الجزء التاسع

337 7 1
                                    

غادرت سريعا من أمامه وقفت امام المطعم للحظات ثم نظرت خلفها ومن ثم تحركت سريعا بحثا عن اى سياره أجرة تاخذها لمنزلها وبالفعل اشارت لإحدى السياره ولا تعلم كم الوقت مر قبل أن تصل أسفل المنزل ومن ثم تفتح باب زظ منزلها ودون اى تفكير جمعت كل ملابسها فلن تكرر ما فعلته قبلا وتترك ملابسها فى مكان هروبها
نزلت سريعا بحقيبتها ولكنها خرجت من الباب الخلفي للمنزل فلحسن الحظ المنزل له باب خلفى غادرت كالسارقه واتجهت لاقرب محطة قطار
كانت تعلم أنه انسب وقت الان لتذهب لقيتها وتبحث عن عم سعد وتأخذ ما لها عنده من والدها
جلست على هذا المقعد فى القطار وبمجرد جلوسها نزلت دموعها بلا هوادة ثم انتبهت لحالها لقد كانت هاربه منذ أكثر من شهر للقاهره وهى تبكى فراقها لوالدها وقريتها والان هاربه مجددا لقريتها ولكنها باكيه قلبها
لما هذا الحظ العسر لما عملت لدى اخر شخص فى العالم كانت يجب أن تعمل لديه ولما أحبته ولما ايضا احبها
اى حظ هذا ....
اخذت نفسا عميقا ومسحت دموعها بيدها كالاطفال ثم حاولت ان تهدء من روعها لما كل هذا البكاء وكل هذا الضعف لما
يحب أن تبقى اقوى فلتذهب للقريه وتأخذ ما لدى عم سعد ومن ثم تعود للقاهره أو اى محافظه اخرى وتعمل حتى ميعاد دراستها وان لزم الأمر تغير جامعتها يجب أن تختفى من حياة مراد وهو ايضا يختفى من حياتها
أغمضت عيناها محاوله أن تنام ولكن دون جدوى فنظرته لها وهى تطلق نيران كلماتها الجارحه فى وجهها جعلتها تبكى مجددا لعنت غبائها هى من وضعت ذاتها فى كل ما هى به الآن
فهى من ذهبت له منزله رغم تحذير والدها له أن لا تفعل
وهى ايضا من أحرقت محصوله للانتقام حقا ياليتها ايضا لم تفعل
اما هو فظل مكانه فتره من الوقت لا يعلم مدتها تحديدا ولكنه كان يشعر أنه مجروح منها دون سبب
لا فى حقيقة الأمر من المؤكد
دخلت لقريتها دخلت دون وشاح فمن المؤكد أنهم تناسوا أمرها وخصوصا أن مراد فى القاهره
وبالفعل وصلت لمنزلها القديم لم يكن هناك حرس حول الأرض ولا مزارعين ولكن الارض الزراعيه كانت رائعه وكأن أحد يهتم بها لا يوجد زرعه ذابله التفتت لتلك الأشجار التى تحيط بها أنها تلك الأشجار التى زرعها والدها يوما تتذكر تلك الشجره شجرة الليمون ووالدها يجلس وهو فى ريعان شبابه يحفر فى الأرض ويضع تلك الشتله تتذكر كلماته لها وقتها عندما قال لها ستكبر تلك الشجره وان كنت غائبا ستكون هى ظلك ....
لقد غبت يا ابى وظلت تلك الشجره بعد أن كبرت تظلل على الأرض ألقت بنفسها أسفلها لقد كان الغروب بمشهده الرائع بدء لمست جزع الشجره العملاقه وتنهدت بأسي
قررت اخيرا أن تدخل للمنزل فدخلت لمنزلها القديم نظرت حولها تتذكر اخر مره اتت وهى ترتمى فى أحضان ابيها هذا الكهل ذو الوجه البشوش الذى كان مصدرا لامانها
نزلت دموعها لتذكرها أنه لم يعد هنا وأنه لن يعود ....لن يعود هذا الحضن والذى رغم كونه يخص رجلا كهل الا أنه كان امن مكان لراحة راسها فى عالمها
نظرت حولها أنها وعلى الرغم من كونها تعشق هذا المنزل إلا أنها لن تستطيع المكوث به كثيرا
انتبهت لكونهم من المؤكد سيتعرفون عليها بعد قليل أو ينتبهوا لوجودها هنا ولكنها لن تطيل المكوث فمن المؤكد أنها ستعود سريعا بعد أن تأخذ ما لها من عم سعد.
اما عند امجد فعاد ليجد باب منزلها المقابل لمنزله مفتوح ليفهم أنها غادرت أو بمعنى أصح هربت بنفسها
لم يحاول الاتصال بها أراد فقط أن يستجمع الباقى من مشاعره المبعثره
تلك المشاعر المعلقه بشيئا لم يكن له منذ البدايه
دخل منزله وهو يشعر بالاختناق يشتد عليه حتى أنه فتح اول ازرار قميصه وألقى بنفسه على الاريكه لم يهتم لغلق باب منزله فهو يشعر بالهزلان الناتج عن الضغط النفسي
فيكفى موقفه مع مراد لقد كان موقف محرج له للغايه
آخذ نفسا عميق لقد كان نبيلا معها ولكنها لم تكترث لأمره لقد غادرت المنزل دون اى اهتمام باخباره
ولكنه لا يعلم لما غادرت هل ظنت أنه قصد أن يوقع بها ليجعل مراد يتحدث لها هاتفياً
هكذا كان يظن وخاصتا أنه لا يعلم أن مراد أخذ عنوان منزلهم وأتى لها وقابلها لقد كان ما ظنه أن مراد تحدث لها فى الهاتف فقط
نظر لباب منزله المفتوح ومن ثم اغمض عينيه تخيل سما تطرق باب منزله لترسم ابتسامه رائعه على شفتيه
فتح اعينه ليلعن تورطه لى تلك المشاعر التى ليس لها أية جدوى سوى تحطيم نفسيته
قرر أن يخرج من منزله ليستنشق القليل من الهواء وبعد أن نزل درجات السلم وهو يلعن حظه ووقوعه فى حب من ليست له منذ البدايه
وأثناء خروجه من المنزل اصطدم بأحدهم أنها جميله التى تحمل كتبها عائده من كليتها لتتبعثر تلك الكتب أرضا
لم ينتبه لتلك الجميله قبلا انحنى ليلملم لها ما وقع منه وتكلم بتوتر
امجد.انا اسف مكنتش مركز
ابتسمت جميله ابتسامه تخص فقط جميلات مثلها
جميله .حصل خير يااستاذ امجد
نظر لها لاستفسار هل تعرفه
امجد.حضرتك تعرفينى
توترت جميله أمام سؤاله وأخرجت كلماتها بتلعثم واضح
جميله.يعنى حضرتك ...اه أنا ...اصلى انا ساكنه هنا
كان توترها البادى له يجعله يحتار فى أمرها كما أن وردية وجنتيها جعلته يتناسب ما به للحظات
امجد.فرصه سعيده....انا اول مره اخد بالى من حضرتك
نعم لقد كان معه حق فهو لم ينتبه لها من قبل تلك الجميله صاحبة الغمزات والوجنتين الورديتين
جميله.انا بنت مدام نجلاء اللى ساكنه فى الثالث
نظر له بعدم تصديق
امجد.معقوله انتى جميله
ابتسمت جميله
جميله .ايوه انا
امجد.اتغيرتى اوى أنا فاكر اخر مره شفتك كنتى فى إعدادى تقريباً انتى مش باينه خالص .
ابتسم ابتسامه ساخره على شفتيها سرعان ما حاولت إخفائها ثم
أرادت أن تقول له أنها موجوده دائما ولكنه هو من لم يراها ابدا ولكنها فسرت بهدوء
جميله.لا انا موجوده عادى بس مش بنزل كتير علشان المذاكره
امجد.تمام عمتا فرصه سعيده وربنا يوفقك
جميله.شكرا بعد اذنك
امجد.اتفضلى
وجد نفسه يعود ويصعد خلفها لتقف بتلقائية وتقول له
جميله.حضرتك كنت هتخرج انت راجع ليه
ضحك امجد على تلقائيتها وعلى موقفه المحرج أيضا فكلامه معها انساه أنه كان سيخرج ليتسنشق القليل من الهواء.
ليرد بتلقائية هو الآخر
امجد.بصراحه كلامى معاكى نسانى انا كنت رايح فين
ابتسمت بخجل وأشارت فى اتجاه الباب لينظر لمكان اشارتها ويبتسم ويلوح لها ويغادر فى اتجاهه الصحيح
عاد مراد لمنزل خاله حزين لما يشعر أن وراء رفضها وهروبها منه سر...لا فى حقيقة الأمر هو متاكد الان تماما أن هناك سرا ومتاكدا أيضا أنه ايا كان هذا السر فهو يحبها ويريدها.
عودة لسما...
قررت سما عدم الخروج من منزلها الا فى اليوم التالى وقت غروب الشمس لتذهب لعم سعد ثم تعود للقاهره ولكنها لن تعود لمنزل امجد
تذكرت الان امجد يجب أن تهاتفه فلقد غادرت هاربه دون أن تتكلم معه أو تخبره بمغادرتها
بالفعل هاتفته تليفونيا ليرد عليها طمئنته عليها واعتذرت على مغادرتها بهذا الشكل وقصت له كل ماحدث معها منذ نزولها من المنزل إلى هروبها للقريه وقالت له أنها ستهاتفه بمجرد عودتها للقاهره.
بقدر شوق امجد لرؤيتها بقدر تمنيه أن لا تعود ليراها يكفى عذاب لقلبه اغمض عينيه ليستنشق هذا الهواء النقى فمنذ أن ترك منزله بعد مقابلة جميله وهو يجلس فى إحدى الحدائق الخاويه تقريباً فى هذا المجتمع الراقى الذى يسكن به
ولكن يكفى الآن أنه تأكد أنها لا تظن به السوء وأنه لم يوشي بها لدى مراد اغمض عينيه وكأنه يريد أن يهرب من كل تلك الأفكار التى أجهدته كثيراً
وبمجرد أن اغمض عينيه وجد صورة تلك الجميله التى تدعى جميله أمام أعينه.
لا يعلم كيف وجدت الابتسامه طريقا لشفاه رغم جرح قلبه الغائر ولكن لربما تلك الجميله تداوى هذا الجرح!
هكذا كان يفكر إلى أن انتبه لنفسه هل سيداوى جرح قلبه بها أن استطاع ولكنه قد يتسبب فى جرح قلبها لانه يحب أخرى ولكنه من المؤكد لن يفعل
انتهى نفسه كثيراً ما هذا الهراء كيف يسمح لنفسه أن يأخذ قلب أحدهم طوق نجاه له من الغرق فى عشق اخرى اى حماقة ينوى أن يفعل ،اخذ نفس عميق ونظر حوله نظر لتلك الحديقه الخاويه لقد كانت دائما حياته بهذا الشكل حتى أهله لم يهتموا لأمره كثيرا ظنا منهم أن ارسال الأموال الكثيره له تكفى ليذهبا كلاهما للعمل خارج البلاد ويتركانه مع جده وجدته الذان توفيا منذ أكثر من أربعة أعوام ليعملون فى خارج البلاد ويرسلون له المال لا ينكر أنه لم يحتاج لشيئا يوما فلقد كان دائما لديه ما ما يحتاجه وأكثر كما أن حده وجدته كانوا يرفقون به ودودان حنونان للغايه ولكنه كان هناك دائما ما ينقصه وهو أن يكون له والد ووالده كالجميع أو على الأقل اخوه واخوات لقد كانت ومازالت حياته خاويه مليئه بالوحده
لقد تذكر الان أول لقاء له مع سما فى إحدى مدرجات الجامعه بعد الانتهاء من المحاضره لقد كانت اول سنه دراسيه لها ولقد كانت تشعر بالخوف والوحده لكونها مغتربه لقد تحدثوا كثيرا ولا يعلم هل لانه شعر أنها وحيده مثله لوالدتها متوفاه وهى مغتربه وا لهذا السبب انجذب إليها فى حقيقة الأمر لا يعلم ولكن كل ما يعلمه جيدا أنها رائعه ولكنها ليست له منذ البدايه
لا يعلم لما كانت ظنونه أنها لربما تشاركه وحدته ولكنها كانت حقا تفعل لا يستطيع أن ينسى عندما استيقظ فى الشرفه ليجدها تلقى عليه ثمار الليمون تمنى للحظات أن تظل وإن كان بينهم حوائط فيكفى أن هناك من يهتم لأمره
ابتسم بسخريه وتسأل هل حقا هى كانت تهتم لأمره ام ما كان يحدث فقط لأن لا احد يهتم بها سواه
اخذ نفس عميق واغمض عيناه مجددا وكأنه يحاول أن يهدي من روعه
أيا كان تفسير كل ما حدث بينهم كل ما يهم الان أنه يجب أن يخرج تلك الرائعه من عقله لأنها ليست له منذ البدايه وهو اعتاد إن لا يحاول أن يسعى وراء ما هو ليس له
تمنى من أعماقه أن ينتهى من تلك الوحده التى زادت بموت جديه وقام ليتحرك عائدا لمنزله فى هدوء .
مر باقى اليوم على الجميع دون جديد ومع بدايه اليوم الجديد كان إحساس الخذلان لمراد هو رفيقه لباقى اليوم حيث كان يأمل أن تعود سما للعمل ولكنها لم تفعل.
وعند غروب الشمس قررت سما أن تخرج من منزلها البسيط الموجود فى غرب القريه لتذهب لعم سعد ،خرجت من منزلها بتوجس لم ترى أحدا على الإطلاق فى تلك الأرض التى نشأت بها على أنها أرض ابيها لم تكن تعلم أن هناك عيون تراقب هذا المنزل بأمر مسبق من مراد .
ذهبت لمنزل عم سعد والذى ليس ببعيد عن منزلها وطرقت باب المنزل ولكنه لم يكن هناك.
شعرت بالقلق ماذا تفعل الان لا تريد أن يراها احد على الاطلاق تلفتت حولها كالسارق ثم جلست على تبه صغيره بجانب منزل عم سعد لتنتظره.
لم يمر وقت طويل إلى أن وجدته عائدا لتجرى له كطفله وجدت النجاه
وبالطبع تعرف عليها ليقابلها بوجه بشوش
عم سعد.ازيك يازهره يابنيتى
سما.ياه ياعم سعد افتقدت اوى اسم زهره
تكلم عم سعد بابتسامه مريحه للقلب
عم سعد . ابوكى الله يرحمه،كان بيحب الاسم دا جوى وكان بيجول انك زهرة حياته
ابتسمت والدموع فى عيناها لتذكرها لأبيها
سما.عم سعد بابا كان قايل لى أن فى حاجه تخصنى معاك
عم سعد .ايوه ...تعالى
دخل كلاهما المنزل ليعطيها عم سعد ورقه مكتوبه بخط ابيها لم تنتظر لتفتحها عند عودتها لمنزلها ولكنها فتحتها بمجرد أن اخذتها من يد عم سعد
وكان محتواها كالاتى
(ابنتى الحبيبه ....اعلم الان انك مشتاقه الى لانه من المؤكد أننى قد ذهبت للرحمان طالما هذه الرساله فى يداكى الان.... اعلم ايضا انك تملكين من الذكاء ما سبجعلك تفهمين ما ساكتبه لكى الان اذهبى لهذا المكان الذى طالما كنتى تهربين إليه وانتى صغيره لتختبئى لاننى تركت لكى هناك كنزا سيجعلك لا تحتاجين لأحد يوما ولا تحزني لفراقى فأنى سأظل اطوف بروحى حولكى يازهرة حياتى
ابيكى المحب )
ابتسمت بتلقائية فهو يجيد كتابه العربيه الفصحى وكلماته كانت رائعه كم هى مشتاقه إليه الآن اخذت نفس عميق ممتنه لتلك الكلمات الرائعه وخاصتا كلماته الاخيره أنه سيطوف حولها بروحه دائما وابتسمت وكأنها تراه عندما تذكرت كيف كان يدعوها دوما أنها زهرة حياته....
انتبهت بعد أن أنهت تلك الرساله أن هناك كنزا ،لربما كانت تبحث عن أبيها فى تلك الرساله أكثر من أنها تريد أن تعرف ما هذا الذى تركه لها
ولكن ايا كان هذا الكنز فكنزها الحقيقى يتطور فى تلك الكلمات بين تلك السطور وهو محبة إبيها التى تظهر فى كلماته وبقدر حزنها الدفين لكونه غير موجود الان الا أنها كانت ممتنه لكون أنه كان هناك يوما فى حياتها أبا كهذا الاب الحنون أنه حقا كان منزلها وأيا كان ما تركه له لن يعوض وجوده ابدا
انتبهت لكونها داخل منزل عم سعد لتنظر لهذا العجوز المبتسم والذى احضر لها مشروب دافئ هى حقا فى حاجة شديده إليه وبعد الخبز والجبن الزبده
ياالله أنها لم تأكل منذ أن كانت فى القاهره أمس صباحا ابتسمت له وقالت ببساطه
سما.ياه ياعم سعد انا فعلا جعانه اوى
مدت يدها واكلت بسعاده تذكرت كيف كانت تجلس هى ووالدها عند الكوخ فى الجهه الغربيه بالقرب من ارضهم وتاكل مع أمام مجرى النيل الخبز المحمص والجبن والبيض
الكوخ أنه هو المكان التى كانت تهرب له دوما عندما تشعر بالضيق أوقفت طعامها وامسكت بكوب المشروب الدافئ وبدءت فى احتساؤه أنه هذا الكوخ ما يقصده والدها ......
أدمعت عيناها مجددا عندما تذكرت ابتساماته له وضحكاتهم عند هذا الكوخ فلقد كان رجل خفيف الظل منذ ريعان شبابه وحتى أن أصبح كهل
لقد كان إليها رجلا وسيما للغايه وتمنت دائما تم ترتبط برجل مثله يوما .....
أنهت مشروبها وشكرت عم سعد وغادرت عائده لمنزلها ، وبما أنها تعلم جيدا هذا المكان الذى يتكلم عنه ابيها فقررت أن تعود وتذهب فى اليوم التالى ليلا لهذا المكان.....
فى هذا الوقت كان احدهم يهاتف مراد ليخبره بأن هناك فتاه غايه فى الجمال وبدون وشاح تتردد على منزل عم حسين
اغلق مراد مع هذا الرجل الذى يراقب منزل عم حسين ولم يفكر كثيرا فلقد قرر أن يذهب ليرى تلك الفتاه التى أحرقت محصوله
و فى حقيقة الأمر لم يكن ينوى اى أذى لها فكلمات فريده اثرت به ولكن يجب أن يخبرها أنه صاحب حق وأنه لم يكن السبب فى موت ابيها وأنها اخطئت فى حرقها لمحصوله و لربما هو لا يعلم السبب الحقيقى وراء هذا الحافز الذى بداخله الان والذى يحثه على أنه يجب أن يذهب ويراها لا يعلم لما يشعر أن هناك هاجس قوى بداخله أنه لابد من أن يحسن الوضع,ولكنه سيذهب فى اليوم التالى.....
أما عند فريده فقررت الخروج قليلا من هذا المنزل الكئيب الذى تعيش به وحيده فوضعت وشاح بنى على شعرها بلون عيناها وابت بعد الخصلات الحريريه أن تختبا تحت هذا الوشاح فكانت تلامس وجهها الأبيض النقى .
لا تعلم لما وجدت نفسها تنظر لهذا المنزل الذى صاحبه متطرف لعين كاد أن يقتلها ولسوء حظها لمحته وفى الغالب أيضا كما اعتقدت أنه رآها تنظر فى اتجاهه اشاحت وجهها بعيدا وقررت الذهاب لمجرى النيل الشرقى وبالفعل تحركت لهذا المجرى
لقد كان منير يلملم بعد الخضار من أرضه عندما لمح تلك الجميله من بعيد ابتسم بمكر عندما تذكر هروبها من أمامه ،واستنتح أيضا أنها ستتجه لمجرى النيل لا يعلم كيف ألقى بالخضار الذى جمعه أرضا وقرر أن يذهب ورائها وتلك الابتسامه النادره على وجهه
وقفت فريده عند مجرى النيل على هذا السور الصخرة القصير لتسمع صوت أحدهم خلفها افزعها لدرجة أنها كادت أن تسقط من على هذا السور لتقع فى المياه ولكن صاحب الصوت منع وقوعها بامساكها من كتفها
نظرت لصاحب الصوت الذى كان يقف خلفها لتفتح عيناها على مصراعيها وتنفض يده بعيدا وتقفز من على السور لتعود هاربه من أمامه من حيث أتت ولكنه وقف فى طريقها ومد يده كأنه يمنع مرورها
منير .هى الحلوى فاكره نفسها رايحه فين....

نيران سماWhere stories live. Discover now