دلف بهدوء بعدما أغلق الباب خلفه ، تنهد بخفة وهو ينظر حوله ، ثم ابتسم بعذوبة وهو يتجه نحو الغرقة الصادر منها صوتاً طفيفاً ...
ابتسمت باتساع وهي تراه يدلف للغرفة متثاقلاً علي أطراف قدميه حتي لا يصدر صوتاً ..
قبّل جبهتها كعادته ، وجلس بجوارها يهمس بالحديث قائلاً " هل نامت حبيبة أباها ؟ "
تنهدت " ألاء " براحة وهي تجيبه قائلة " نعم ... بعدما كادت عيناي أن تخرج من مقلتيها ... "
انحني ببطء وقبّل رأس الجميلة النائمة وهو يقول بخيبة أمل " كنت أريد اللعب مع أميرتي قليلاً .."
وضعتها " ألاء " بهدوء بداخل فراشها الصغير المهتز ، وهي تجيبه " لقد أصبحت أغار بحق من أميرتك تلك يا سيد محمود ..."
تبسم ضاحكاً بشدة وهو يقف لخلع سترته وقال " أنتِ مجنونة ... هل تغارين من طفلتكِ ؟!! "
لوت " ألاء " شفتيها بعبس طفولي وهي تقول " نعم ... منذ صدق حسك وجاءت فتاة كما قلت "
قهقه عالياً وهو يتجه لها ليحيط كتفيها بذراعه ومازال يضحك بشدة ثم قال " من رأي وجهك وقتها .. كاد أن يفقد صوابه من الضحك ... "
ثم أعتدل بوقفة مسرحية وقال مقلداً إياها " ماذا ! .. هل هي فتاة ... لا لا أريد ... "
ابتسمت رغماً عنها وهي تتذكر قائلة " كانت هرمونات الحمل مازالت تؤثر عليّ ... "
اجابها وهو يمشط شعره هامساً " أري أنها ما زالت تحدث ذات التأثير يا أم كارما ... "
اجابته " ألاء " قائلة " لا إنها غيرة النساء فقط ... "
صمتت قليلاً ثم سألته بشرود طفيف ما كان يشغلها طوال اليوم " هل ما زالا علي حالهما ؟ "
تنهد بضيق علي سيرة الحديث قائلاً " نعم ... الحال كما هو عليه ... كلاهما يمثل ببراعة "
جلست علي طرف الفراش وهي تحرك فراش الصغيرة وقالت بنفس النبرة الحزينة " إنها مصّرة علي موقفها بعناد البغال خاصتها .. "
اتجه " محمود " إلي خزانة الملابس وهو يجيبها بمرارة قائلاً " صديقتكِ هي الغبية يا آلاء ... لكنني أري أمامي قلبان يمزق كل منهما الآخر في صمت "
تنفست بعدم راحة وهي تنظر له وتقول " لكنها لديها أسبابها يا محمود ... ولا أعني بذلك أنني اوافقها الرأي ... لكن حزنها حقيقي .. "
ألتفت لها واجاب " كلاهما حزين يا آلاء ... لقد مرت خمسة أشهر ... "
لوت شفتيها وقالت " ماذا حدث لهما ... إنها ترفض إبداء أية أسباب ... "
اجاب " محمود " وهو يغلق باب الخزانة " وهو أيضاً ... يبدو أنهما متفقان .. ولكنه أكثر عنداً منها هذه المرة ويرفض بإصرار ... "
أنت تقرأ
رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا
Romanceوأخيراً .. أرتوي .. رحلة شاقة .. وليالٍ عديدة من الوحدة الضارية .. شتات عقل أوشك أن يودي بحياته .. كم تنماها وهي بين يديه تماماً كما هي الآن ... هذه المرة هي المبادرة ... هي من تريده ... شوقه أضني قلبه العاشق .. وقوته نفذت وصلابته انهارت ... والمت...