الفصل الخامس عشر

228 9 0
                                    

شعرت " صبا " بأصوات أقدام تتحرك بجانب فراشها ، تثاءبت بملل وهي تفرق عينيها ، رمشت بكسل صباحي وهي تفرد ذراعيها علي الفراش الوثير
فتحت عيناها ببطء ، ثم اتسعت وهي تهب جالسة بسرعة وهي تراه يجلس أمامها ويبتسم لها بعمق كبير ..

نظر لحبات بندقها بوله وهو يقول بصوت حنون " صباح الخير يا عروسي .. "

نظرت له باستنكار وهي تحاول استيعاب جلسته تلك ، لكنها نظرت أمامها فوجدت إناء خشبي مستدير وعليه بعض الصحون الصغيرة ومعه كوب برتقال كبير ..

ابتسم لها وقال " هذا فطورك ِ يا أميرتي ... "

نظرت للصحون بغرابة شديدة وهي تقول " أنت من أعده ..!! "

أومأ برأسه وهو يبتسم بعيون تشعّ عشق ممزوج ببندقها " نعم .. كنتُ أري أبي دوماً ما يعده لأمي .. هيا لأطعمكِ .. "

رفعت حاجبيها وقالت " ماذا .. تطعمني ؟ .. "

امسك بالشطيرة الصغيرة وهو يقول " بالطبع .. هل تعلمين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. كان يُطعم زوجاته بيده .. ففي كل لقمة ثواب من الله .. "

نظرت له وهو يقرب الشطيرة منها ، رفعت حاجبيها بغباء ، تشعر أنهما يبدوان زوجي حمقي !! ...

التهمت اللقمة وهي تسأله بفضول لا سبيل لمقاومته " ألن تذهب إلي عملك ... ؟ "

اجابها وهو يراقب ملامحها قائلاً " لا .. نحن عروسان وفي عطلة .. وعندي لكِ مفاجأة أيضاً "

تلقت منه لقمة أخري وهي تقول " ما هي .. "

ابتسم لفضولها واجاب " خمني ما هي .. "

تبدلت ملامحها وهي تقول ببغض " لا أحب الالغاز .. "

ضحك وهو يمسك بشطيرة صغيرة أخري وقال " حسناً أيتها الفضولية ... سنذهب إلي الغردقة .. لشهر عسلنا ... وخمني ماذا ... سيكون معنا صديقاتك جميعاً "

ضيقت عيناها وقالت " ماذا يعني ... ؟ "

وضع اللقمة بفمها واجاب " لقد حجزت تذاكر الطيران لنا .. ولمروان سمر وعائشة.. ولمحمود وآلاء ... وحتي عزة .. "

اغلقت عيناها وهمست لعقلها بضيق " هل تظن نفسك ستعيش بدور الزوج المثالي يا سيد مالك .. حسناً فليبدأ دوري أنا الآن .. "

نظرت له ورسمت ابتسامة سمجة علي وجهها وهي تقول " أنا لا أريد الذهاب ... "

انقبضت ملامحه وهو ينظر لها قائلاً " لماذا يا صبا ... ؟ "

رفعت كتفيها بلامبالاة سخيفة وقالت " هكذا .. أنا لا أريد الذهاب ... "

وضع كأس العصير الذي كان يحمله لها ، ونظر لها بغيظ مكتوم ، ثم ابتسم ببرود وقال " حسناً .. كما تريدين يا جميلتي ... "

نظرت تجاهه بقوة وهي تشعر بهزيمة ساحقة ، بينما هو امسك بالكوب وقربه منها وهو يقول " أنا بالأساس أريدك أنتِ بمفردك ... وسوف يُزعجوننا .. والآن .. تناولي هذا المشروب يا روح حبيبك "

رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن