الواحد والثلاثون

164 3 0
                                    

هزت راسها بالايجاب لتجد ابتسامه تشوبها انتصار تظهر على وجهه لينقبض قلبها بقلق
فمن الواضح أنه حقا يضع خطته بأحكام ولكن لن يعكر صفو حياتها فليخطط كما يريد ولتفعل هى ما تريد .
نظرت له بتوجس أثر ملاحظتها لتلك الابتسامه المعلقه على شفتيه
سما.طيب انا هروح
مراد .استنى ناكل سوا
سما.لا شكرا
مراد.هتيحى امتى القريه
سما.معرفش
مراد .لا تعرفى انا هرجع الاسبوع الجاى علشان فرح فريده يبقى تيجى معايا
لاتعلم لما انقبض قلبها فبالرغم من الرغبه العارمه التى بداخلها بأن تبقى معه إلا أنها تشعر أنه يضع خطة ما والأسوء أنها تثق أنه سيستطيع الفوز بما يريد
نظرت له بتوجس وقامت بهدوء
سما . لا يامراد انا هاجى وقت ماانا عايزه
توترت عيناه قليلا ولكنه قال بهدوء مريب بعد الشئ ولربما يحمل القليل من التحذير
مراد .براحتك
بلعت غصه فى حلقها وانصرفت من أمامه عائده لمنزلها المقابل لذلك المطعم الذين جلسوا به سويا ليتناولون مشروبهم الدافئ
بينما هو اكمل احتساء قهوته وعيناه تلمع بالدهاء
كان التساؤل الذى يدق فى عقلها كيف له بعد ما فعل بها كل ما فعله تستطيع أن تتكلم معه وتقابله
هل لانه اعتذر ولكن هل هذا الاعتذار يكفى
ام لانها تحبه ولكن هل هذا الحب لاستمرار العلاقه يكفى
لا تعلم ولكنها متاكده الان تماماً عندما التفتت له قبل أن تغادر أنها تريد أن تكون معه رغم كل شئ

بينما عاد سراج لداره بعد أن اغضب فريده بما فعله معها ،انه يحبها ويثق بها ولكنه يغار
هل تعانف عليها وإن يكن فلم يكن من السهل عليه أن تقول له أن كلاهما طريقان مختلفان هل هى حمقاء القى بنفسه على تلك الأريكة الجديده كما كان حال الاثاث فى داره المقابل لمجرى النيل الغربى فى أرضه ونظر لتلك النافذه الكبيره المطله على المياه
لقد كان دائما ينظر لتلك المياه وينتظر غروب الشمس فى ذات الوقت التى كانت تحبذ به الجلوس عند المجرى الشرقى للنيل كم تمنى أن تنقل تلك المياه مشاعره لها وهو يفكر بها كم تمنى أن تجلس بجانبه وتشاهد الغروب معه من تلك النافذه لكان من المؤكد سيكون سعيداً بوجودها بجانبه أنه يعشقها وما فعله معها منذ قليل الا لانه يغار عليها حد الجنون وذاك بسبب حبه الذى أيضا قد يصل لحد الجنون بها ، الجنون بجمالها، الجنون ببراءه ملامحها، الجنون بتلك الذكريات لهم وهم صغار ويلعبون عند ذلك الكوخ الذى كان كل اطفال القريه يلعبون بجانبه ،الجنون بتلك المشاهد التى كان يختلسها عندما يتلصص ويذهب ليراها تجلس تحت تلك الشجره التى تمنى أن يكون مكانها ليحتضنها بدلا من أغصانها ،الجنون بتلك المشاغبه التى أصبحت تغضب بسهوله ....
انه حقا يعشقها وقد يعشق أيضا جنونه بها
لقد تبقى على الغروب أقل من ساعه لما لا يعود لها فهو متاكد أنها ستعود لتجلس تحت شجرتها وهى أصبحت متاكده من أنه لن يعود وايضا هذا الوغد بعد أن رآه لن يعود لها ، ليذهب ويراها لربما يهدء من روعها مما فعله منذ قليل وبالفعل غادر داره وذهب لقد.كانت المسافه لا تقل عن أربعون دقيقه ليجدها تجلس تحت تلك الشجره التى حفر اسمها ذات يوم عليها
لقد كانت جالسه وتنظر للسماء أمام تلك المياه عندما استنشقت هذا العطر الذى باتت تعرف صاحبه جيدا لفت راسها بهدوء عندما شعرت بأن أحدهم جلس بجانبها
ثم هزت راسها باستياء ونظرت للمياه مجددا
سراج.انى اسف
نظرت له أتراه هادئا أنه مختلف تماما عن ما كان منذ قليل نظرت له وهو ينظر لتلك المياه
سراج.ياما كنت بطلب من ربنا يجمعنى بيكى يابت جلبى.....كنت حاسس انك بعيده جيف الشمس البتغرب دلوجيت ديه ... كنت بدعى كل يوم فى صلاتى انك تكونى ليا ،مصدجتش روحى لما لجيتك واجعه نواحيا معرفش ليه حسيت ان ربنا جابك لحد عندى ....ومن وجتها وانى جلت انى عمرى ما هسيبك ابدا ،انا بحبك جوى ومتزعليش لو كنت جسيت اعليكى
لاتعلم لما أرادت من أعماقها أن ترتمى فى أحضانه أنها حقا تعشقه منذ صغرها
لم ترد عليه ولكنها ابتسمت وعادت لتنظر لمشهد الغروب التى طالما عشقته
سراج .بتحبى تسمعى الحكاوى
فريده.بحب جوى
سراج.طيب هحكى لك حكايه غريبه جوى

قص سراج لفريده قصة والده وعمه من وجهة نظره والتى لاول مره تسمعها فريده بطريقه مختلفه فمن الواضح أن والدها اخد العموديه باطلا وخصوصا أنه الاصغر،ومن الواضح أيضا أنه أقنعها طوال حياتها بأكاذيب واخبرها ان والدتها تخلت عنها على الرغم من أنه هو من حرم والدتها منها
عادت لمنزلها تشعر بأنها مشوشه وقررت أن تترك كل تلك الأكاذيب التى زرعها والدها بذهنها جانبا فيكفى ان والدتها أحبتها وانها لم تتخلى عنها كما عاشت حياتها كلها معذبه لأجل تلك الاكذوبه ويكفى أيضا أن ابن عمها سراج التى أحبته من الصغر وفرق والدها بينهم بسبب نزاعه الباطل مع اخيه أصبح معها الأن.

أما من جهة سما فكانت مشوشه قليلا فهى تريد من أعماقها العوده للقريه وبدء بناء هذا المنزل ولكنها تخاف من تلك الخطه التى هى باتت متاكده أن مراد يضعها بإحكام فهى لا تعلم إلى اى مدى يأخذه تدبيره للحصول عليها ،قررت بعد تفكير طويل استغرق منها يوما كاملا على مايبدو أن تعود للقريه ولكن فى يوم الاحتفال بفرح فريده ومن ثم تبدء فى هدم وبناء هذا المنزل ،لربما تريد أن يساعدها أحدا فى إحضار العمال ولكنها من المؤكد أنها لن تلجأ لمراد فمن الممكن أن يكون عم سعد هو من يساعدها فى إحضار هؤلاء العمال.
عاد امجد بعد اول يوم فى منصبه الجديد وأثناء عودته كان يدعو إلى الله أن يرى جميله بأى شكل وبالفعل وجدها تقف فى شرفتها ليقف أسفل المنزل وأشار لها بأن تنزل وكالعادة هزت راسها بالرفض فتكلم بصوت يصل إليها
امجد .لو منزلتش انا هطلع انزلى لو سمحتى
وتوترت من طريقته وأشارت له بأن يهدء من ارتفاع صوته ونزلت سريعا له
كان يقف أسفل درجات المنزل ليتنظرها أمام منزله
نزلت وهى لا تستطيع أن تنظر بعينيه
جميله.خير يااستاذ امجد
تكلم بتلقائية ولربما عفاويه مبالغ فيها
امجد .جميله انا بحبك وعايز اتجوزك
فتحت فاها بحاله من الصدمه فهى لم تتخيل أن يتكلم بهذا الوضوح المبالغ فيه
امجد.بصى فكرى وردى عليا انا ...انا بصراحه مبعرفش اذوق الكلام...بس انتى جميله لدرجة انى مش قادر اظبط كلامى قدامك ....
ابتسمت لتظهر تلك الغمزات ليقول أيضا بتلك التلقائيه التى بدء بها حديثه وهو ينظر لها بولع
امجد غمزاتك بتجننى
فتحت أعينها على مصرعيها وصعدت سلمتين للخلف
ثم قفذت باقى السلالم هاربه لأعلى
ابتسم ليلحق بها
امجد.استنى بس لحظه استنى
لفت له لتسأل بخجل
جميله.نعم
امجد.عايز رد منك
نظرت أرضا وتوترت واحمرت وجنتيها خجلا ليبتسم لخجلها الذى يخص فقط الجميلات
امجد.تردى بكره عليا
هزت راسها بالموافقه مع تلك الابتسامه الرائعه التى زينت وجنتيها بغمزاتها
جميله.بعد اذنك
رفع يده ولوح لها وهى تغادر لأعلى
مر باقى اليوم على الجميع بهدوء لياتى اليوم التالى وهو اليوم المنتظر بالنسبه لامجد فظل طوال اليوم أثناء فترة عمله يفكر فى رد جميله

نيران سماWhere stories live. Discover now