الفصل الثاني

444 12 0
                                    

أخذت نفساً حاراً وكأنها تستعد لمباراة طور في ساحة كبيرة ، همست بداخلها " ١..٢..٣.. لا لا لن أستطيع ..سوف أمزق احشاء ذلك الغبي ..كان ينقصني أن أقتل أحدهم اليوم ...حسناً أنا قادمة "

أدارت " صبا " وجهها وهي تتهيأ لمعركة قتالية حانقة ، يكفيها ما سمعت اليوم ، لقد حفر هذا الرجل قبره بيده الآن

" من تلك المتسولة يا عديم الحياء والرجولة ...أقسم بالله أن أمزق لسانك الملوث هذا يا..."

صمتت بعدما أبصرت عينيها رجلاً يرتدي حلة خفيفة من اللون الأزرق وعلي كتفه شارة توحي بأنه الرجل المسؤول عن أمن الشركة هنا ، كان رجلاً شيخاً كبيراً كست الشعرات البيضاء لحيته بضراوة ووجه مشعاً بتقوي الله بعدما نظرت للعلامة البنية في جبهته فأدركت أنه تقي ، لا تعلم لما شعرت بالندم علي ما تفوهت به للتو لذا صمتت فعلاً وتعبيراً وهي تنظر للرجل الذي أخذ يتقدم نحوها ببطء...

" لولا أنكِ فتاه وفي مثل سن فتياتي ..لكنتُ قصصت لكِ لسانك هذا ...ألم يعلمكِ والدك كيف تخاطبين من هم أكبر سناً منكِ "

ابتسمت " صبا " بحزن خفي واجابته بقوة طفيفة " والدي ليس موجوداً لكي يعلمني تلك الأشياء يا أبي ...فأعذرني لجهلي بتلك الأمور....فاقد الشيء لا يعطيه "

اطرق الرجل برأسه ثم تنهد وقال لها " رحمه الله عليه يا أبنتي لم أقصد أن أقلب عليكِ أوجاعك "

كانت تود أن تخبره أنها لا تعلم إذا ما مات حتي تترحم عليه ، ولكنها أثرت الصمت ثم تنحنحت بخفة قائلة " أسفة لما بدر مني منذ قليل...لم أكن أعلم أنني أحادث رجلاً بسنك ومقامك ..أرجو أن تتقبل اعتذاري "

هز رأسه بنفي راقي وقال " لا عليكِ ...لكن أخبريني ماذا كنتِ تفعلين هنا حول الشركة "

حاولت أن تكذب وتخبره أنها كانت تنتظر أحدهم هنا ، لكن مظهر ملابسها بالمقارنة بمن هنا لا يوحي بذلك أبداً ، لذا لم تجد سوي الحقيقة لتخبره بها " أنا ..أنا لديّ ميعاد لمقابلة خاصة بأحد الوظائف هنا ..لكنني فكرت أنني لستُ الشخص المناسب لذا قررت الرحيل "

رق لها قلبه بشفقة صادقة وهو ينظر لفتاه بسيطة بفستان في مثل بساطتها وشحوب وجهها يُظهر أنها ليست بصحة جيدة ، ولكنه أبتسم لها وقال " ومن ذا الذي أخبرك أنكِ لستِ الشخص المناسب...لماذا لم تتقدمي للمقابلة...فأنا خير من يعلم أن السيد مالك لا يعبأ سوي بمهارات المتقدم وتوافر الشروط المطلوبة به ..لا تحكمي علي مصيرك بمنظورك أنتِ "

ابتسمت له بخفة وقالت " رحم الله أمرئٍ عرف قدر نفسه يا والدي ...سيدك لن يقبل بي بدون وجود شهادات سنوات الخبرة تلك أبداً ...لذا يجب عليّ العودة إلي منزلي الآن "

عقد ما بين حاجبيه واجابها " من الذي أطلعك علي تلك المعلومات الخاطئة ... بفضل سنوات عملي هنا لم أشهد أن السيد عبد العزيز شفاه الله ولا ولده السيد مالك قد وضع احدهم شروط متزمتة كتلك ..أنتِ لا تعرفين السيد مالك بعد ..إنه أبسط من ذلك بكثير "

رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن