وضع " مروان " يديه بجيبه وهو يسير ببطء في الرواق المؤدي إلى مكتبه ، لقد تعمد الأيام الماضية المكوث بالمنزل ، كان يهرب من سماع الكلمة مجدداً ، لا يريد أن يعيش تلك المشاعر المؤلمة مرة أخري ... كفاه ما يحياه
عندما وجد رسالتها علي هاتفه لم يتطوع حتي إلي مهاتفتها كما طلبت منه ، منذ تركها بالمشفى وهو يبتعد حتي لا يأتيه الخبر المفجع ، حتي أنه لم يسأل ماذا جري معهما بالمشفى فقد تكفل بكل التكاليف المادية ، لكنه لم يستطع أن يمنحها بعضاً من المشاعر الإنسانية حتي لو كان الاطمئنان علي والداتها ، فأثر الرحيل ...
سمع صوتاً يهمس من الخلف " سيد مروان ... سيد مروان "
اراد أن يكمل سيره لكنه توقف وهو يسمعها تقترب قائلة " سيد مروان أرجوك أنتظر .."
ادار وجهه لها وهو يجيب " مرحبا يا سمر .... كيف حالك ؟ "
شبكت يدها ببعضها وهي تجيبه " بخير ... كيف حال حضرتك "
حرك ساقه وهو يجيبها " بخير .."
امالت رأسها وهي تسأله " هل حدث معك شيء سيد مروان ... لم تأتي للعمل منذ أيام ؟ "
اجابها وهو يستدير ليكمل سيره " لقد كنتُ مشغولاُ قليلاً ... عن أذنك الآن "
هتفت بصوت عالٍ وهي تري كتفيه " والدتي تشكرك بشدة ... لما فعلته معنا ... لقد نجحت عمليتها "
توقف ببطء وهو يستنشق باسترخاء ، ابتسم بسعادة حقيقية وهو يدير لها وجهه مرة أخري قائلاً " حمدا لله على سلامتها ... لم أفعل غير الواجب "
ابتسمت له واكملت " سلمك الله سيد مروان ... بالمناسبة لقد أمرتني أمي أن أدعو حضرتك للعشاء عندنا بيوم العطلة القادم ... أتمني ألا تُرد طلبها "
صمت يفكر بشرود وقد أطال ، فعلمت أنه لن يوافق بالتأكيد ، لكنها قطعت همسها وهي تسمعه يقول " هل مازال عنوان منزلكم كما هو ؟ "
ابتسمت بإشراق وهي تهز رأسها وتجيبه " نعم سيدي مازال كما هو .... شكراً لك سيد مروان "
ابتسم لها وقال " حسناً أذهبي الآن إلي مكتبك "
اطاعته وهي تبتسم بحياء ، بينما هو سار حتي دلف إلي مكتبه في صمت يتخلله فرحاً لم يعهده قلبه المعطوب من قبل ...
..........................
جلست " آلاء " تفرق يدها بتوتر كأنها مقبلة علي منصة شنقها ، يجلس أمامها صامتاً بهدوء منذ ما يقرب من النصف ساعة ، ينتظر أن تتكلم هي بعدما اخبرته أنها تريده في أمر هام ، طار عقله وهو يعتقد أن مكروهاً حدث لها ، لكنها تجلس أمامه الآن صامتة يراها تحارب من أجل ايجاد كلمات مناسبة فيما يجهله ...
تملكت منها الشجاعة بعد معاناة طويلة ونطقت وهي مطرقة الرأس " محمود .... أنا أريد فسخ الخِطبة ؟ "
أنت تقرأ
رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا
Romanceوأخيراً .. أرتوي .. رحلة شاقة .. وليالٍ عديدة من الوحدة الضارية .. شتات عقل أوشك أن يودي بحياته .. كم تنماها وهي بين يديه تماماً كما هي الآن ... هذه المرة هي المبادرة ... هي من تريده ... شوقه أضني قلبه العاشق .. وقوته نفذت وصلابته انهارت ... والمت...