التاسع عشر

269 8 1
                                    

دخلت السياره الخاصه بمراد للقريه ، ولاول مره تشعر بالخوف عند دخولها للقريه، فكانت تشعر قبلا أنها مصدر الراحه النفسيه اما الان فهى تعلم جيدا أنها ستكون مكان عذابها هل ستهرب منه يوما ام أنها ستفشل فى ذلك.....
لا لم يكن هذا هو السؤال الأمثل ،وانما السؤال الأهم ماذا سيفعل بها
توقفت السياره أمام دوار العمده لتتذكر يوم أتت وطردها
لقد كانت ترى أمامها ملك الجحيم فى لبسه وحركته وسط رجاله
لقد كانت تراه هذا اليوم من بعيد.قبل الاقتراب من المنزل شعرت وقتها أنه أتى من الجحيم ليسيطر على ممتلكات الملاك الاصلين
ولكنه أخبرها أنه سيعيدها لها إذن فهو معه اوراق ملكيه معنى هذا أنها ظلمته وأنه ليس بسارق
ياليتها لم تذهب له فى هذا اليوم لكان والدها لم يغضب ويموت متألما على حالهم
لقد كانت تجلس فى المقعد الخلفى بينما فريده بجانبها وعند محاولة فتحها للباب للنزول كما هما فعلو وجدت أن نظام الغلق محكم فى الباب الخلفى مر بجانبها دون أن يفتح لها ثم انزل الحقائب من السياره وعاد ليفتح لها،مما جعلها تشعر أنها تعامل كالأسرى أرادت أن تبكى الان ولكن ابت أن تنزل دموعها نزلت من السياره أمامه وتحركت أمامه عندما أشار له
التفتت حولها الأرض ممتلئه برجال يشبهون الحرس اين المزارعين
هل اختفوا لا تعرف أحدا من هؤلاء المحيطين بهم
تريد من أعماقها أن تجرى بعيدا ولكن من المؤكد سيمسك بها وسيكون إمساكه بها من اسوء ما يكون
لاحظ التفاتها ليقترب من اذنها ويهمس ساخرا
مراد .متحاوليش
شعرت أنها على وشك البكاء لتقف بعد أن سمعت كلمته ليرفع لها إحدى حاجبيها محذرا إياها أن تفعل شيئا قد.يغضبه
اتباع غصه فى حلقها من مظهره المخيف
وتحركت أمامه حتى أن وصلوا لدوار العمده
كانت تشعر أنها تخطوا خطواتها إلى مدخل الجحيم
لقد احبت كثيرا الأراضى الخضراء ولكنها الآن وعلى الرغم من كونها تضع أرجلها بين الزروع المنتشره على الأرض إلا أنها تشعر بالضيق الشديد وكأنها تخطو بين زروع الشيطان
نظرت نظره جانبيه لوجهه هل هذا حقا هو من أحبته
،وقفت أمام باب الدوار لم يكن هناك حرس هناك انتظرته أن يسبقها ليقوم بفتح الباب كانت فريده خلفهم
وبالفعل فتح الباب واشار لها أن تدخل أمامه لتدخل وتقف كانها تنتظر مسيرها كان نبض قلبها يعلو ويعلو وصوت نفسها مرتفعا يصل لاذنيه ووجهها لونه بلون الدماء من التوتر والغضب
قطعت فريده الصمت وتكلمت بطريقه محببه
فريده.نورتى يامرت إخوى
وغمزت لها بخفه لأحد من توترها
ترك مراد الحقائب ووجه كلامه لها بطريقه أمره بينما يتجه للبهو الممتلئ باثاث قيم للغايه بعدما اغلق الباب من الداخل بمفتاحه.
مراد .هتفضلى واقفه عند الباب كتير اتحركى
جلس عىى نفس المقعد الذى رأته يجلس عليه يوم أتت له لكتابه لأرض ابيها ثم أشار مراد لفريده بان تصعد لحجرتها والتى لم تعترض وصعدت بهدوء
مما جعلو سما تشعر بالهلع فكانت نظراته سوداء لأقصى الحدود تشع القلق فى قلبها
تأكدت الان أن الخطر لكونها فى مملكته الان ازداد
مراد .هتدخلى اودة الضيوف طبعا هقفل عليكى لحد ميعاد كتب الكتاب ساعتها هنقلك لاودتنا
شعرت بدوار فى رأسها لا تعلم هل من الضغط النفسي ام من سوء موقفها حاولت أن تبدو قويه أو أن تدافع عن نفسها ولكن ذلك الدوار جعلها تتحرك بخطوات متعثره لتجلس على الاريكه التى بجانب مقعده،اغمضت عيناها ووضعت يدها على رأسها.
لقد لاحظ ما يحدث لها لينتفض واقفا ويقترب منها
مراد. مالك ياسما انتى كويسه
هزت راسها بالنفي ونزلت دموعها بهدوء
وهى تنظر لعيناه من بين دموعها هل هذا القاسي يخاف حقا عليها ام ماذا
سما.على فكره أنا مش سجينه عندك وبجد حرام عليك ليه كل دا.....
مراد.اللى بتقوليه دا مش إجابة سؤالى...انا بسألك انتى حاسه بأيه
سما.دوخه ...حاسه بدوخه
حملها ودون اى مقاومه منها دخل بها حجرة الضيوف واحضر بعض الماء المثلج واعطاها لتشرب
بالفعل شربت المياه واغمضت عيناها وتكلمت وهى تحاول منع البكاء
سما.اخرج وسيبنى لوحدى
مراد.سما فهمينى حاسه بأيه اجيب لك دكتور
تكلمت بغضب وصوت مرتفع قليلا رغم تعبها
سما.اطلع بره
خرج بعد أن نظر لها بقلق فلقد كان وجهها ملون وعيناها مغلقتين وصوت انفاسها مرتفعا للغايه وكأنها تعانى من ضيقا فى التنفس
سمعت صوت المفتاح يغلق الباب من الخارج لتبكى بدون صوت يالله انقذنى ....لن احتمل فهو قاسي للغايه هكذا دعت لله ثم أكملت بكائها
كان يشعر بها؛ أنها تبكى هل سيحنو عليها ام ماذا انتهى أفكاره فهو يعلم جيدا أنها متلاعبه وغادره، وصعد لحجرته
لم يمر ساعتين وسمعت طرق على الباب ثم فتح أحدهم الباب لتجد فريده تدخل بطعام ويغلق مراد عليهم سويا وقبل أن يغادر لما تحبى تطلعى خلطة على الباب هسمعك وافتحلك
بكت بقوه واحتضنت فريده
سما.انا مش مستحمله بيعاملنى كأنى مسجونه.....مش قادره أنا عايزه امشى ..انا خايفه
كانت تتكلم ببكاء مما جعل قلب فريده بعطف عليها
فريده.اهدى اجده انا شايفه أنه بيعمل اجده فى لاول بس بعد اجده هتبجى مرته اكيدا مش هيسجنك
سما.هيعذبنى زى ما بيقول
فريده.هو لو عايز ياذيكى ايه اللى هيمنعه عاد..هو بس بيحبك وعايز يتچوزك وانتى خليكى ذكيه عاد،حاولى تكسبى جلبه
سما.انا مش عايزه اتجوزه ....انا عايزه امشى ارجوكى ساعديني
فريده.ياوجعه سوده انتى عايزانى اخليكى تهروبى لاع دا مش بعيد وجتها يجتلنى انى ....أهدى اجده
سما.طيب انا عايزه موبايلى
فريده.وانا اچيبهولك ازاى ده،دا فى جوف الأسد
سما.ارجوكى حاولى
فريده.هحاول ،وربنا يسترها على انى
اعطتها الطعام
فريده.هسيبك دلوج ونحاول اشوف الموبيل فين وربنا يعدلها بس اوعى تهببى حاچه يخليه يجلب عليكى اكتر ماهو جالب
سما.حاضر هاتى لى بس موبايلى
فريده.طيب كولى أكلك
هزت راسها وغادرت فريده بعد أن طرقت الباب من الداخل لياتيها مراد ويفتح لها ثم يغلق الباب مجدداً.
نظرت للطعام فليس لها اى شهيه لتناوله .
خرجت فريده لتجد سراج يدخل بهو المنزل ويحتضن مراد وينظر لفريده نظره جانبيه التى بدورها همت أن تغادر ولكن صوت مراد أوقفها
مراد.مش هتسلمى على ابن عمك يافريده
نظرت فريده بجانب عيناها لسراج ثم وجهت كلامها لمراد
فريده.ماليش مزاج عاد
وصلت حجرتها ضحك سراج على طريقتها
مراد.متزعلش منها هى لو مكنتش متقبلاك كانت رفضت جوازكم
سراج.سيبهالى انى هعرف بطريجتى اتعامل معاها
مراد.تمام عايزين نتفق على ميعاد كتب الكتاب خصوصا انى هكتب كتابى معاكم
سراج.ياه مبروك ومين بجى سعيدة الحظ
مراد.هجكى لم كل حاجه بس تعالى نعد
وقص مراد على سراج كل شئ منذ أن أتت سما له واتهمته بالسرقه إلى تلك اللحظه
سراج.انت هتتچوزها ليه
مراد.علشان اطلع عينها
سراج.لاع يابن عمى انت هتتچوزها لأنك بتحبها وانا رأى فى حاچه ناجصه فى الحدوته دى
مراد.حاجه ناقصه ازاى مش فاهم
سراج.مين اللى جالك أنهم كانو بتفجوا على شر
مراد.ياسلام
سراج.راى تتكلم معاها وتفهم منيها
مراد.افهم ايه ما الأمور واضحه
سراج.وانى بجولك الحوار ده ناجص حاجه انت الصوره عنديك مش كامله ياابن عمى
تنهد مراد
مراد.هشوف
ثم اتفقوا على ميعاد كتب الكتاب بعد عدة أيام.

بينما خرج امجد فى ظهيرة اليوم ليتمشى قليلاً ليحد من توتره وغضبه مما فعله مراد معه نزل وجلس فى احدى المطاعم التى كان يجلس بها مع سما ولكنه لم يفكر بسما وانما كان عقله معلق مع تلك الجميله التى تدعى جميله التى كانت تبكى للسماء هل هى تحب أحدهم ومجروحه منه ،ام ماذا ....
تمنى من كل قلبه أن تكون له ولا يعلم متى اصبح يحبها أو منذ متى وهى أصبحت تشغل عقله دوما
أراد أن يحكى مع أحدهم لما لا يهاتف سما ليطمئن عليها ويحكى لها عن جميله
اتصل برقم هاتف سما الذى كان فى حجرة مراد الذى غادر المنزل صباحا وبالصدفة كانت فريده تنوى دخول حجرتها هربا من هذا المدعو سراج من حجرتها عندما سمعت صوت هاتف يأتيه اتصال فى حجرة مراد لتعود وتنظر من أعلى الدرجات بهدوء لتجد مراد يتكلم مع سراج وغير منتبه لها لتعود تمسك ندخل للصوت لتمسك بهاتف سما وتاخذه وتخرج سريعاً،بعد ان أغلقت الدرج كما كان
قررت أن تغير ملابسها وتخرج لتجلس على مجرى النيل وتبحث فى هاتف سما لربما تجد غايتها
وبالفعل دخلت لتغير ملابسها
لم تعتاد على تلك الملابس ولكن مراد اشترى لها الكثير من تلك الملابس فلما لاترتدى منها بدلا من تلك العبائات وخاصتا أن كل ما اشترته يناسبها تماما
غير تلك الملابس التى وجدتها فى حجرة الملابس وقد اشترتها لها والدتها رحمها الله
لربما كانت تلك البلوزه بيضاء اللون قصيره ولكنها محتشمه
نزلت من الدرجات ولم تعير مراد أو سراح اى اهميه وتوجهت لباب الدار وغادرت أمام ناظريهم
كان مراد بالنسبه له لا يوجد أدنى مشكله ولكن المشكله الفعليه ظهرت فى نظرات سراج فمنذ متى وهى ترتدى مثل تلك الملابس
لاحظ مراد نظرات سراج لها ليحاول أن يشاكسه
مراد .مالك ياسراج زعلت مره واحده كدا ليه.
سراج.كيف تخليها تخرج لحالها باللى هى مهبباه فى نفسها عاد
ضحك مراد وقال له
مراد .إهدى كدا يا سراج لبسها عادى بس انت اللى مقفل شويه
سراج لا ياولد عمى انت اللى عيشة القاهره نستك عادات بلدك عمتا براحتك بس لما تبجى مرتى هيبقى
لى كلام تانى امعاها
قام سراج واقفا
سراج.هسيبك انا دلوج
فهم مراد أنه سيتبعها ليقول له مشاكسا
مراد.طب براحه طب هاه
ليلتفت له سراج
سراج.جول لنفسك عاد ماتجولش ليا انى
وخرج خلفها

نيران سماWhere stories live. Discover now