هل فكر أحدكم يوماً في " السعادة المزيفة " !؟ ....
هذا اللفظ المكون من مقطعين .... هل أثار فضول أحدكم من قبل !؟ .....
علي الأرجح أنت تفكر الآن بأنك تعرفه ... وقد فكرت به مراراً ... ثم دعني أخمن أنك جالس الآن ... تستدعي جميع ذكرياتك المؤلمة ، لتؤكد معرفتك لهذا المصطلح ! .....وبما أنني الشخص الوحيد المتحدث هنا ... فسوف أستخدم سلطتي في الإجابة أولاً ...
السعادة ... تعني لدي البعض " الرضا " ... وتعني لدي البعض الآخر " الدوام " ....
وبالحقيقة أنا من مؤيدي الرأي الأول... فمن بين جميع المشاعر الإنسانية ... سأختار " الرضا " دوماً ....
أصاب بمرض خطير .. فأرضي
أُبتلي بفقد عظيم .. فأرضي
أفارق ...... فأرضي
أُهزم ....... فأرضي
اتألم ..... فأرضي
لستُ ممن يروا وجوب استمرارية السعادة بحياتهم ... أتقبل الحزن كذلك ... حتي ولو لم أتحمله ...
أري أنه من العدل أن يذوق الإنسان كافة المشاعر ... أن يكن لقلبه نصيباً من الحزن أيضاًفزكاة القلب حزنه كما تعلمون ......
لكن أكثر ما يثير فضولي وغرابتي ... هو أن يتحكم شخص بمقدار سعادتك وحزنك ... لا أراه من العدل أبداً
أن تحيا سعيداً راضياً ... وفجأة يذهب كل هذا أدراج الرياح ..
أن تعش معتقداً أنك سعيداً ... بينما أنت أتعس ما يكون ..
أن تعش حزيناً راضياً ! ... بينما هناك من يدبر ليفقدك هذا الشعور ..
لذا إن كنت تنتظر منيّ تعريفاً "للسعادة " .. فأنا حقاً لا أعرف ....
بقلم \ جيهان راضي .
وضعت قلمها بجانب كومة الاوراق ، وهي تحرك رقبتها بتعب ثم تحركت باتجاه الباب الخشبي المنزلق ...
نظرت للجانب الشرقي من غرفة الاستقبال وهي تقول مبتسمة " كيف كان أول يوم عمل !؟ "
نظر لمصدر الصوت ثم ابتسم واجاب " جيد سيدتي ... شكراً لكِ ..."
تقدمت " جيهان " وجلست أمام مكتبه الصغير وهي تقول " هل تعبت اليوم ... "
هز " باسم " رأسه نافياً واجاب " لا والله يا أستاذة جيهان ... العمل يسير بشكل رائع ... لا تقلقي ... "
اومأت برأسها وهي تسأله باهتمام " بالمناسبة ... ما رأيك بالمكان ...؟ "
أدار رأسه قليلاُ متفحصاً المكان حوله ، ثم أجاب " جيد ... لكنني كنت أعتقد أن القضايا ستكون أكثر عدداً ... وتعقيداً ... "
نظرت له " جيهان " وهي تجيبه " لا تسير الأمور بهذا الشكل يا باسم ... إنه مكان جديد ... لم يمضٍ علي إنشاء هذا المكتب سوي شهرين ... لذا فهذا طبيعي ... "
أنت تقرأ
رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا
Romanceوأخيراً .. أرتوي .. رحلة شاقة .. وليالٍ عديدة من الوحدة الضارية .. شتات عقل أوشك أن يودي بحياته .. كم تنماها وهي بين يديه تماماً كما هي الآن ... هذه المرة هي المبادرة ... هي من تريده ... شوقه أضني قلبه العاشق .. وقوته نفذت وصلابته انهارت ... والمت...