جيتى لغاية القاهره علشان تلعبى لعبه انا مش فاهمها لدلوقتى .
تنهد ليكمل
مراد.كنت هسامحك على كل دا لو سمعت منك اى تفسير أو حتى تبرير حتى لو بالكدب
ثم هز رأسه مستنكراً
مراد. لكن انتى خدرتينى وسيبتينى فى كوخ على مجرى النيل اللى انقذتك زمان من الموت عليه.... مش انتى بردوا اللى انا انقذتها زمان هو نفس لون وشكل عينيها ....
عارفه ياسما على قد ماحبيتك على قد ما كرهت نفسي وبلعن نفسي بسبب حبى ليكى
أرادت أن تدافع عن نفسها أو أن تتكلم ولكن ذلك الدوار الذى فى رأسها والذى سحبها بعيدا عن العالم وعنه لم يعطى لها تلك الفرصه.
وقعت أمامه ولكنه كان ممسك بكتفها فمنع وصولها للأرض،تحركت عيناه معها وهى تقع أمامه لقد كان مصاحب لوقوعها أرضا وقوع قلبه معها.
ايها القلب الخائن هل ستظل اسير لتلك المتلاعبه الغادره،ودون أدنى تفكير حملها ووضعها على سريره
كان ينظر بهلع لشفتاها التى أصبحت باهته واصفرار وجهها و لتلك العيون المنتفخه من كثره البكاء .
احضر عطر نفاذ ورش على يده ومرر أصابعه بجانب أنفها لتحرك راسها بنفور
خبط وجنتيها برفق لتستفيق وبالفعل فتحت أعينها
مراد.حاسه بأيه
كانت تشعر بأن قلبها يتألم لظنه بها انها عادت لشركته لتتلاعب به ،ارادت أن تدافع عن نفسها ولكن لا قوى لديها فذاك الدوار الذى فى رأسها يزداد مجددا
أغمضت عيناها ثم حاولت جاهده أن تخرج نفسها من تلك الدوامه التى هى بها الآن
فتحت أعينها اخيرا لترى عيناه قلقه عليها
تكلم محاولا أن يظهر ثباتاً يتنافى مع ما بداخله
مراد. سما حاسه بأيه
سما.دوخه
استقام ثم اقترب منها وحملها
لم يكن لديها اى طاقه لمقاومته فبالعكس وضعت راسها على صدره
دخل بها حجرة فريده ووجه كلامه لفريده بعد أن وضعها على سرير فريده، والتى بمجرد رؤيتها لمراد يحمل فريده تحركت بهلع له
فريده.مالها ايه اللى حوصل ليها
نظر لها دون كلام إلى أن وضع سما على سرير فريده
ثم تكلم بهدوء
مراد. روحى هاتى ليها اكل و اى عصير
تحركت سريعا منفذه لكلامه
وقف ينتظر فريده ان تأتى بالطعام كان يسند على الحائط ينظر لتلك الهاشه ذات العيون المغلقه يريد من أعماقه أن يذهب لها ويحتضنها ويلقى بكل ما حدث عرض الحائط ولكنه يعلم جيدا أنها لم تحبه يوما بل تريد دائما الانتقام ....
كانت تحاول بكل قوتها أن تخرج من تلك الدوامه التى برأسها فقط لتدافع عن نفسها ولكن دون اى جدوى.

نيران سماWhere stories live. Discover now