الجزء الثالث

429 15 1
                                    

وقف أمامها يشعر أنه رأى تلك العيون الرائعه قبلا لا يعلم لما يرى توتر شديد فى اعينها ولربما هلع
وقبل أن يتكلم وجدها تنظر لباب المكتب وكأنها تفكر فى الفرار من أمامه وبالفعل كانت ستفعل ولكنها سمعت طرق على الباب لتجد امجد يدخل مبتسماً ويتوجه لهم
أرادت أن تصرخ مستنجده به أرادت أن تقول له أنها لا تريد العمل أنها تريد الهروب فقط والان من هذا الوغد
امجد. أستاذ مراد دى سما زميلتى من الكليه وجارتى ومجتهده جدا وزى ما قلت لحضرتك هى معندناش مانع ابدا أنها تشغل وقت الدراسه بس مش هتكون متواجدة طول الوقت فى الشركه
هز مراد رأسه ثم نظر لتلك العيون التى تجذبه بتوترها.
مراد.اهلا وسهلا انسه سما
ثم نظر لامجد وأكمل
مراد.طيب متقلقش على انسه سما هتفق معاها على طبيعه الشغل
استأذن امجد منهم وغادر ليتركهم زاد خوفها ولربما شعرت بألم يعتصر احشائها من الخوف
عاد مراد ليجلس على مكتبه ولم ينتظر ليجلس ليلف لينظر لها ليلاحظ رعشة يدها وتوترها المبالغ فيه، جلس بأريحية على مقعده الوثير أمام مكتبه ثم شاور لها بأن تجلس أمامه على الكرسي المقابل لمكتبه كانت تشعر أنها تخطوا لتلقى نفسها فى الجحيم نظرت لوجهه الهادئ الذى أمامها الآن،تعلم جيدا أنه ليس إلا قناع فهى تعلم أنه سارق وليس هذا فقط فهو لربما لو لم تستطيع الهروب لكان أيضا قاتل بلا رحمه فلقد توعد لها أن يحرقها حيه كما سمعت الحراس فى هذا اليوم .
كان يشعر بأن هناك سر وراء تلك العيون الخضراء الرائعه المألوفة له
مراد.هو انا شفتك قبل كدا
بلعت غصه فى حلقها ونفت سريعا
سما.انا عمرى ما جيت هنا
مراد.ايوه انا عارف انا قصدى بره الشركه ...شفتك قبل كدا
سما.اكيدا لا لانى اول مره اشوف حضرتك
هز راسه بالايجاب وكأنه اقتنع بكلامها
مراد.تمام عمتا فرصه سعيده واتمنى انك تكونى موفقه فى الشغل معايا
فى حقيقة الامر هى أخذت قرارها بمجرد أن تخرج من تلك المؤسسه لن تعود لها ابدا ولكنها هزت راسها بالايجاب
مراد.انا رأى روحى انهارده ارتاحى لان شكلك متوتر جدا ومن بكره هنبتدى شغل
ثم قام من مكانه وجلس أمامها وسند بكوعه على ركبتيه ليصبح أكثر قربا منها مما جعلها تلتصق بظهرها فى مقعدها وكأنها تؤمن مسافه بينهم.
مراد.ياريت ميكونش فى قلق أو توتر بالشكل دا احنا هنشتغل سوا وعايزك تبقى مركزه ومعتقدش ابدا انك وانتى متوتره كدا هتعرفى تشتغلى ،بيتهى لى أن دى أول مقابلة عمل ليكى علشان كدا انتى قلقانه من بس متخافيش انا مش باكل اللى شغالين عندى وابتسم بفكاهه
لتبتسم بدورها ردا على كلماته ولكنها كانت تريد من أعماقها أن تقول انك ستحرق فقط العاملين معك إن علمت أن إحداهم هى من أحرقت محصولك.
سما .طيب انا هستاذن بعد أذنك
مراد.اتفضلى
قامت لتغادر وبالطبع لم يستطع أن يمنع اعينه عن النظر لصاحبة القوام الممشوق وهذا الشعر الكستنائى الذى يصل لاسفل ظهرها يالله كم هى جميله ولكنه يثق أنه رأى عيونها قبلا وان هناك سر خلف تلك الأهداب التى تحيط عيناها التى بلون الزرع
غادرت المكتب ثم وقفت على الباب من الخارج لعدة لحظات لتتسأل هل تركت قريتها وفرت هاربه منه لتجده أمامها هنا اى حظ عسر هذا اى حظ يحضرها بقدمها أمامه ولكنه من المؤكد لم يتعرف عليها لانه و ببساطه أن تعرف عليها لكان ممسك بها الآن
ولكن وان لم يكتشف الان أنها هى من المؤكد سيكتشف فيما بعد
ولكن الان يجب أن تبتعد عنه لا تعلم كيف سيكون رد فعله أن علم أنها هى من أرسل خلفها الحراس للبحث عنها لينتقم منها.
وجدت أمامها امجد يمر ببعض الاوراق لتذهب له
سما.امجد
امجد.ايه عملتى ايه طمنينى
اقتربت منه بتوجس وقالت بصوت منخفض
سما.انا مش هشتغل هنا
امجد.ليه
سما.مش هتصدقنى لو قلت لك ان اللى جوا دا هو مراد نصار اللى سرق ارض أبويا واللى انا حرقت له محصوله
رأت صدمه فى أعين امجد غير مصدقا لما يسمع اولا ثم تحولت لنظرات قلق
امجد .عرفك
سما.لا انا كنت مغطيه وشى لما رحت له ولما حرقت محصوله
نظر حوله بتوجس
سما.بس هو سالنى أن كان شافنى قبل كدا ولا لا
امجد وقلتى له ايه
سما.قلت له لا وقلت له انى لاول مره اشوفه
نظر امجد لارتعاش يدها وتلك الدموع التى ملأت أعينها أراد من أعماقه أن يحتضنها ربما يعطيها بعضا من الامان التى تفتقده الان
يصعب عليه رؤيتها بمثل هذا الضعف خوفها يجعل قلبه ينقبض ألما لأجلها
تنهد وقال ببساطه وصوت منخفض بعض الشئ
امجد.طيب استنى اوصلك وقت راحة الغدا
سما.لا لا لا انا هروح حالا
وقبل أن تغادر
امجد.استنى ياسما
وتوجه لها ليخرج بعد الأموال من جيب بنطاله بعد ان ترك الأوراق التى فى يده
امجد.خدى الفلوس دى خليها معاكى
شعرت بالاحراج منه ففى حقيقه الامر أموالها كادت أن تنفذ منها،هزت راسها بالرفض باحراج وغادرت وهى تقول
سما.شكرا ياامجد
ياالله اى مأزق هى به الآن ماذا ستفعل كل شئ ضدها
لعنت غبائها لما لم تأخذ مالا منه كيف ستعود للمنزل لربما تلك الأموال التى معها الآن لا تكفى للعوده.
خرجت من الشركه ثم عبرت الطريق لتجلس على إحدى المقاعد الاسمنتيه الموجوده لانتظار الماره
نزلت دموعها بلا هواده فلقد كان لديها امل فى هذا العمل لتجنى المال، أليس القدر يسخر منها الان فلم يحتمل ابيها أن يعيش تحت رحمة هذا الوغد فتصبح هى الان تعمل لديه وتنتظر المال منه لتعيش.
ماذا تفعل حقا لا تعلم فان رفضت العمل المتاح الان فمن المؤكد أنها لن تجد غيره ، وصلت اخيرا لقرار أن تعمل لديه لحين أن تجد عمل آخر .
ولكن ماذا اذا اكتشف أمرها ولكن كيف فحتى فى القريه لا احد يعرف اسمها الحقيقى فهى معروفه بإسم زهره من المؤكد لم يعرف اسمها الحقيقى سما
أما عند مراد فبعد مغادرتها بالقليل من الوقت كان يشعر بالانشغال بتلك العيون الخضراء المتوتره فقام من مكتبه وتوجه للحائط الزجاجى لينظر للطريق فيجد سما تجلس على المقعد فى الجهه الاخرى من الشركه ومن الواضح عليها البكاء الشديد
ليتسأل ما بها لما تبكى هكذا ولما هى متوتره لتلك الدرجه ، لاحظ ايضا أنها تمسك هاتفها وتهاتف أحدهم ليجد امجد ينزل من الشركه
كانت تفكر أنه لا مفر أن تهاتف امجد الان فهى لا تعلم حتى اسم تلك المنطقه التى تسكن بها كما انها
انتبهت أنها لا تعلم حتى طريق العوده فهى لم تكن وقت الدراسه تذهب الى مكان فى القاهره سوى كليتها والتى لا تبعد عن السكن سوى خمسة دقائق ، فحقا تشعر أنها أن أرادت أن تعود من المؤكد أنها ستضل طريقها فهاتفت امجد لتخبره بانها لا تعلم كيفية العوده ليستاذن من العمل لمدة ساعتين وينزل لها .
نزل امجد ليجدها تجلس وتبكى كالاطفال ليجلس بجانبها ويحاول مداعبتها
امجد.لا اجمدى كدا دا انا قلت انتى واحده من بنات العصابات اللى بتحرق المخازن اللى بملايين...وغمز لها ليشاكسها
سما.انا خايفه ياامجد انا محتاجه الشغل هنا جدا وفى نفس الوقت مش قادره اتعامل معاه وخايفه يعرف انى انا اللى كان باعت وراها الحرس بتوعه
امجد .متقلقيش هو اصلا مش هيعرف أن انتى نفس البنت اللى ولعتله فى محصوله وخصوصا انك كنتى مغطيه وشك زى ما بتقولى.
تنهدت بأمل وقالت
سما.طيب تعالى روحنى
ضحك امجد وقام ليقف ويشاور لها بطريقه مسرحيه
لقد كان مراد يرى هذا المشهد من مكتبه ليتأكد أنهم لربما أحبه
لا يعلم لما تمنى من أعماقه أن لا يكون بينهم اى علاقه ولكن على ما يبدو أنه سيخيب ظنه
تردد السؤال فى ذهنه مجددا لما عيناها حزينه ومليئه بالخوف
ولا يعلم سببا لانشغاله بالتفكير بتلك الساحره الصغيره كما أسماها عقله ،ولا يعلم ايضا لما يأمل وبشده أن تعود غدا للعمل وتبقى هى مساعدته .
عاد ليجلس على مكتبه تذكر فريده ليمسك الهاتف ويهاتفها ليطمئن عليها تكلم معها كثيرا واطمئن عن أحوالها وجد نفس يتطرق فى الحديث عن تلك الفتاه غريبة الأطوار التى أتت لمقابلته فى حقيقة الأمر هى ليست بغريبة الأطوار أكثر منه فكيف له ليفكر فيها كثيرا ولما يشعر لا بل إنه متاكد من أن تلك العينان التى تمتلكها تلك الجميلة مألوفة له
أخبرته فريده بأنه لربما تعود ولكنها أيضا سألته لما يهتم لأمر فتاه لم يراها الا لمرة واحدة.

نيران سماWhere stories live. Discover now