كان " مالك " يسير في الرواق المؤدي للمصعد بعدما أنهي مكالمته الهاتفية ، نظر بساعة معصمه وتمتم بحنق " هيا ...لقد تأخرتُ بالفعل "
توقف هبوط المصعد أمامه بهدوء و قبل أن يخطو به ، رأي جسد نحيف يتهاوى أمام ه ، وقبل أن يتبين ملامح صاحبته قبض بسرعة علي خصرها حتي لا تصطدم بحافة الباب الحديدي ، رفعها " مالك " بين ذراعيه وسألها بقلق " أنستي ...هل أنتِ بخير "
لكنه كان يكلم السراب ، فحملها بسرعة ودلف إلي المصعد الكهربائي مرة أخري........................................
كانت لا تزن ثقل حقيبة حاسوبه المحمول حتي ، نظر " مالك " لوجهها الشاحب بشد ة وآثار المرض واضحة حول عينيها رغم تلك الحبات السوداء الصغيرة التي تزين مقلتيها ، همس " مالك " بصوت رقيق " سامحني يالله ..لم أقصد لمسها ... أنت تعلم "
خرج " مالك " بسرعة من المصعد وهو يحملها بين ذراعيه ، وهدر بقوة بصو ته العميق للسكرتيرة الخاصة به " سمر ...أحضري كوب ماء إلي مكتبي حالاً "
سألته " سمر " بقلق " من هذه يا سيد مالك !؟ "
صرخ بها مرة أخري ولكن بصوت أعلي " هل عليّ تقديم تقرير مفصل
الآن يا سمر ....أذهبي وأجلبي ما طلبته الآن "وضعها " مالك " برفق على أريكة مكتبه ، ورفع باطن كفه ومسح به وجهه ، نظر لها وهي علي حالتها لا تتحرك ولا يُسمع منها سوي صوت انتظام تنفسها فقط ...
دلفت " سمر " بعدما طرقت الباب وسمعت صوته مازال حاد وهو يأمرها أن تدخل بسرعة " تقدمي وساعديها في تناول هذا الكوب "
تقدمت " سمر " منها وساعدتها علي رفع نصف جسدها العلوي ووضعت حافة الكوب بين شفتيها ، سمعته يبتعد ويجلس علي كرسيه الواسع وهو يسألها بهدوء " هل تعرفيها يا سمر ... كانت هابطة في المصعد ...هل كانت هنا "
اجابت " سمر " بعدما وضعت كوب الماء علي سطح المنضدة واعادت " صبا " مكانها " لا يا سيدي لا اعرفها ولم أرها من قبل ...من الممكن أنها كان ت في الدور العلوي عند الشؤون القانونية أو ما شابه "
هز رأسه في تفهم وقال " حسنا ..أبقي هنا معها وسأذهب للدكتور أحمد حتي يراها تبدو شاحبة ومنقطعة الانفاس "
أومأت برأسها له وهي تلقي نظرة علي تلك الفتاه ، لكنها أدارت وجهها بسرعة وهي تسمع سؤاله " أفتحي حقيبتها يا سمر ...واستخدمي هاتفها ليأتي أحد أقاربها لأخذها "
تركها وخرج ، فمدت " سمر " يدها لحقيبتها اخذت تبحث عن هاتفها ولم تجد سوي ملف موضوع في مظروف كبير ، وجدول مواعيد الحضور و
الانصراف الخاص بشركتهم !.............................................
وقف الطبيب يستشعر نبضها الضعيف ، ثم طرق عدة طرقات علي جبينها ثم رفع عينيه ل" مالك " وقال " إنها تعاني من ف قر حاد في كرات الدم الحمراء ، وعلي ما يبدو أنها لم تتناول شيئا اليوم لذا فقد داورها هبوط حاد لعدم وجود طاقة بالجسم تكفي للتحرك ، وأيضا علي الأرجح أنها تعاني من فوبيا المصاعد فلم يتحمل جسدها هبوط المصعد فسقطت "
أنت تقرأ
رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا
Romansaوأخيراً .. أرتوي .. رحلة شاقة .. وليالٍ عديدة من الوحدة الضارية .. شتات عقل أوشك أن يودي بحياته .. كم تنماها وهي بين يديه تماماً كما هي الآن ... هذه المرة هي المبادرة ... هي من تريده ... شوقه أضني قلبه العاشق .. وقوته نفذت وصلابته انهارت ... والمت...