الفصل الثامن

289 9 0
                                    

وضع " مروان " يديه بجيبه وهو يسير ببطء في الرواق المؤدي إلى مكتبه ، لقد تعمد الأيام الماضية المكوث بالمنزل ، كان يهرب من سماع الكلمة مجدداً ، لا يريد أن يعيش تلك المشاعر المؤلمة مرة أخري ... كفاه ما يحياه

عندما وجد رسالتها علي هاتفه لم يتطوع حتي إلي مهاتفتها كما طلبت منه ، منذ تركها بالمشفى وهو يبتعد حتي لا يأتيه الخبر المفجع ، حتي أنه لم يسأل ماذا جري معهما بالمشفى فقد تكفل بكل التكاليف المادية ، لكنه لم يستطع أن يمنحها بعضاً من المشاعر الإنسانية حتي لو كان الاطمئنان علي والداتها ، فأثر الرحيل ...

سمع صوتاً يهمس من الخلف " سيد مروان ... سيد مروان "

اراد أن يكمل سيره لكنه توقف وهو يسمعها تقترب قائلة " سيد مروان أرجوك أنتظر .."

ادار وجهه لها وهو يجيب " مرحبا يا سمر .... كيف حالك  ؟ "

شبكت يدها ببعضها وهي تجيبه " بخير ... كيف حال حضرتك "

حرك ساقه وهو يجيبها " بخير .."

امالت رأسها وهي تسأله " هل حدث معك شيء سيد مروان ... لم تأتي للعمل منذ أيام ؟ "

اجابها وهو يستدير ليكمل سيره " لقد كنتُ مشغولاُ قليلاً ... عن أذنك الآن "

هتفت بصوت عالٍ وهي تري كتفيه " والدتي تشكرك بشدة  ... لما فعلته معنا  ... لقد نجحت عمليتها "

توقف ببطء وهو يستنشق باسترخاء ، ابتسم بسعادة حقيقية وهو يدير لها وجهه مرة أخري قائلاً " حمدا لله على سلامتها ... لم أفعل غير الواجب "

ابتسمت له واكملت " سلمك الله سيد مروان ... بالمناسبة لقد أمرتني أمي أن أدعو حضرتك للعشاء عندنا بيوم العطلة القادم ... أتمني ألا تُرد طلبها "

صمت يفكر بشرود وقد أطال ، فعلمت أنه لن يوافق بالتأكيد ، لكنها قطعت همسها وهي تسمعه يقول " هل مازال عنوان منزلكم كما هو ؟ "

ابتسمت بإشراق وهي تهز رأسها وتجيبه " نعم سيدي مازال كما هو .... شكراً لك سيد مروان "

ابتسم لها وقال " حسناً أذهبي الآن إلي مكتبك "

اطاعته وهي تبتسم بحياء ، بينما هو سار حتي دلف إلي مكتبه في صمت يتخلله فرحاً لم يعهده قلبه المعطوب من قبل  ...

..........................

جلست " آلاء " تفرق يدها بتوتر كأنها مقبلة علي منصة شنقها ، يجلس أمامها صامتاً بهدوء منذ ما يقرب من النصف ساعة ، ينتظر أن تتكلم هي بعدما اخبرته أنها تريده في أمر هام ، طار عقله وهو يعتقد أن مكروهاً حدث لها ، لكنها تجلس أمامه الآن صامتة يراها تحارب من أجل ايجاد كلمات مناسبة فيما يجهله ...

تملكت منها الشجاعة بعد معاناة طويلة ونطقت وهي مطرقة الرأس "   محمود .... أنا أريد فسخ الخِطبة ؟ "

رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن