شعرت " صبا " بأصوات أقدام تتحرك بجانب فراشها ، تثاءبت بملل وهي تفرق عينيها ، رمشت بكسل صباحي وهي تفرد ذراعيها علي الفراش الوثير
فتحت عيناها ببطء ، ثم اتسعت وهي تهب جالسة بسرعة وهي تراه يجلس أمامها ويبتسم لها بعمق كبير ..نظر لحبات بندقها بوله وهو يقول بصوت حنون " صباح الخير يا عروسي .. "
نظرت له باستنكار وهي تحاول استيعاب جلسته تلك ، لكنها نظرت أمامها فوجدت إناء خشبي مستدير وعليه بعض الصحون الصغيرة ومعه كوب برتقال كبير ..
ابتسم لها وقال " هذا فطورك ِ يا أميرتي ... "
نظرت للصحون بغرابة شديدة وهي تقول " أنت من أعده ..!! "
أومأ برأسه وهو يبتسم بعيون تشعّ عشق ممزوج ببندقها " نعم .. كنتُ أري أبي دوماً ما يعده لأمي .. هيا لأطعمكِ .. "
رفعت حاجبيها وقالت " ماذا .. تطعمني ؟ .. "
امسك بالشطيرة الصغيرة وهو يقول " بالطبع .. هل تعلمين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم .. كان يُطعم زوجاته بيده .. ففي كل لقمة ثواب من الله .. "
نظرت له وهو يقرب الشطيرة منها ، رفعت حاجبيها بغباء ، تشعر أنهما يبدوان زوجي حمقي !! ...
التهمت اللقمة وهي تسأله بفضول لا سبيل لمقاومته " ألن تذهب إلي عملك ... ؟ "
اجابها وهو يراقب ملامحها قائلاً " لا .. نحن عروسان وفي عطلة .. وعندي لكِ مفاجأة أيضاً "
تلقت منه لقمة أخري وهي تقول " ما هي .. "
ابتسم لفضولها واجاب " خمني ما هي .. "
تبدلت ملامحها وهي تقول ببغض " لا أحب الالغاز .. "
ضحك وهو يمسك بشطيرة صغيرة أخري وقال " حسناً أيتها الفضولية ... سنذهب إلي الغردقة .. لشهر عسلنا ... وخمني ماذا ... سيكون معنا صديقاتك جميعاً "
ضيقت عيناها وقالت " ماذا يعني ... ؟ "
وضع اللقمة بفمها واجاب " لقد حجزت تذاكر الطيران لنا .. ولمروان سمر وعائشة.. ولمحمود وآلاء ... وحتي عزة .. "
اغلقت عيناها وهمست لعقلها بضيق " هل تظن نفسك ستعيش بدور الزوج المثالي يا سيد مالك .. حسناً فليبدأ دوري أنا الآن .. "
نظرت له ورسمت ابتسامة سمجة علي وجهها وهي تقول " أنا لا أريد الذهاب ... "
انقبضت ملامحه وهو ينظر لها قائلاً " لماذا يا صبا ... ؟ "
رفعت كتفيها بلامبالاة سخيفة وقالت " هكذا .. أنا لا أريد الذهاب ... "
وضع كأس العصير الذي كان يحمله لها ، ونظر لها بغيظ مكتوم ، ثم ابتسم ببرود وقال " حسناً .. كما تريدين يا جميلتي ... "
نظرت تجاهه بقوة وهي تشعر بهزيمة ساحقة ، بينما هو امسك بالكوب وقربه منها وهو يقول " أنا بالأساس أريدك أنتِ بمفردك ... وسوف يُزعجوننا .. والآن .. تناولي هذا المشروب يا روح حبيبك "
أنت تقرأ
رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا
Romanceوأخيراً .. أرتوي .. رحلة شاقة .. وليالٍ عديدة من الوحدة الضارية .. شتات عقل أوشك أن يودي بحياته .. كم تنماها وهي بين يديه تماماً كما هي الآن ... هذه المرة هي المبادرة ... هي من تريده ... شوقه أضني قلبه العاشق .. وقوته نفذت وصلابته انهارت ... والمت...