الفصل الثالث

430 13 0
                                    

كان " مالك " يسير في الرواق المؤدي للمصعد بعدما أنهي مكالمته الهاتفية ، نظر بساعة معصمه وتمتم بحنق " هيا ...لقد تأخرتُ بالفعل "

توقف هبوط المصعد أمامه بهدوء و قبل أن يخطو به ، رأي جسد نحيف يتهاوى أمام ه ، وقبل أن يتبين ملامح صاحبته قبض بسرعة علي خصرها حتي لا تصطدم بحافة الباب الحديدي ، رفعها " مالك " بين ذراعيه وسألها بقلق " أنستي ...هل أنتِ بخير "
لكنه كان يكلم السراب ، فحملها بسرعة ودلف إلي المصعد الكهربائي مرة أخري...

.....................................

كانت لا تزن ثقل حقيبة حاسوبه المحمول حتي ، نظر " مالك " لوجهها الشاحب بشد ة وآثار المرض واضحة حول عينيها رغم تلك الحبات السوداء الصغيرة التي تزين مقلتيها ، همس " مالك " بصوت رقيق " سامحني يالله ..لم أقصد لمسها ... أنت تعلم "

خرج " مالك " بسرعة من المصعد وهو يحملها بين ذراعيه ، وهدر بقوة بصو ته العميق للسكرتيرة الخاصة به " سمر ...أحضري كوب ماء إلي مكتبي حالاً "

سألته " سمر " بقلق " من هذه يا سيد مالك !؟ "

صرخ بها مرة أخري ولكن بصوت أعلي " هل عليّ تقديم تقرير مفصل
الآن يا سمر ....أذهبي وأجلبي ما طلبته الآن "

وضعها " مالك " برفق على أريكة مكتبه ، ورفع باطن كفه ومسح به وجهه ، نظر لها وهي علي حالتها لا تتحرك ولا يُسمع منها سوي صوت انتظام تنفسها فقط ...

دلفت " سمر " بعدما طرقت الباب وسمعت صوته مازال حاد وهو يأمرها أن تدخل بسرعة " تقدمي وساعديها في تناول هذا الكوب "

تقدمت " سمر " منها وساعدتها علي رفع نصف جسدها العلوي ووضعت حافة الكوب بين شفتيها ، سمعته يبتعد ويجلس علي كرسيه الواسع وهو يسألها بهدوء " هل تعرفيها يا سمر ... كانت هابطة في المصعد ...هل كانت هنا "

اجابت " سمر " بعدما وضعت كوب الماء علي سطح المنضدة واعادت " صبا " مكانها " لا يا سيدي لا اعرفها ولم أرها من قبل ...من الممكن أنها كان ت في الدور العلوي عند الشؤون القانونية أو ما شابه "

هز رأسه في تفهم وقال " حسنا ..أبقي هنا معها وسأذهب للدكتور أحمد حتي يراها تبدو شاحبة ومنقطعة الانفاس "

أومأت برأسها له وهي تلقي نظرة علي تلك الفتاه ، لكنها أدارت وجهها بسرعة وهي تسمع سؤاله " أفتحي حقيبتها يا سمر ...واستخدمي هاتفها ليأتي أحد أقاربها لأخذها "

تركها وخرج ، فمدت " سمر " يدها لحقيبتها اخذت تبحث عن هاتفها ولم تجد سوي ملف موضوع في مظروف كبير ، وجدول مواعيد الحضور و
الانصراف الخاص بشركتهم !

.............................................

وقف الطبيب يستشعر نبضها الضعيف ، ثم طرق عدة طرقات علي جبينها ثم رفع عينيه ل" مالك " وقال " إنها تعاني من ف قر حاد في كرات الدم الحمراء ، وعلي ما يبدو أنها لم تتناول شيئا اليوم لذا فقد داورها هبوط حاد لعدم وجود طاقة بالجسم تكفي للتحرك ، وأيضا علي الأرجح أنها تعاني من فوبيا المصاعد فلم يتحمل جسدها هبوط المصعد فسقطت "

رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن