السابع عشر

302 8 1
                                    

واثناء خروج امجد من الشركه وجد مراد يدخل لتتقابل عيناهم فى صمت ،فامجد لا يعرف سوا ان سما هاربه من مراد ولا يعرف اى تطور فى الأحداث
هرب امجد بعينيه بعيدا عن عين مراد الثاقبه التى تبدو بهم العداء
وتسأل لما ينظر له هكذا هل يعتقد أنه اخبئها
من المؤكد أنه يظن به أنه يعرف مكانها ولكن فى حقيقة الأمر أنها لم تخبره بكل التفاصيل.... هكذا كان يفكر امجد أثناء مروره من جانب مراد
تسأل أيضا لما ياتى فى ميعاد هكذا للشركه فهو لم يعتاد أن ياتى بعد انصراف العاملين،
اراد من أعماقه أن يوقفه ويخبره أن الأمر لا يستحق العداء وخصوصا أن امجد كان ممتنا له لأجل أنه وافق على تعينه فى شركته من قبل أن يتخرج
وأكمل دراسته أثناء العمل ولقد كان متعاون معه
كام مراد ينظر له يريد أن يمسك به من تلابيبه
ويخبره أن من أرادها هى الان فى قبضته
وسوف يتزوج بها رغم انف الجميع
كان يشعر باستعمال نيران الغيره بداخله
قرر أخيرا أن يهاتف سما ليطمئن عليها ولكن ليعود اولا لمنزله.
بينما دخل مراد الشركه وصعد لمكتبه فتح ازرار قميصه فهو يشعر باختناق شديد
ثم تمدد على تلك الأريكة المقابله لمكتبه، يريد من أعماقه أن يصرخ من شدة الالم الذى يطول قلبه وروحه معا فهو ممزق من الداخل وبشده يريد أن ينتقم من تلك المتلاعبه الغادره ولكنه يحبها حد الجنون
،يريد أن يتزوجها وتبقى أمامه دائما كحبيبه ويريد فى ذات الوقت أن يذيقها العذاب كما هو ذو قلب معذب ،لم يتخيل يوما ان الحب يصاحبه الألم فلقد ظن دائما أن سبب معاناة والدته أنها لم تحب أبيه و بالمثل لم يحبها والده ولكن اكتشف أن الحب مؤلم أكثر...
تذكر عيون امجد التى تفضح توتره وتسأل ما سبب توتره عند رؤيته لابد أنه يعرف شئ هل سما هاتفته ،ام تلك نظرة توتر تخص عاشق فهو يعرفها جيدا
هو يعلم جيدا أن سما تخص قلب امجد وبات متأكد أن مابينهم اكبر من كونهم زملاء وجيران
حاول أن ينهى تلك الأفكار فيكفى تلك النيران تشعل قلبه.
تنهد وقام من مكانه على تلك الأريكة ليقف أمام مكتبه وينظر لهذا الحائط الزجاجى ويتذكر اول يوم أتت لشركه لقد نزلت وجلست هناك على هذا المقعد الاسمنتى وبكت بكاء لم يستطيع تفسيره حتى الآن !
لربما هناك لغز فى أمرها ليتزوجها ويحسم الأمر....سيعود فى اليوم المقبل لهم لياخذهم للقريه ومن ثم يتم كتب كتابه عليها وتبقى اسيرته فى دوار العمده ، حسنا فلياخذها بعيدا عن الكل وخاصتا أن فريده ستتزوج إلى أن يعرف كل شئ
عاد امجد لمنزله وقبل أن يصعد وجد نفسه ينظر لشرفة منزل جميله ولكنه لم يراها ،لا يعلم متى عاد ليسند على سيارته وعيناه مازالت معلقه لتلك الشرفه يتمنى أن تطل منها
هل اصبح مراهق ام يتصرف بحماقه ولكنه حقا لا يستطيع أن يبتعد دون أن يراها
لا يعلم كم من الوقت مر وهو يقف مستنداً على سيارته وعيناه تنظر لتلك الشرفه ،تلك الغمزات الرائعه، تلك الوجنتين الملونتين خجلا ، تلك العينان التى تلمعان كلما نظر لهم ،هل سيظل ينتظر دون جدوى ...
لقد رأى اخيرا النافذه تفتح لتخرج للشرفه
ليقف معتدلا وينظر لتلك التى تنظر للسماء ، وتلك الدمعه التى نزلت وهى تنظر للسماء ،ثم لاحظ أنها أخذت نفس عميق واغمضت عيناها ثم فتحتهم ،لتنظر له !
لقد لاحظ انتفاضتها القويه ورجوعها للخلف خطوتان وكأنه لا تصدق انها تراه
ليتسأل ما بها هل غضب لرؤيته لها تبكى
أراد أن يسألها ما بها ولكنها هرولت لحجرتها وأغلقت النافذه.
لقد أنهت جميله امتحاناتها منذ عدة أيام ،كانت تفكر فى امجد دائما ،حتى أنها سئمت تلك المشاعر التى تعلم جيدا أنها من جهتها فقط
فتحت تلك النافذه المطله على شرفة غرفتها بعد أن سئمت من قلبها الاحمق الذى يحب من ليس له فهى كانت ترى امجد دائما مع تلك المستأجرة التى تدعى سما
خرجت لتنظر للسماء
ياالله يامالك القلوب انى احبه لا بل أعشقه واعلم أن قلبه ليس لى ولكنك مغير الاحوال
أغمضت عيناها
ياالله انى احبه واريده فقط لى
ثم فتحت أعينها ونظرت اسفل منزلها لتراه أمامها يقف وينظر لها وكأن الله أنزله من السماء تحت ناظريها ،عادت للخلف خطوتان ثم دخلت حجرتها واستندت على النافذه .....
صعد امجد يفكر فى تلك الباكيه يريد أن يطمئن عليها ولكن كيف وبأى حق؟
نسي تماماً أن يهاتف سما لينام وهو يفكر فى صاحبة الغمزات التى تبكى إلى الله على مايبدو .
اما سما فكانت تشعر بالظلم فظنه بها أنها عادت لتخطط للإيقاع به يجعلها تبدو كمجرمه أمامه وبالتالى يحق له أن يفعل ما يفعله بها ...
ولكنه قاسي للغايه مسكت كتفها الذى يؤلمها وحاولت أن تنام ولكن شعورها بكونها مظلومه يؤرقها جلست على سرير فريده التى تغط فى نوم عميق بجانبها
نعم هى مذنبه بشأن أنها أحرقت المحصول ولكنها تعهدت امها ستعيد تلك الأموال له
ولكنها لم تعود للشركه لتتلاعب به لم تقصد أن تتآمر عليه فقط كانت تريد أن تحصل على المال مقابل العمل.
يجب أن تفسر له ولكن اين هو لما لم يعود !
لقد مر الليل لتشرق تلك الشمس التى أيقظت مراد النائم على تلك الأريكة فى مكتبه
كان امجد قد وصل لعمله ودخل مكتبه تذكر فقط الآن سما فقرر أن يهاتفها ليطمئن عليها .
استيقظ مراد ليجد هاتف سما الذى أخذه منها أمس يهاتفه احدهم، اعتدل ليذهب لمكتبه بكسل ويرى من هذا الذى يهاتفها ليجده امجد
اشتعلت نار الغيره فى قلبه اراد أن يذهب ليحطم رأسه ثم يذهب ليقتلها ليرتاح من عذاب قلبه.
لم يرد مراد ليسمع صوت اشعار وصول رساله على هاتفها
لقد كانت رساله صوتيه وبالطبع سمعها مراد وكان محتواها كالاتى
(ازيك ياسما، وحشتينى جدا
انتى مش بتتصلى ليه بيا
انا بس عايز اطمن عليكى
قولى لى عملتى ايه فى الحاجه اللى معاكى
وعملتى ايه فى موضوع مراد عملتى زى مااتفقنا ولا لا
على فكره انا شفته امبارح داخل الشركه بليل وكانت عنيه بطلع نار تقريباً،راى اسمعى كلامى وأعملى زى ما اتفقت معاكى
اسمعى كلامى ياسما)
لقد اتفق امجد مع سما فى إحدى المكالمات الهاتفية أن تعترف لمراد بكل شئ وتخبره أنها ستعيد له الأموال كاعتذار عن حرق المحصول له
ولكن وللأسف بعد انتهاء مراد من سماع تلك الرساله تأكدت كل ظنونه لقد فهم أن بينهم اتفاق ومن المؤكد يخصه ،لما كانوا ومازالوا يخططون ،تلك الغادره الذى يتركها مع أخته .....
لا يعلم كيف توجه لمكتب امجد وبدون اى إذن دخل مكتبه وتوجه له وامسكه من تلابيب ملابسه وبصوت مرتفع
مراد.انت مرفوض ....بره ...اطلع بره
ثم دفعه ولم يعطيه اى فرصه للكلام ليخرج من مكتبه ويغادر الشركه بأكملها ليذهب لتلك اللعينه من وجة نظره
نظر له امجد ومن ثم ظبط.ملابسه ونظر له بغضب ولكنه غادر بهدوء ولحسن حظه لم يكن هناك أى من العاملين قريبين من مكتبه ليستمعوا لما حدث
خرج من العمل والذى لم يصبح له به مكان وقرر العوده لمنزله
لا يعلم ماذا يحدث ليفعل معه مراد ما فعل لقد.راى أمس الشرر يتطاير من عينيه ولكنه لم يتخيل أن الأمر يؤل لذلك
يشعر بالانكسار لما لم يرد على إهانته لما تحمل ما فعل
حقا هو لا يعلم ولكنه لربما لانه يعلم كم هو مجروح بسبب حبه لسما
ايا كان لم يكن من حقه أن يفعل ما فعله معه
أما مراد فظل واقف عدة دقائق فى مكتب امجد ويشعر بالغصب يتأكله يريد أن يلحق به ويخنقه
أو يذهب لتلك الحمقاء ويسالها أية مؤامره تنوى له
لما تفعل كل هذا لم يفعل بها شيئا
هكذا تسأل وهو يغادر مقررا أن يعود لها
كان يلعن حماقته لقد كان ينوى أن يرأف بحالها
ولكن أية رأفه تليق مع تلك المتأمره
تتبع

نيران سماWhere stories live. Discover now