الفصل الرابع عشر

232 15 0
                                    

ترجلت " صبا " من السيارة ، شكرت السائق وحملت حقيبتها ودلفت للقصر ، صعدت للغرفة بإعياء شديد وهي تشعر بدوار يداهم جسدها ، دلفت للغرفة ووضعت حقيبتها علي الفراش واتجهت للحمام المُلحق بالغرفة الواسعة .. ملئت المغطس بالماء الساخن ووضعت به قطرات من عطر الورود وجلست به باسترخاء شديد .. كانت تشعر بكل خلية بجسدها تستريح بعمق ...

تحسنت حالتها كثيراً ، يجب أن تشكره علي هذه العطلة .. خرجت من دورة المياه وجلست تصفف شعرها بعناية ، ابدلت ملابسها وهبطت للأسفل ...

اتجهت للمطبخ الكبير ، حتي تعد قدح قهوتها المميزة ، وقفت بمنتصف المطبخ تنظر حولها بغرابة ، ثم نادت للسيدة " فاطمة " حتي تساعدها في إيجاد الأدوات ..

أتت السيدة وهي تبتسم قائلة " عروسنا الجميلة ... ماذا تريد ؟ "

ابتسمت لها " صبا " وهي تجيب " كنتُ أريد إعداد كوب قهوة ليّ .. لكنني لا أعلم أين هي الأدوات "

تقدمت منها السيدة وهي تقول " لكن يا أبنتي أنتِ مريضة الآن ... الأفضل أن تشربي شيئاً أخر دافئاً "

رفعت " صبا " كتفيها وقالت " لا أستطيع الاستغناء عن شربها "

فكرت السيدة وقالت لها " لكن للأسف يا أبنتي .. لقد نفذت حبات البندق التي تضعيها مع قهوتك "

عبثت " صبا " ثم قالت " حسناً ... سأذهب لشرائها "

امسكتها السيدة وهي تقول بسرعة " لا يا أبنتي ... لقد حذر مالك من خروجك أنتِ بالخصوص بمفردك منذ واقعة اختطافكِ أنتِ و عائشة "

ضيقت " صبا " عيناها وقالت " ماذا يعني هذا ... هل سيتحكم السيد مالك بخروجي أيضاً "

قالت السيدة بلطف " إنه يخاف عليكِ يا صبا ... هذا من أجل مصلحتكِ يا حبيبتي "

زفرت بضيق ثم قالت " حسناً .. تعالي معيّ أنتِ .. حتي لا أكون بمفردي.. "

حركت السيدة رأسها بنفي وقالت " لا يا صبا ... ماذا إذا احتاج السيد عبد العزيز لشيء .. "

صمتت " صبا " بتفكير ثم هتفت " حسناً ... يأتي معنا أبي عبد العزيز... "

هتفت السيدة بصدمة " ماذا ... هل جننتِ .. والله يقتلنا بها مالك ... إنه مريض يا صبا "

رفعت حاجبيها وهي تجيبها " وماذا بها .. أ لأنه مريض .. يُحرم من الخروج ... سأذهب إليه وأقنعه ... تجهزي أنتِ ريثما أعود فقط "

صاحت السيدة من خلفها وهي تراها تخرج وتتجه لغرفة السيد " عبد العزيز " قائلة " من الأفضل ألا تذهبي .. لأنني سأجدك خارجة من عنده مقذوفة بمزهرية في رأسكِ ... "

وبعد عدة دقائق ، نظرت السيدة " فاطمة" لها وهي تخرج من غرفة مكتبته وكتفيها متراخية بقلة حيلة ، ابتسمت السيدة بينما ابتعدت " صبا " قليلاً وهما يسمعانه يقول " هل ستقفين هكذا أمامي ... هيا لنخرج كما طلبتِ ... "

رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن